أجبرت الثورة التي اندلعت في ليبيا منذ عدة أسابيع الرياضيين الجزائريين على الفرار بجلدهم و العودةإلى الجزائر بشتى الطرق و من مختلف المنافذ.
و إذا كان بعضهم ممن أسعفهم الحظ قد غادر ليبيا في الساعات الأولىالتي تلت اندلاع الاحتجاجات فان آخرون اضطروا للمكوث هناك عدة أيام قبل أن يتمكنوا من مغادرة ليبيا عبر الحدود المصرية أو التونسية بعدما تقطعت بهم السبل و انقطعت الاتصالات بهم .
و ينشط عدد معتبر من الرياضيين الجزائريين في ليبيا من مدربين و لاعبين منهم فؤاد بوعلي الذي يدرب نادي نجم بنغازي والمهاجم حميد شهلول الذي يلعب لنفس الفريق و معهما مراد حبي الذي يعمل مدرب لحراس المرمىوعبد الله بلعيكوس الذي يشرف على تدريب النادي الإفريقي لمدينة درنة من الدرجة الثانية و المدافع نور الدين سام الذي يلعب لفريق النصر.
وقد اجمع هؤلاء على أنهم عاشوا الجحيم خاصة في مدينة بنغازي التي اعتبروها الأكثر عنفا من بقية المدن الليبية ويقول في هذا السياق اللاعب سام أن بنغازي تعرف في ليبيا بمدينة المعارضة و أن الرئيس الليبي معمر ألقذافي المنبوذ من قبل أهلها يكره هذه المدينة مما جعله لا يتأخر في السعي إلى إبادتهم بمجرد ما اندلعت الشرارة الأولى للثورة.
و من جهته قال المدرب بوعلي الذي لم يمضي على انتقاله إلى ليبيا سوى أشهر قليلةانه شاهد بأم عينه دبابة و هي تدوس على سيارة بها شخصين و قال بان الشعب الليبي شعب طيبلا يستحق هذه المعاملة من قبل حكومته و أكد بان ألقذافي ليس من نفس الطينة وأضاف بان ما يحدث حاليا في ليبيا هو حرب بكل ما تعنيه الكلمة .
كما اجمعوا على حسن المعاملة التي وجودها من قبل مسئولي الأندية التي كانوا يعملون عندها حيث سعوا إلى التخفيف من معاناتهم و تدبير طريقة لإعادتهم إلى الجزائر سالمين.
من جهة أخرى تباينت ردود أفعال هؤلاء بخصوص مواقفهم من إمكانية العودة مجددا إلى ليبيا في حال تحسنت الأوضاع الأمنية و عودة الاستقرار السياسي فبينما رفض بعضهم بشكل مطلق العودة إلى هناك فان آخرون أكدوا بأنهم مضطرون إلى العودة عندما تعود المياه إلى مجراها الطبيعي بسبب ارتباطهم بعقود مع أنديتهم لا بد من احترامها و بالتالي تفرض عليهم العودة التي لن تكون قبل بداية الموسم القادم.
على صعيد آخر باتت ليبيا مهددة بفقدان شرف تنظيم نهائيات كاس أمم إفريقيا 2013 بسب الثورة التي قد تأتي على الأخضر و اليابس هناك بما فيها البنية التحتية الرياضية بالخصوص و التي تحتاج لوقت لإعادة ترميمها أو بنائها مجددا خاصة أن الشكوك أصلا كانت تحوم حول قدرة الحكومة الليبية على الإيفاء بشروط التنظيم قبل اندلاع الثورة و قد يقترح الاتحاد الإفريقي إسناد تنظيم البطولة إلى بلد آخر كما حدث مع بطولة إفريقيا للشباب التي ستنظم على الأرجح في الجزائر بدلا من ليبيا.
التعليقات