يرى المراقبون أنَّ الصحافة على آي باد ما زالت في بداية طريق طويل.
لندن: يراهن كثيرون في صناعة النشر على كومبيوتر آي باد اللوحي من شركة ابل لانقاذ الجرائد والمجلات.ولكن هذا الاحساس بقرب الفرج ليس عاما بأي حال من الاحوال وتُثار تساؤلات عما يعنيه الكومبيوتر اللوحي للصحافة عموما.
دعا ماتياس دوفنر، رئيس امبراطورية اكسل شبنرنغر الالمانية للنشر، نظراءه الى الركوع مرة في اليوم وتقديم آيات الشكر الى ستيف جوبز على انقاذه صناعة النشر.ونقلت شبيغل اونلاين عن دوفنر قوله ان آي باد هو ما كانت شركته تعول عليه، وكأن ستيف جوبز هو المخلص الذي كانت دور النشر تنتظر مجيئه.
وسيتضح خلال الأيام المقبلة ما إذا كان رهان دوبفنر واقرانه من الناشرين مبررا.إذ من المقرر ان تطرح ابل جهازها المنقذ على ما يُفترض في المانيا يوم الجمعة، ومعه ستبدأ شركات نشر المانية بينها شبيغل تقديم موادها الصحفية على آي باد.
وتعلق صناعة النشر آمالا عريضة على آي باد، في مقدمتها ان يكون القارئ مستعدا لدفع رسم مناسب مقابل الصحف والمواد الأخرى التي يقرؤها على آي باد بدلا من قراءتها على المواقع الالكترونية.ولكنيستبعد المراقبونان ينتبه القراء الى الثورة الاعلامية الجديدة في البداية.ويلاحظون ان صناعة النشر تتخذ موقف التريث ومتابعة التطورات عن كثب.
مثل هذا الحذر قد يكون منطقيا. فحتى إذا كان نجاح آي باد مؤكدا لن يُعرف على الفور ما إذا ما كان هذا النجاح سيمتد الى مؤسسات النشر التي قررت العديد منها ان تنتظر، ومنها مجلة شتيرن الالمانية الاسبوعية ومجموعة بوردا وصحيفة بيلد الشعبية وصحيفة فرانكفورتر الغماينة تسايتونغ واسعة النفوذ.وهذا كله يشير الى ان بوادر الثورة الموعودة لا تلوح في الأفق حتى الآن.
وطُرح آي باد في الولايات المتحدة منذ نحو شهرين، والشيء الوحيد الذي توصلت اليه شركات النشر هناك، هو ان هذا الجهاز لم يحقق النجاح الذي كان متوقعا له.وعاشت الصحف اليومية اوقاتا صعبة بسببه.فان سيلا من التعليقات السلبية انهال على صحيفة وول ستريت جورنال بسبب طبعتها الجديدة على آيباد.ومن اصل 8700 شخص منح 6000 علامات متدنية الى الصحيفة لإقدامها على طرح طبعة آي بادية من الجريدة. وقال احد القراء quot;انها سرقة فيوضح النهار وأُفضِّل قراءة النسخة الورقية التي استطيع الحصول عليها مجانا في المكتبquot;.
كما ان القراء المنزعجين اصلا بسبب ما يدفعونه عن كل مادة رقمية يطلعون عليها يتذمرون من نظام الدفع المربك. فان الاشتراك في النسخة الآي بادية أغلى ثمنا من الاشتراك في النسخة المطبوعة وان المشتركين الذين لا يدفعون إلا ثمن النسخة الالكترونية ساخطون لأن عليهم ان يدفعوا رسما اضافيا مقابل قراءتها على آي باد.
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال في اوائل آيار/مايو ان عدد مستخدمي نسختها الآي بادية يبلغ 64 ألف قارئ وهو رقم صغير نسبيا بالمقارنة مع النسخة الورقية التي توزع منها مليونين.اما المجلات فان العديد منها قدمت نسخا آي بادية لا تضم إلا اجزاء من محتويات النسخة الورقية.
في غضون ذلك تدرك دور النشر ان القراء اصبحوا أشد تطلبا معترفين بأن المستخدم الذي يستطيع ان يقرأ جريدته على الانترنت لن يكون لديه سبب يغريه لقراءتها على آي باد.
من اسباب التردد الذي يبديه الكثير من مدراء دور النشر والصحافيين انهم يواجهون صعوبة في تطوير افكار تربط بين الوسائط الاعلامية المختلفة بحيث تجمع بين الصحافة الالكترونية والسمات الدرامية للالعات الالكترونية ومؤثرات الفيديو ومنظر الشاشة التي تعمل باللمس.
وهم ما زالوا يصارعون مع هذه المهمة بعدما اعتقد كثير من الناشرين خطأ ان آي باد يقدم الحل لكل مشاكل الاعلام المطبوع.وها هم يدركون تدريجيا ان تقديم المحتوى المعهود الذي يُطبع عادة في جريدة أو مجلة ، على آي باد عبر قناة الكترونية ليس كافيا والمطلوب اضافة عناصر مختلفة أخرى.
التعليقات