شبكة quot;تيليكوميكسquot; تساعد داعمي الديمقراطية

تعنى شبكة quot;تيليكوميكسquot; بمساعدة الناشطين في الشرق الأوسط والداعمين لحركة الديمقراطية في الدول التي تعيش الثورات حالياً، في وقت تدعم فيه حكومات هؤلاء الناشطين الرقابة والتجسس على شبكة الإنترنت. واستطاع أحد أعضاء هذه الشبكة أندرو لويس إثبات عبقريته في هذا المجال.


القاهرة: يسعى الشاب الأميركي، أندرو لويس، 22 عاماً، إلى مد يد العون لناشطي الإنترنت ومستخدميه العاديين في منطقة الشرق الأوسط، من خلال عضويته في تلك الشبكة التي يطلق عليها quot;تيليكوميكسquot;، التي تعنى بمساعدة الناشطين في الشرق الأوسط.

وقال لويس في حديث له مع صحيفة واشنطن بوست الأميركية، بينما كان يقوم بعملية مسح للفضاء الإلكتروني في سوريا وقد ظهرت له مجموعة قوائم من السيرفرات :quot;كلما عرفت أكثر، كلما كان بمقدورك أن تقدم قدراً أكبر من المساعدةquot;.

ثم لفتت الصحيفة إلى العبقرية التي يتميز بها لويس في هذا المجال، حيث نجح بشكل سريع للغاية في التعامل مع الشفرات، وضغط على أحد السيرفرات التي تدير وتحرك حركة الإنترنت في سوريا ndash; وحين طلب منه كلمة مرور في ذلك الوقت ndash; نجح في تخمينها بصورة صحيحة في المحاولة الثانية التي قام بها لانجاز مهمته.

ومضت الصحيفة تقول إن لويس عضو بتلك الشبكة الحاسوبية الغربية، التي تقدم يد العون للناشطين بالمنطقة، خاصة بعد استعانة داعمي الديمقراطية أثناء موجة الربيع العربي التي شهدتها المنطقة هذا العام بموقع التواصل الاجتماعي، فايسبوك، للترويج للمسيرات وكذلك بخدمة سكاي بي لتجنب احتمالات التجسس على هواتفهم المحمولة، في وقت تدعم فيه حكومات هؤلاء الناشطين الرقابة والتجسس على شبكة الإنترنت. وهو ما كان يدفع بـ quot;تيليكوميكسquot; للتدخل كي تساعدهم.

وأفادت الصحيفة في هذا السياق بأنه حين قام الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، بقطع خدمة الإنترنت في جميع أنحاء البلاد خلال شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، قامت تيليكوميكس بإنشاء روابط بالطلبات الهاتفية باستخدام سيرفرين في أوروبا.

ثم أرسل أعضاء الشبكة أرقام الاتصال عن طريق الفاكس لكافة المكاتب والجامعات والمقاهي التي كانوا يعثرون عليها في مصر. وفي آب / أغسطس الماضي، وبعد استخراجها تسجيلات من سيرفرات غير مؤمن عليها، اكتشفت الشبكة أن سوريا كانت تستعين بمعدات تصنعها شركة بلو كوت سيستيمز، العاملة في وادي السيليكون، من أجل منع وصول الخدمة إلى أماكن معينة. ولفتت الصحيفة من جهتها إلى أن السلطات الأميركية تحقق الآن مع تلك الشركة التي تنفي بيع منتجاتها لدولة تخضع لعقوبات اقتصادية. ولم يقتصر الدور الذي لعبته تيليكوميكس عند هذا الحد، بل اتضح أيضاً أنها ساعدت النشطاء في تونس واليمن والبحرين.

ورغم عدم سفر لويس من قبل إلى أي من دول الشرق الأوسط، وعدم معرفته بأي أحد هناك، إلا أنه يختلط كثيراً بالأميركيين ذوي الأصول العربية أو ينطق بعض الكلمات بالعربية. وبسؤاله عن السّر وراء تكريس كامل وقته ليلاً ونهاراً لتلك المهمة فقط، قال ببساطة quot; لدي قناعة تامة بأن الإنترنت يجب أن يكون متاحاً للجميعquot;.

ويقضي لويس معظم وقته الآن في العمل مع الملف السوري، حيث خلَّفت الحملة العنيفة التي يقودها الرئيس بشار الأسد ضد متظاهرين يطالبون برحيله منذ 9 أشهر 4000 قتيل على الأقل، وفقاً لتقديرات خاصة بالأمم المتحدة. ويوجد لدى لويس جهاز آيبود يدخل من خلاله إلى غرفة الدردشة الخاصة بشبكة تيليكوميكس.

وذكرت الصحيفة أن المنتدى يستخدم سيرفرات وروابط إنترنت مشفرة يمتلكها أعضاء الشبكة. ويقوم لويس بتجميع تقارير مجهولة المصدر عن الاحتجاجات من معارف له في سوريا. ويمتلك لويس أيضاً حاسوبا محمولا يستعين به في اختبار الروابط الأكثر تعقيداً، التي قد يستعين بها الناشطون للإفلات من فخ الرقابة والتجسس.

كما يستعين به في رسم خرائط مسحية لشبكات وسيرفرات سوريا لتحديد المعدات التي تستخدم في أعمال المراقبة. ويرى لويس أن النشاط السيبراني هو فرصته التي قد ينجح من خلالها في إحداث تغيير في واشنطن. وأضاف quot;هذا مجال يمكنني أن أقدم المساعدة من خلاله. ويمكنني استخدام التكنولوجيا بشكل جيد بالفعل. فمن السهل في بعض الأحيان أن تختبئ وراء شاشة كمبيوترquot;. وتابعت الصحيفة بنقلها عن كريستوفر كولينبيرغ، أحد مؤسسي شبكة تيليكوميكس، التي بدأت نشاطها قبل 5 أعوام، قوله: quot;الفكرة التي وقفت وراء إنشاء الشبكة هي أنه ليس من حق أي شركة أو دولة أن تحرم الأفراد من حق دخول الإنترنتquot;. ثم تحدث لويس في الختام عن التحول الذي طرأ على حياته، بعد أن كان يكسب الكثير من الأموال، التي يرى أنه لا يستحقها، ليبدأ بعدها في تغيير وجهته صوب الانشغال بأمور أكثر أهمية. وقال نديم هوري، نائب مدير شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى منظمة هيومان رايتس ووتش :quot;سوريا واحدة من أسوأ دول منطقة في مجال المراقبةquot;.