هاتف آي فون يخزّن سجل تحرّكاتك

لندن: كشفت دراسة لملفات الهواتف الذكية التي تعمل على برمجيات اندرويد من غوغل ان هذه الهواتف تجمع معلومات عن تنقلات مستخدمها تماما كما يجمعها هاتف آي فون من شركة ابل. واظهر المبرمج السويدي ماغنوس اريسكون ان هواتف اندرويد الأكثر رواجا الآن بين الهواتف الذكية تفعل ما يفعله آي فون ولكن لفترة أقصر.

وتبين الملفات التي تحويها هواتف اندرويد انها تسجل الاحداثيات المكانية والهويات الشخصية على أساس آخر 50 عمودا من اعمدة الجوال التي ترتبط بها هذه الهواتف، وآخر 200 شبكة واي فاي مرت عليها. ولا يُعرف ما إذا كانت هذه المعلومات تُرسل الى غوغل بخلاف حالة أبل.

يضاف الى ذلك ان المستخدمين لا يستطيعون الدخول على الملف بسهولة بل يتطلب ذلك مهارات معينة لاستخراج المعلومات. وعلى النقيض من ذلك فان ملف ابل يمكن ان يُستخرج بسهولة من الكومبيوتر أو الهاتف.

ويشير اكتشاف الملفات التي تسجل تحركات المستخدم في هواتف اندرويد ايضا الى أهمية مثل هذه المعلومات لتشغيل الهواتف بفاعلية. فان quot;الاحداثيات المكانيةquot; التي تساعد في تحديد موقع المستخدم على الخريطة تعتبر بصورة متزايدة سمة بالغة الاهمية لتقديم خدمات أفضل، بما في ذلك في مجال الاعلانات التي تشكل أساس النشاط التجاري لشركة غوغل.

ويقول المبرمج السويدي اريكسون انه اكتشف الملفات بعد اطلاعه على التغطية الصحفية حول ملف آي فون. ونقلت صحيفة الغارديان عن اريكسون انه بعد ردود الأفعال التي اثارها الكشف عن ملف آي فون الخفي لتسجيل تنقلات مستخدمه قرر البحث في اجهزة اندرويد التي يملكها عن وظيفة مماثلة فيها.

ونشر اريسكون على موقعه شفرة الكترونية للاطلاع على محتويات الملف. وافادت صحيفة الغارديان ان شركة غوغل امتنعت عن التعليق وقت نشر النبأ.

في غضون ذلك تواجه شركة ابل ضغوطا لتقديم ايضاح بشأن هاتفها الذكي آي فون الذي يحوي ملفا يسجل تنقلات مستخدمه بالاحداثيات والوقت والتاريخ. وقالت مفوضية المعلومات البريطانية ان كل من يشعر بالقلق إزاء تسجيل تحركاته يستطيع التقدم بشكوى الى موظفيها المسؤولين عن تنفيذ قانون حماية المعلومات.

وتصدَّر الكونغرس الاميركي منذ مساء الخميس الدعوات التي تطالب ابل بتقديم تفسير لتسجيل الاحداثيات الموقعية لمستخدم هاتفها آي فون. وافادت انباء ان مفوضية الاتصالات الفيدرالية الاميركية اعلنت انها ستبدأ تحقيقا في القضية.

ويوجد الملف في الهاتف والكومبيوتر الذي يرتبط به، من دون حماية توفرها كلمة مرور أو عملية تشفير. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصدر في شركة أف سكيور المختصة بأمن الكومبيوتر ان آي فون ينقل ما يسجله من معلومات عن تحركات مستخدمه الى شركة ابل نفسها مرتين في اليوم.

وبعث عضو مجلس الشيوخ الاميركي عن الحزب الديمقراطي آل فرانكن الذي يرأس لجنة لشؤون الخصوصية في الكونغرس برسالة الى رئيس ابل التنفيذي ستيف جوبز قال فيها ان كل من يدخل على هذا الملف يستطيع ان يعرف عنوان المستخدم والأماكن التي يرتادها والأطباء الذين يراجعهم ومدارس اطفاله وسفراته خلال الأشهر الماضية أو حتى خلال عام.

وطلب فرانكن من جوبز ان يشرح سبب تسجيل هذه المعلومات ولأي غرض تُستخدم ولماذا لم تطلب شركة أبل موافقة المستخدمين مسبقا.

وكان السجال بشأن ملف ابل الجديد في هاتفها الذكي اندلع يوم الخميس عندما اعلن الباحثان البريطانيان الستير الن وبيتر ووردن اكتشافهما الملف الخفي في هاتف آي فون. ونشر الباحثان تطبيقا قابلا للتفريغ يقتفي تنقلات المستخدم على برمجية خرائطية الكترونية ليبينا دلالات الملف وما يعنيه بالنسبة للخصوصية.

وقال مكتب مفوض المعلومات البريطاني ان التزاما قانونيا يقع على عاتق شركة ابل لتوضيح الطريقة التي تُستخدم بها معلومات المشترك داعيا الزبون الى قراءة الشروط بعناية قبل الاشتراك. وتنص سياسة الخصوصية التي تتبعها شركة ابل على ان المعلومات المكانية تُجمع بلا اسماء في شكل لا يكشف هوية الشخص وتستخدمها ابل وشركاؤها لتقديم منتجات وخدمات موقعية افضل.

ولكن البرفيسور روس اندرسن المختص بالأمن والخصوصية في جامعة كامبردج اكد ان سجل المعلومات المكانية في هاتف ابل لا يمكن ان يعتبر معلومات مجهولة الأسم. واوضح ان إبقاء تاريخ الأماكن مجهولا يتطلب تقسميه الى مقاطع منفصلة ذات بضع ساعات وربما حتى أقل.

ولكن إذا نُشر تاريخ الأماكن التي زرتها دون اسم فان كل من يعرف أين كنتَ في بعض الأوقات المحددة سابقا يستطيع ان يعرف تاريخ المواقع التي مررت عليها من بين ملايين الأشخاص الآخرين ثم يتوصل الى الأماكن التي كنت فيها مساء أو خلال عطلة نهاية الاسبوع مثلا. ولم تعلق ابل على الجدل الذي اثاره ملف هاتفها آي فون حتى الآن.