أحدث متاجر laquo;أبلraquo; في نيوريورك

تبدل حال laquo;أبلraquo; بحيث إن عائدات laquo;آي فونraquo; وحدها تزيد عن منتجات منافستها الرئيسة laquo;مايكروسوفتraquo; مجتمعة. بل إن قيمة هذه laquo;التفاحةraquo; صارت أعلى من إجمالي الناتج المحلي لمعظم الدول العربية ودول أوروبية أخرى لا يمكن حسابها في عداد الفقيرة.


وضعت laquo;أبلraquo;، عملاق التكنولوجيا الحديثة، علامة فارقة على الطريق الخميس عندما تخطت قيمتها في سوق الأسهم عتبة 500 مليار دولار للمرة الأولى منذ تأسيسها.
وبحساب الشركات صارت laquo;أبلraquo; السادسة في تاريخ العالم التي تتجاوز قيمتها تلك العتبة العالية. وليس هذا وحسب بل ان الرقم يضعها فوق إجمالي الناتج المحلي لمعظم الدول العربية - بما فيها الامارات - وقريبة من إجمالي المملكة العربية السعودية نفسها.

ووفقا للأرقام فإن قيمة laquo;أبلraquo; تتجاوز أيضا ثروات دول أوروبية ميسورة الحال مثل بولندا (38 مليون نسمة) التي ظلت ولا تزال تتمتع بأحد أسرع معدلات داخل الاتحاد الأوروبي وبلغ إجمالي ناتجها المحلي ما يقل قليلا عن 498 مليار دولار في 2011.
لكن هذا نفسه لا يبلغ قيمة laquo;أبلraquo; البالغة 506 مليارات دولار. وقارن هذا أيضا بإجمالي الناتج المحلي لدى دولة كالسويد (338 مليار دولار) وبلجيكا (499 مليار دولار). على أن الأمر لا يقف عند هذا الحد.

فعلى صعيد المنافسة المباشرة مع عملاق التكنولوجيا الآخر laquo;مايكروسوفتraquo;، تجد laquo;أبلraquo; نفسها صاحبة نصر مدوٍ بفضل أن عائداتها من هاتفها الذكي laquo;آي فونraquo; وحده تفوق تلك التي تتمتع بها منتجات منافستها بأكملها. فبينما بلغ إجمالي سائر عائدات laquo;مايكروسوفتraquo; 20.9 مليار دولار في الربع الأخير من العام الماضي، بلغت عائدات laquo;آي قونraquo; وحدها 24.4 مليار دولار في الفترة نفسها. وبعبارة أخرى فإن ما يدره laquo;آي فونraquo; على laquo;أبلraquo; يزيد عما تدره ماكينة laquo;مايكروسوفتraquo; المؤلفة رئيسا من نظام التشغيل laquo;ويندوزraquo; وكونسول laquo;إكس بوكسraquo; وبرمجية laquo;أوفيسraquo; وهاتف laquo;ويندوز فونraquo;.

يذكر أن قيمة laquo;أبلraquo; لم تتجاوز laquo;مايكروسوفتraquo; الا في مايو / ايار 2010. ومنذ ذلك الوقت القريب، صار ارتفاعها مدهشا حقا إذ بلغ متوسط أرباحها مليار دولار في الأسبوع. ورغم أن خمس شركات أخرى تخطت عتبة نصف التريليون دولار في الماضي، فلم يستطع أي منها الثبات على ذلك المستوى الشاهق.

وعلى سبيل المثال، فهناك شركة laquo;إكسونraquo; التي وصلت قيمتها في سوق الأسهم الى ذلك الرقم السحري لربعين متتالين في 2007. لكنها شهدت بعد ذلك هبوطها الى نحو 411 مليار دولار. وحتى laquo;مايكروسوفتraquo; التي بلغت قمة غير مسبوقة في تاريخ الشركات (600 مليار دولار) نزلت على عجل الى مستوى 267 مليارا لآن.
والشركات الثلاث الأخرى هي laquo;سسكو سيستيمزraquo; وlaquo;إنتيلraquo; وlaquo;جنرال اليكتريكraquo; التي بلغت قيمة كل منها عتبة نصف التريليون العام 2000. لكن laquo;جنرال اليكتريكraquo; نزلت منذ ذلك الوقت الى 200 مليار دولار، بينما هبطت قيمة laquo;سسكو سيستيمزraquo; وlaquo;إنتيلraquo; الى حوالى 100 مليار دولار.

ويقول الخبراء الماليون إن ستيف جوبز، مؤسس laquo;أبلraquo; ومديرها التنفيذي الى مماته في اكتوبر / تشرين الأول الماضي، أبدى حرصا شرسا على جمع أكبر قدر من السيولة النقدية للشركة بعدما رأى تعثر حظوظها في التسعينات. ولذا ترك وراءه قرابة 100 مليار دولار في خزينتها عند رحيله.
وحدا هذا الأمر بخلفه، تيم كوك، لأن يعلن في اجتماع حملة الأسهم السنوي الأسبوع الماضي أن للشركة من المال أكثر كثيرا من حاجياتها، ولذا تعيّن النظر بتمعّن في كيفية استثماره للمستقبل.