أعلن علماء الفلك اكتشافهم للمرة الأولى كوكبا صلبا - صخريا وليس غازيّا -على غرار الأرض وفي حجمها.


لندن: تبعا لعملاء الفلك، فإن الكوكب الذي تمّ اكتشافه، وهو الأصغر حتى الآن، يقع على بعد 560 سنة ضوئية (الواحدة منها تعادل قرابة 10 تريليونات كيلومتر)، لكنه خال تماما من الحياة بسبب ارتفاع حرارته التي تبلغ 2500 درجة فهرنهايت (حوالي 1370 درجة مئوية) تكفي لصهر الحديد بسهولة.

الكوكب اكتشفه التلسكوب - المسبار laquo;كيبلرraquo; الذي يعود لوكالة الفضاء الأميركية laquo;ناساraquo;. وقد صنّفه العلماء laquo;أحد أهم الاكتشافات العلمية في التاريخ البشريraquo;.

ونقلت صحيفة laquo;كريستيان ساينس مونيتورraquo; (سي إس إم) عن البروفيسير جيفري مارسي، من جامعة كاليفورنيا، قوله: laquo;مثل الحلقة المفقودة التي يبحث عنها علماء الانثروبولوجيا في نشوء وتطور الحياة على الأرض، فإن هذا الكوكب يمثل الحلقة المفقودة بين الكواكب الغازية والصلبةraquo;.

لكن علماء آخرين لا يبدون نوع هذه الحماسة قائلين إن الكوكب قد لا يتعدى كونه laquo;النواة الصخريةraquo; لكوكب غازي تبدد غازه على مدى عمره الذي يقدر بثمانية مليارات سنة.

ومع ذلك فإن عالمة الفلك ناتالي بتاهلا، من جامعة سان خوزيه، تقول إن الاكتشاف laquo;معلم هائل بالنسبة لمهمة كيبلر لأنه أول اكتشاف لكوكب صلب وبالتالي فهو انعطافة تاريخية في بحث البشرية عن كواكب على غرار الأرضraquo;.

وقد أطلق على الكوكب المكتشف اسم Kepler 10b laquo;كيبلر السِعَة 10raquo;. ويبلغ محيطه 1.4 محيط الأرض ووزنه 4.5 وزنها. وهذا يجعل منه الكوكب الأكثر وزنا على الإطلاق وسط كواكب المجموعة الشمسية الداخلية ويضعه في المنتصف بين كتلة مماثلة من الحديد أو من النحاس. وهو يكمل دورته في فلك كوكبه المضيف كل 20 ساعة و10 دقائق. وهذا يعني انه يقع على مسافة من المضيف أقصر من المسافة الفاصلة بين عطارد (الأقرب إلى الأرض بين الكواكب) والشمس.

ويقول العلماء، تبعا لكل هذه التفاصيل، أن الأرجح لجاذبيته أن تكون ضعف جاذبية الأرض.

وقالت البروفيسيرة بتاهلا، ناطقة باسم الفريق الواقف خلف الاكتشاف، إن هذا الكوكب يفتقر إلى غلاف جوي. لكن حقيقة أنه مرتفع الحرارة في جانبه المقابل للشمس، فعلى الأرجح أن له ذنبا عبارة عن شظايا دقيقة من الحديد ومعادن السيليكية.

وأضافت أنه بسبب جاذبيته العالية أيضا فالأرجح أن يكون خاليا من الجبال لكنه حتما يضم أخاديد وأنهارا من المواد المصهورة.

يذكر أن التلسكوب - المسبار كيبلر أطلق إلى الفضاء في مارس / آذار 2009 بغرض استكشاف كواكب مشابهة للأرض خارج المجموعة الشمسية.

وقد صمم ليقيس بدقة متناهية الضوء المنبعث من نحو 150 ألف نجم بين كوكبتي الدجاجة Cygnus والقيثارة Lyra. ويتيح هذا القياس للعلماء تقدير أحجام هذه النجوم وأوزانها بما يلقي شيئا من الضوء على مكوناتها ايضا. وكل هذا، بالطبع، مسعى لاكتشاف الحياة في كواكب أخرى غير الأرض.