مجموعة القراصمة المعروفة بـ quot;أنونيموسquot;

في الوقت الذي سبق فيه لجماعة قراصنة الإنترنت، المعروفة باسم quot;أنونيموسquot;، أن قامت بتنفيذ هجمات إلكترونية على مؤسسات معروفة، مثل سوني وبي بي إس، إلا أن فريستها الأبرز حتى الآن كان موقع الفاتيكان الإلكتروني في آب (أغسطس) الماضي.


القاهرة: انطوت الحملة التي شنّتها مجموعة القراصنة المعروفة باسم quot;أنونيموسquot; على الفاتيكان، والتي لم تحظَ باهتمام واسع النطاق حينها، على المئات من الأشخاص، الذين كان يتميز بعضهم بامتلاكه لمهارات القرصنة، ويفتقر إليها البعض الآخر. وقد قامت مجموعة أساسية من المشاركين بحشد الدعم للهجوم، باستخدام مواقع إلكترونية، منها يوتيوب وتويتر وفايسبوك.

في حين بحث آخرون عن نقاط ضعف على الموقع الخاص بالفاتيكان، وحين أخفقوا في ذلك، قاموا بتجنيد مجموعة من الهواة لإغراق الموقع بحركة المرور، على أمل أن يتعرّض لحالة من الانهيار، وذلك وفقاً لما ورد في تقرير أعدّته إحدى الشركات المتخصصة في أمن الحواسيب، وينتظر أن يزاح عنه النقاب خلال الأسبوع الجاري.

وأشارت في هذا السياق اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية إلى أن ذلك الهجوم، ورغم عدم نجاحه، قد قدّم لمحة نادرة بشأن أساليب التجنيد والاستطلاع والحرب، التي استخدمت من جانب جماعة القرصنة الغامضة.

وتابعت الصحيفة بقولها إن quot;أنونيموسquot;، التي عرفت أولاً من خلال الهجوم الذي شنته على كنيسة السيانتولوجيا العام 2008، قد قامت منذ ذلك الحين بتنفيذ المئات من الهجمات الجريئة على نحو متزايد، واستهداف خصوم معينين، بما في ذلك وكالات إنفاذ القانون والشركات المتخصصة في أمن الإنترنت وخصوم موقع ويكيليكس ذائع الصيت.

وأضافت الصحيفة إن الهجوم الذي شنته quot;أنونيموسquot; على الفاتيكان قد تم تأكيده من جانب القراصنة، وسردت تفاصيله شركة quot;إمبيرفاquot; (المتخصصة في أمن الحواسيب ويوجد مقرها في ريدوود سيتي في كاليفورنيا)في تقرير تعتزم الكشف عنه قبيل مؤتمر عن الأمن الحاسوبي، ينتظر تنظيمه خلال هذا الأسبوع. وقد يبرز هذا التقرير للمرة الأولى كامل التفاصيل من البداية وحتى النهاية لهجوم تقوم به quot;أنونيموسquot;.

ورغم رفض الشركة تحديد هدف الهجوم، وامتناعها عن ذكر الفاتيكان في تقريرها، أكد شخصان مطلعان على التحقيقات أن الفاتيكان كان الهدف من وراء هذا الهجوم.

وتابعت الصحيفة الأميركية حديثها في هذا السياق بنقلها عن أميشاي شولمان، كبير مسؤولي قطاع التكنولوجيا في شركة إمبيرفا، قوله: quot;لقد إطلعنا علىالوسائل والتقنيات التي استخدمت في هذا الهجوم، الذي استغلته جماعات إجرامية أخرى على شبكة الإنترنت. وما ميَّز ذلك الهجوم عن غيره هو أنه كان يحظى بتطور وجدول زمني واضح، حيث بدأ بمرحلة الإعلان والتجنيد التي كانت علنية تماماًquot;.

من جانبه، رفض الفاتيكان التعليق على الهجوم. فيما أفادت الصحيفة بأن القراصنة استغرقوا أسابيع في سبيل الترويج لرسائلهم من خلال موقعهم الإلكتروني ومواقع اجتماعية، منها تويتر وفليكر. كما طالبت صفحتهم على فايسبوك المتطوعين بتحميل برامج هجوم مجانية، وناشدتهم أن يوقفوا الهجوم على الأطفال عبر الانضمام إلى القضية.

ولفت التقرير، الذي أعدّته quot;إمبيرفاquot;، إلى أن القراصنة احتاجوا18 يوماً كي ينجحوا في تجنيد عدد كافٍ من الأشخاص، ثم بدأت بعدها مرحلة الاستطلاع، حيث قضت مجموعة أساسية مكوّنة من حوالى 12 قرصاناً ماهراً ثلاثة أيام في البحث عن ثغرات أمنية مشتركة، قد تسمح لهم بالدخول. وتميزت المساعيإلى مثل هذه الثغرات بكونها مساعي شاقة وبطيئة، لكن ظهور أدوات آلية سهل على القراصنة مهمتهم.

وقد لجأ القراصنة بعدها إلى الهجوم بشكل غاشم، من خلال تقنية، يطلق عليها هجمات الحرمان من الخدمة أو quot;DDoSquot; هدفها إغراق المواقع المحددة بعدد هائل من الرسائل أو طلبات البيانات.

الهجوم على موقع الفاتيكان كشف عن تكتيكات quot;أنونيموسquot;

فيعجز الخادم، ومن ثم يصبح الموقع عرضة للانهيار. وبات بمقدور الأنصار غير المهرة المشاركة في ذلك من حواسيبهم أو هواتفهم الذكية.

ثم انتقلت بعدها quot;أنونيموسquot; إلى مهاجمة أهداف أخرى، بما في ذلك موقع غير رسمي عن البابا، تمكن القراصنة من تشويهه لفترة وجيزة.

وقال مسؤولو شركة quot;إمبيرفاquot; إن دفاعات الفاتيكان كانت متماسكة، لأنها، وعلى عكس سوني وغيرها من الأهداف التي هاجمها القراصنة، كانت مهتمة بالبنية التحتية اللازمة لصدّ الاقتحامات والاعتداءات التي يتم شنها على نطاق واسع.

وقامت quot;أنونيموسquot; خلال الأسابيع الأخيرة بإطلاق تهديدات جريئة على نحو متزايد، وذهبت إلى حد إطلاق تهديد بإغلاق شبكة الإنترنت في الحادي والثلاثين من شهر آذار/ مارس المقبل.