واشنطن: قال ايهود اولمرت نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ان رئيس الوزراء ارييل شارون سيطلع مجلس وزرائه خلال ايام قليلة على خطة معدلة لإزالة المستوطنات الاسرائيلية من قطاع غزة بعد ان رفض حزبه الخطة الاصلية.
وقال دانييل ايالون سفير اسرائيل لدى الولايات المتحدة ان مبادئ الخطة التي تحظى بتأييد واسع بين الاسرائيليين رغم اعتراضات اليمينيين في حزب ليكود ستبقى بلا تغيير. وفي تصويت اجراه حزب ليكود في وقت سابق من الشهر الحالي رفض أعضاء الحزب خطة شارون لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي تعهد بان يمضي قدما في خطته لإزالة المستوطنات الاسرائيلية الواقعة في شريط ضيق من الارض المحتلة على ساحل البحر المتوسط.
وأيدت الولايات المتحدة خطة الانسحاب من غزة لكن الفلسطينيين ينظرون اليها بعين الشك. وصدرت عن شارون اشارات متناقضة بشأن المدى الذي قد يذهب اليه في التقيد بخطته الاصلية التي اقترحت ازالة جميع المستوطنات اليهودية في قطاع غزة واربع من 120 مستوطنة في الضفة الغربية.
وسلم اولمرت بان شارون لم يكشف سوى عن تفاصيل قليلة من الخطة المعدلة. وقال للصحفيين "على اي حال فانها ستعرض على مجلس الوزراء في غضون ايام قليلة." لكن ايالون قال ان شارون ربما يحتاج الى وقت لاقناع معارضي الخطة وهو ما قد يعني أنه قد يمر أكثر من اسبوع قبل ان تعرض على مجلس الوزراء. ويقول شارون ان الانسحاب من قطاع غزة سيعزز أمن اسرائيل بعد اكثر من ثلاثة اعوام من العنف. ويقول معارضو الخطة وبينهم اعضاء مجلس الوزراء المؤيدون للمستوطنين ان الانسحاب من غزة سيكون "مكافأة للارهاب".
مقتل ناشط في الاقصى في نابلس
ومسؤول محلي في جنين

ميدانيا، اعلنت مصادر طبية وامنية فلسطينية مقتل ناشط في كتائب الاقصى برصاص اسرائيلي صباح اليوم في معارك عنيفة بين القوات الاسرائيلية وقناصة فلسطينيين في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. وكانت مصادر أمنية وطبية فلسطينية&قد أعلنت ان مسؤولا محليا في كتائب الأقصى قتل في مخيم&حنين &
وقال المصادر نفسها ان عصام عرفات (24 عاما) قتل برصاصة في الصدر خلال معارك اندلعت في البلدة القديمة لنابلس بعيد توغل القوات الاسرائيلية فيها حيث قاموا بتطويق مبنيين. وكان قيادي آخر في الحركة نفسها قتل برصاص جنود اسرائيليين قبل ذلك بقليل في مخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربية.
وقالت&المصادر الفلسطينية&ان احمد تركمان (21 عاما) قتل خلال عملية توغل كبيرة للجيش الاسرائيلي في المخيم شاركت فيه 20 دبابة وسيارت جيب على الاقل ومروحيتان من نوع اباتشي.وقد قتل تركمان خلال تبادل لاطلاق النار بين مقاتلين فلسطينيين وجنود اسرائيليين بدأوا بدخول عدد من المنازل، كما اوضحت المصادر نفسها.&&وذكر مصدر قريب من كتائب شهداء الاقصى ان تركمان كان مسؤولا محليا عن كتائب شهداء الاقصى.& وبمقتل احمد تركمان، يرتفع الى 4048 عدد القتلى منذ اندلاع الانتفاضة منهم 3059 فلسطينيا و918 اسرائيليا.
مسؤولون اسرائيليون:
فلسطينوين يهدمون منازلهم في رفح للحصول على تعويضات
من جانب آخر، اعلن مسؤولان اسرائيليان كبيران امس ان المعلومات حول عدد المنازل التي هدمها الجيش الاسرائيلي في رفح بجنوب قطاع غزة، مبالغ فيها واتهما فلسطينيين بهدم منازلهم للاستفادة من التعويضات التي تدفعها الامم المتحدة. وردا على سؤال عن رأيه في تقارير وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونراوا) التي تحدثت عن هدم حوالى 90 منزلا في مخيم رفح في نهاية الاسبوع الماضي وتشريد اكثر من الف شخص، قال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، "اقترح التعامل بحذر كبير مع الارقام".
وكان اولمرت يتحدث مع صحافيين في ختام لقاء مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول. من جانبه، اكد السفير الاسرائيلي في الولايات المتحدة دانيال ايالون "نعرف 30 حالة على الاقل عمد خلالها المالكون الفلسطينيون الى هدم منازلهم في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة للاستفادة من تعويضات الامم المتحدة". وقال اولمرت "لا نهدم المنازل". واضاف "المنازل تهدم عندما تخفي انفاقا يستخدمها الارهابيون لتهريب الاسلحة" على الحدود المصرية. واضاف اولمرت "يمكن ان تكون منازل قد تضررت خلال العملية لكن ذلك لم يحصل عمدا، ليس هناك خطة ونية لهدم عدد كبير من المنازل".& وذكر اولمرت انه لم يسمع من باول "تذمرا" من العملية الاسرائيلية واكتفى كما قال بابداء "اهتمام" بالوضع في رفح.
هذا ودان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات العمليات العسكرية التي تشنها اسرائيل في قطاع غزة ووصفها بانها "مجرزة كبرى" وناشد المجتمع الدولي التدخل لوقفها. وقال "ان ما يجري في رفح مجزرة كبرى مخطط لها وما زالوا يقولون (الاسرائيليون) انها مستمرة". واضاف "ان ما يحدث الان من ذبح وتدمير وترانسفير لا يمكن قبوله فلسطينيا ودوليا".
من جانبه،&اكد وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم في مدريد ان رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع "يرفض" مكافحة "الارهاب" وطلب من اوروبا اتخاذ موقف "اكثر توازنا" من النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني، بينما&اعتبر الرئيس الاميركي جورج بوش ان تجدد العنف في قطاع غزة "امر مثير للقلق" الا انه قال ان اسرائيل التي تشن حملة عسكرية واسعة على القطاع لها الحق في استهداف المتطرفين. وقال ان "العنف الدائر في قطاع غزة مثير للقلق ويبرز حاجة كافة الاطراف لانتهاز اية فرصة للسلام".
هذا واجتمع مجلس الامن في نيويورك لمناقشة مشروع قرار يدين عمليات هدم المنازل في رفح&ويطالب بوقفها على الفور. وقال ديبلوماسيون ان المشروع الذي اقترحته دول عربية يحظى بدعم واسع من مجلس الامن لكن الولايات المتحدة قدمت مقترحات مضادة تخفف من حدة الصيغة المستخدمة ضد اعمال اسرائيل وتضيف فقرات تطالب الفلسطينيين بوقف الهجمات على الاسرائيليين.
ونفى وزير الخارجية المصري احمد ماهر الاتهامات الاسرائيلية الموجهة الى مصر بالتغاضي عن قيام فلسطينيين بتهريب اسلحة الى قطاع غزة، مؤكدا ان هدم منازل الفلسطينيين ليس الحل. وقال ان "اسرائيل طالما رددت مثل هذه الاتهامات ومصر طالما ردت عليها بتكذيب ذلك".
ودعا الاردن السلطات الاسرائيلية الى الوقف "الفوري" للتصعيد العسكري "الخطير" في منطقة رفح، مؤكدا ان "عمليات قتل الفلسطينيين وتدمير المنازل" لا تخدم السلام. واكدت وكالة الانباء الاردنية ان "الاردن يدين التصعيد الاسرائيلي الخطير في قطاع غزة وعمليات قتل الفلسطينيين والعدوان المستمر المتمثل في هدم المنازل وتجريف مساحات واسعة من الاراضي الزراعية في رفح".