بدأ الجناح الاعلامي لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية إصدار مطبوعة دعائية إلكترونية باسم quot;انسبايرquot; Inspire، يستوحي فيها الثقافة الشعبية في الغرب على غرار مجلة quot;فانتي فيرquot;، وهي تعرض ببصور ملونة وتصاميم براقة ومقابلات مع مشاهير المجاهدين وقصص جهادية.

إختار القائمون على المجلة الجهادية الإلكترونية عناوين مثيرة، وقد تنوعت أبواب العدد الأول الذي صدر الصيف الماضي ومن بينها باب quot;كيف تصنع قنبلة في مطبخ أمكquot; وهو دليل لتعليم الأنصار، بتوقيع المحرر الذي اختار لنفسه اسم quot;كبير طهاة القاعدةquot;.

مطبوعة شعبية.. دموية

تبدو المجلة الإلكترونية الناطقة بالإنكليزية تقليداً لبعض المطبوعات الشعبية في الغرب، لكن مصادر في مكتب التحقيقات الفيدرالي وخبراء أميركيين في مكافحة الإرهاب أكدوا أن المشروع ليس مزحة. وأشار الخبراء إلى أن الخطاب المتطرف والصور الدموية تبدو منسجمة مع عبادة الموت التي يمارسها تنظيم القاعدة.

ونقلت صحيفة لوس انجيليس تايمز عن بروس هوفمان مدير الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون أن المطبوعة الإلكترونية الجديدة هي النسخة الجهادية من مجلة quot;فانتي فيرquot;. فهي مطبوعة براقة وجذابة موجهة إلى جيل الشباب. واتفق معه الخبير يوناه الكسندر من معهد بوتوماك للدراسات السياسية قائلا أن المطبوعة الجديدة أرقى بكثير مما صدر حتى الآن عن تنظيم القاعدة.

ويقول الخبراء أن الجمهور المستهدف هو على ما يبدو الشباب الناقم في الدول الناطقة بالإنكليزية، أما الرسالة التي تحملها المطبوعة فهي دعوتهم الى الإقبال على ميثولوجيا الجهاد ورفع السلاح ضد الغرب الكافر.

وقال بروس ريدل الضابط الكبير السابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية أن أصحاب المطبوعة الجديدة لا يسعون للتنافس مع مجلات مثل quot;الايكونومستquot; أو quot;تايمquot; بل كل ما يحتاجونه هو إستدراج شخص أو شخصين لتفجير شيء ما في مكان مناسب quot;وهذا يكفي لسد تكاليف إطلاق المشروعquot; بالنسبة لهم.

حين صدرت مجلة quot;انسبايرquot; في تموز- يوليو حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي من إمكانية أن تستقطب بعض الأفراد في الغرب وتوحي لهم بتنفيذ هجمات في الولايات المتحدة لاحقاً. وقال إدوارد تورزانسكي من معهد أبحاث السياسة الخارجية في فيلادلفيا أن تنظيم القاعدة يرى في أوروبا وأميركا الشمالية تربة خصبة لتجنيد الأنصار.

والمعروف عن تنظيم القاعدة إستخدامه أشرطة فيديو مروعة على يوتيوب وصفحات نارية على فايسبوك وغرف دردشة مليئة بروح الكراهية وغيرها من المواقع التحريضية على الإنترنت لتكريس التطرف في نفوس الأنصار والتبجح بأعمال القتل الجماعي.

أصولها quot;جهاديةquot;

تنسب مجلة quot;انسبايرquot; أصولها إلى مجلة quot;الجهادquot; التي أصدرها أسامة بن لادن باللغة العربية في الثمانينات قبل أن يذيع صيته. لكن أسلوب المحادثة المباشرة واللغة الإنكليزية الدارجة في النسخة الجديدة تشيران إلى رئيس تحرير أميركي الجنسية. وأعرب ضباط استخبارات أميركيون عن إعتقادهم أن رئيس التحرير هو سمير خان الأميركي من أصل باكستاني يبلغ من العمر 24 عاماً. وكان الشاب الخجول خان الذي يتأتئ في الكلام، قد أطلق مدونة وموقعاً إلكترونيا مؤيدين لتنظيم القاعدة من منزل والديه في ولاية نورث كارولاينا بعد عام 2003، لافتاً إنتباه مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى نشاطه.

وانتقل خان إلى اليمن عام 2009 وظهر اسمه في العدد الثاني من مجلة quot;انسبايرquot; الذي صدر في تشرين الأول- اكتوبر. وتحت عنوان quot;أفتخرُ بأن أكون خائناً لأميركاquot; وصف نفسه قائلا أنه quot;قاعدة حتى النخاعquot;.

يقول مسؤولون أميركيون أن المجلة الإلكترونية الجديدة تعكس النفوذ المتزايد الذي يتمتع به رجل الدين المتطرف أنور العولقي المولود في الولايات المتحدة، ويريد الآن تدميرها بالعنف. ويقتبس العددان الأولان من مجلة quot;انسبايرquot; بغزارة من أقوال العولقي.