تستقبل محافظات ومدن إقليم كوردستان مئات الآلاف من السيّاح من العراق وخارجه في موسم الشتاء الحالي، ممن يقصدونها لقضاء أوقات لطيفة في مناطق ساحرة تمرّس أبناؤها بالكرم وحسن الضيافة. وتعمل حكومة الإقليم برئاسة مسرور بارزاني دوماً على تحديث البنية التحتية للسياحة الشتوية في كوردستان، ما يجعله وجهة مفضلة للزوار في الفصل البارد.
والحق أن استتباب الأمن في الإقليم وثراءه بالمعالم التاريخية فضلاً عن جمال طبيعته وتنوعها، تساعد كلها في اجتذاب القاصي والداني. كما عززت مئات المشاريع التي نفذتها الحكومة التاسعة بتوجيه من بارزاني في ترسيخ قدرة الإقليم على استضافة مئات الآلاف ممن ينشدون الراحة في أجوائه خلال أشهر السنة ومزاولة رياضاتهم الشتوية في جباله المتوجة بالأبيض.
وكانت الحكومة قد وضعت خطة إستراتيجية لرفع مستوى القطاع السياحي وتحديث مرافقه بما يتماشى مع أعلى المعايير، وذلك عبر تطوير شبكة المواصلات بما فيها من طرق وجسور، وتأكيد على تطبيق قواعد القيادة الآمنة للحد من الحوادث المرورية.
وشدد رئيس الحكومة في غير مناسبة على اهتمامه بالسياحة، فهي تمثل استثماراً اقتصادياً موفقاً في إقليم كوردستان الغني بالتاريخ والجمال والجبال الشماء التي تكتسي بحلة بيضاء في الشتاء فتغدو ملاعب للرياضات الخاصة بهذا الفصل. ومن جهة أخرى، تلعب السياحة دوراً مهماً في "إبراز نضال الشعب وتضحياته" وسعيه الحثيث لتحقيق الازدهار والتنمية المستدامة.
وقد رسمت الحكومة الخطط الاستراتيجية الرامية لاستقطاب المزيد من الضيوف الآتين من مناطق قريبة وبعيدة في موسم السياحة الشتوية. وقالت دائرة الإعلام والمعلومات الرسمية في إقليم كوردستان إن الحكومة تحرص على تأهيل المواقع السياحية المعروفة التي تهطل الثلوج عليها بغزارة كجبل گارا، وپێنجوين، وكۆڕەك، وپرژە، وسەكران. وأوضحت الدائرة أن الجهود الحكومية ترمي في المقام الأول إلى إتاحة الفرصة أمام السياح لممارسة رياضاتهم الشتوية المفضلة من تزلج وطيران مظلي وغيرها.
في هذا السياق، وضعت الهيئة العامة للسياحة في إقليم كوردستان برامج استراتيجية تشتمل على إقامة العديد من المشاريع في مناطق جبلية عدة بالتعاون مع القطاع الخاص. ومن المتوقع أن يشهد الإقليم في المستقبل قدراً أكبر من التقدم في ميادين السياحة الشتوية التي تخطو خطوات واثقة إلى الأمام.
إقرأ أيضاً: إقليم كوردستان... مشاريع وإنجازات
وتستعد محافظات الإقليم للترحيب بأعداد كبيرة من الزوار الآتين إليها من أماكن شتى طلباً لتذوق أجواء الشتاء الرائعة في جبال كوردستان التي تكلل الثلوج قممها وتفترش سفوحها، ما يغري الضيوف بالاحتفال والنزهة في مساحات مسكونة بالضوء.
كما تتميز تلك الجبال بكونها مزودة بمرافق تستوفي أرفع المعايير العالمية، مهيئة لممارسة التزلج على الجليد. وقد اعتادت على استضافة نشاطات ذات طابع عالمي كمهرجان التزلج على الجليد الذي أُقيم في جبل كورك في عام 2013. أما عن الخدمات السياحية التي باتت تتوفر فيها، فحدث ولا حرج. لقد أُنجزت مشاريع تلفريك سياحي في أماكن عدة مثل كورك، وبابلو، وچاڤی، والتي يقوم كل منها بحمل السائح إلى القمم الجبلية بيسر. وأنشئت مرافق سياحية عصرية وأماكن للاستراحة والمبيت وألعاب مختلفة على تلك الجبال.
إقرأ أيضاً: الديمقراطي الكوردستاني يكتسح الأحزاب الكوردستانية
ويساهم أبناء تلك المناطق مساهمة فعّالة في دعم القطاع السياحي في إقليم كوردستان. فبفضل ترحيبهم بالزوار وإكرامهم تعززت مكانة تلك الوجهات كنقاط جذب سياحي يقصدها العرب والأجانب. في المقابل، يوفر النشاط السياحي المزدهر هناك مكافآت شتى لهؤلاء السكان. وعدا أنه يمكنهم من التعرف على أبناء ثقافات شتى، ما يغني تجاربهم ويصقل كفاءاتهم، فإن هذا النشاط يهيئ لهم فرص عمل جديدة كما يمكن أن يمهد الطريق أمامهم لإطلاق مشاريع خاصة تعود بالنفع عليهم وعلى الإقليم.
التعليقات