لم تعد طريقة استخدام الكمبيوتر في التعاملات المصرفية محبذة نظراً لأمكانية اختراقها بسهولة.


في وقت بات فيه من الشائع أن يتم استخدام أجهزة الكمبيوتر، جنباً إلى جنب مع كلمات المرور، في التعامل مع الشؤون المصرفية، ودفع الفواتير، والتسوق عبر مواقع البيع بالتجزئة الموجودة على شبكة الإنترنت، إلا أن تلك الطريقة لم تعد مريحة بالنسبة للمستخدمين، فضلاً عن أنها أضحت وسيلة يمكن اختراقها بكل سهولة.

وفي هذا السياق، أفادت صحيفة quot;التلغرافquot; البريطانية في عددها الصادر اليوم بأن هذا الأمر أدى إلى انتشار عمليات النصب والاحتيال بشكل كبير على الشبكة العنكبوتية، ليُكلِّف المملكة المتحدة مبلغاً قدره 1.9 مليار جنيه إسترليني خلال العام المنقضي.

وقال بحث جديد إن الأشخاص يطالبون نتيجة لهذا الاعتماد الكلي على الإنترنت بأن يتذكروا عدد كبير من كلمات السر لجميع الخدمات الآمنة التي يقوموا باستخدامها. وأشار إلى أن هذا العدد قد يصل إلى 23 كلمة مرور في المتوسط. وهذا يتضمن كل شيء بدءً من موقع أمازون حتى موقع آي تيونز، بعيداً عن البنوك، وبناء المجتمعات، وكذلك العشرات من المواقع التي لا نتذكر حتى التسجيل من أجل دخولها.

وفي مؤتمر نظمته هذا الأسبوع شركة CryptoCard المتخصصة في تقديم الخدمات الأمنية، أظهر الهاكر الأخلاقي، جاسون هارت، الطريقة التي تتسم من خلالها كثير من كلمات المرور بأنها غير آمنة.

كما يمكن من خلال القيام بعملية بحث بسيطة عبر quot;غوغلquot; على كلمات مرور وأسماء مستخدمين ونوعية ملفات محددة، يمكنك أن تحصل على أكثر من 100 ألف جدول بيانات مفتوح ومتوافر مجاناً، وتحتوي جميعها على ما يكفي من المعلومات التي تتيح الوصول الكامل إلى حسابات المدارس أو سماسرة الرهن العقاري مع مقدمي الخدمات التي تحظى بأهمية.

وهنا، عاودت الصحيفة لتؤكد على أن الخطأ ليس خطأ المستهلكين ndash; بل خطأ المنظمات التي تحمل كماً هائلاً من المعلومات. واتضح كذلك أنه من خلال البحث بشكل أعمق قليلاً، يكون الوصول إلى مجموعة من الأقراص الصلبة المتصلة بالشبكات أمراً هيناً تقريباً إذا عرفت ماذا عليك أن تفعل.

فمن خلال بحثك على موقع يوتيوب عن مقاطع تعلمك طريقة إنشاء تلك البرامج التي تعرف بـ quot;keyloggersquot; ndash; وهي التطبيقات التي تقوم بتسجيل كل ضغطة كتابة تدونها على لوحة المفاتيح دون علمك ndash; فستكتشف حينها المئات من الأدلة التي تعينك على ذلك.

هذا وتتحصل إحدى المنظمات على مبلغ قدره 90 دولار ( 56 إسترليني )، عبر أحد المواقع الإلكترونية العلنية، عن أي كلمة سر لمجموعة من الخدمات في غضون 48 ساعة. كما أشارت الصحيفة إلى أن أكثر من 2500 موقع إلكتروني يتم تشويهها كل ساعة، نتيجة لأسباب سياسية أو مالية أو أسباب أخرى نابعة من روح الدعابة.

ومضت الصحيفة تنقل في الإطار ذاته عن مايكل لينش، الخبير المتخصص في تزوير الهويات بشركة الأمن العملاقة quot;CPPquot;، قوله :quot; ما لم نقم بتسهيل الأمور، فلن يتخذ المستهلكين بالاحتياطات، وهذه هي الحقيقةquot;. كما أشارت الصحيفة إلى أن فكرة quot;تسجيل الدخول لمرة واحدةquot; هي كأس مقدسة بالنسبة للشركات، وربما تعني انتهاء معاناة مكاتب المساعدة المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات التي تقضي يومها بأكمله في إعادة تعيين كلمات المرور، لأن المستخدمين نسوها.

وفي غضون ذلك، رأى خبراء أن نماذج الصراف الآلي قد تحل كثير من المشكلات التي يواجهها المستخدمون في ما يتعلق بعمليات النصب التي تتم عبر الإنترنت. وأوضحوا أن هذا الأسلوب يتم عبر العملية التي تُعرف بـ quot;تحديد الهوية ثنائي العواملquot;، التي يمتلك فيها المستخدمون ثمة شيء ( عادةً ما يكون بطاقة ائتمان ) ويعرفون بعض المعلومات ( مثل رقم سري )، وهو ما يجعل التزوير صعب الحدوث للغاية. وهو ما يُبَيِّن أن معرفة المستخدم لعنصرين، وليس عنصر واحد كما هو الحال الآن، ربما يساعد مستقبلاً في الحماية من عمليات النصب والاحتيال الإلكترونية.