مكّنت التكنولوجيا الجديدة الابناء الكبار من مراقبة آبائهم المسنين للاطمئنان الى سلامتهم.

القاعدة المتبعة في الحياة ان الآباء هم الذين يراقبون الأبناء، ولكن التكنولوجيا الجديدة قلبت هذه المعادلة في حالات عديدة بتمكين الابناء الكبار من مراقبة آبائهم المسنين في تحركاتهم وعاداتهم بدقة مذهلة للاطمئنان الى سلامتهم.

الهدف من هذه التكنولوجيا هو توفير مراقبة كافية بحيث يستطيع الشيوخ والعجزة من أفراد العائلة ان يبقوا في بيوتهم بدلاً من الانتقال الى دور العناية الخاصة بكبار السن. وبقاء المسنين في البيت هو ما تريده الغالبية الساحقة من افراد العائلة لأسباب عاطفية واقتصادية على السواء.

تلبية لهذه الرغبة قامت شركات عملاقة مثل جنرال الكتريك وأخرى جديدة بتطوير منظومة الكترونية تنبه افراد العائلة سواء أكانوا في المكتب أو في بيت آخر، إذا نسي احباؤهم المسنون ان يأخذوا الدواء أو يستخدموا جهاز قياس الضغط أو السكر أو فاتهم ان يطفئوا الاضواء أو يقفلوا الباب اضافة الى متابعة زياراتهم لغرفة الحمام وعودتهم منها بلا مصاعب، على سبيل المثال.

ولكن محللين يلاحظون ان مثل هذه التكنولوجيا تثير من القضايا المتعلقة بالسيطرة وانقلاب الأدوار والشعور بالذنب بقدر ما تحل من المشاكل لا سيما وانها تضع بأيدي الكبار في سن الثلاثينات والاربعينات أدوات تمكنهم من مراقبة تفاصيل حياة آبائهم المسنين مثلما يراقبون اطفالهم الصغار. وتنقل صحيفة نيويورك تايمز عن استاذة علم النفس نانسي شلوسبرغ من جامعة ماريلاند ان السؤال الذي يتطب اجابة هو إن كان الآباء الكبار انفسهم يريدون ان يخضعوا لمثل هذه المراقبة الشديدة على حركاتهم. وقارنت التكنولوجيا الجديدة بالكاميرات الخفية سيئة الصيت التي يستخدمها بعض الآباء لمراقبة الحاضنة التي تبقى مع اطفالهم. وحذرت شلوسبرغ من ان مثل هذه الرقابة قد تنطوي على ممارسة جارحة لمشاعر المسنين وشددت على ان قرار استخدام التكنولوجيا الجديدة يجب ان يكون قرار الشخص المسن نفسه وبارادته. كما ان هناك حالات لا تحسب التكنولوجيا الجديدة حسابها. وتروي استاذة علم النفس ويندي روجزر التي درست ردود افعال المسنين على التكنولوجيا ان رجلا استبد به القلق والذعر عندما سجل الجهاز الذي يربطه ببيت امه حركة غير مألوفة. وحين اتصل بها لمعرفة ما يجري اتضح انها قررت ان تدهن جدران غرفتها بلون جديد.