لندن: قبل نحو سبعة أشهر، حين كان الربيع العربي في بدايته، فكر مارك ملكون أن الناشطين والإعلاميين بحاجة إلى طريقة تتيح لهم بثّ آرائهم وتقاريرهم من المصدر مباشرة.
تمخضت فكرته عن quot;سيغنالquot; Signal وهو تطبيق على الهاتف الخلوي، يمكِّن المستخدم من التقاط الحدث وإرسال إشارة يكون فيها(صورة ومعلومة ونصًا) الحدث هو موضوعها كلها.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن ملكون أنه أراد أن يعرف ما يحدث في بلد ما من أهله مباشرة، وأنه يعرف أن التكنولوجيا المطلوبة لذلك متوافرة.
وكانت الانتفاضات الشعبية التي اجتاحت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي أداة رئيسة في نضالها، كتويتر، لإيصال ما يجري إلى صحافيين بعيدين عن موقع الحدث، وفايسبوك لتنظيم التظاهرات والفيديو لإرسال أشرطة بلا رتوش.
منحت هذه الصور صوتًا للمحتج في الشارع والمواطن الصحافي، الذي يتولى أصدقاؤه وquot;أتباعهquot; إعادة بثّ الخبر إلى بقية العالم.
لكن ملكون يريد أن تنتشر الأخبار حتى بصورة أسرع من ذلك، وبمشاركة أوسع من الأفراد الاعتياديين.
وهو يقول إن تطبيق quot;سيغنالquot; يحلّ مشكلة الاقتصار على quot;الأصدقاءquot; وquot;الأتباعquot; في نقل الأحداث المهمة، ويدعو ملكون إلى تمكين المجتمعات المحلية الأوسع من نقل ما يحدث قائلاً quot;إن هذا أفضل من قيام فرد أو اثنين بذلكquot;.
يلاحظ ملكون أن إحدى المشاكل في لبنان، الذي يتمتع بحرية نسبية مقارنة مع دول أخرى في المنطقة، هي أن وسائل الإعلام الكبرى ينتمي كل منها إلى حزب سياسي.
وفي غالبية بلدان الشرق الأوسط الأخرى، تكون وسائل الإعلام عادة رسمية أو تلتزم الخط الرسمي. ويشير ملكون إلى أن هذا أوجد عدم ثقة بالإعلام التقليدي في المنطقة.
ولكن ملكون يؤكد أنه لا يسعى إلى الاستعاضة عن الإعلام التقليدي، بل استكماله، ورفع مستواه من خلال صحافة المواطن.
وقال إن تطبيق سيغنال يمنح مؤسسات الإعلام التقليدي أداة أسرع وأوسع وأكثر موثوقية للإطلاع على أحداث العالم الواقعي.
وتابع أنه سيكون بمقدور المشاهدين والصحافيين أن يطلعوا على الصورة فور التقاطها تقريبًا.
وقام ملكون وشريكه إميل خطار، وكلاهما يقيمان في لبنان، بتصميم منظومة ذات قدرة كبيرة على خزن المعلومات وإنشاء بنية تحتية، مستخدمين قاعدة بيانية تعتمد المصدر المفتوح والوثيقة المتاحة.
يأخذ التطبيق التفاعلي في الاعتبار الموقع المحلي واستخدام تكنولوجيا تركز على الأحداث المهمة، وتمكن المستخدمين من إنتاج صور واضحة قبل بثها. وأُنشئ التطبيق بتطوير بوابة هاتف ذكي، وتحديدًا استخدام أدوات هاتف من آبل.
يجري تحميل المحتوى على الفور وتنظيمه تحت عنوان واحد مع تسجيل الوقت والمكان آليًا.
ويستمد تطبيق سيغنال أهميته من سلوك المستخدم واوليغاريثيم سيغنال. وتُبث التقارير العشرة الأكثر أهمية من كل بلد ومن العالم في الزمن الحقيقي.
سيكون هذا التطبيق المجاني متاحًا في مخزن آبل على الانترنت ابتداء من أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الحالي.
التعليقات