ولد ليموت
إلى حيدر زاهر موسى

أبلغْ اللهَ أنَّ المرايا نجومٌ في ليلِ الفقراء
و أنَّ نهاراتهم تُلعقُ في النوافذ
و أبلغهُ... أنَّ الشحاذين ارصفة
و أنَّ المتقاعدين يعملون......
و أنَّ الاطبّاء ينظرون الى ساعاتهم في العمليات
و يستخدمون الآلة الحاسبة
و أبلغهُ أنَّ المدينةَ تفلّي شيبَ شوارعها من المارّة
و أنَّ البلادَ أسرةٌ مهاجرةٌ تركبُ قطارَ الصدفةِ و حقائبها الوهم..
و أبلغهُ أنَّ بيتَ ابيكَ و جدِّكَ لا يتسعُ للبكاء الذي يسمعُ خارجهُ
فكيف سيتسعُ للناس؟..
و أنَّ غرفةَ امِّكَ يخبزُ حيطانها الوقتُ
أرغفةً للانتظار..
و أبلغهُ أنّكَ مررتَ سريعاً على الحياةِ
حتى أنَّكَ تركتَ بكاءك في أُذنِ المستشفى
و أنّكَ فوّتَ على نفسكَ
غيمةً في سماء امّكَ تُسمّى الحضن
و مهداً تهزّهُ الريحُ لولدها الفراغ..
و يدَ والدكَ الخاليةَ منك...
و أنَّكَ فوّتَ لقاءَ( عمر السراي و جاسم بديوي و احمد عبد السادة و سام محمود و علي وجيه و مؤيد الخفاجي)
و قراءةَ (سرگون بولص و رعد عبد القادر و دنيا ميخائيل و جمال جاسم امين و مروان عادل حمزة)
و كان ذلك سيعجبك...
و أبلغهُ أنَّ الكلماتِ تتخثرُ في الافواه
و أنَّ الاشاراتِ تكسّرُ الايدي
و أنَّ اللغةَ تكتبُ بالابيضِ
و تقالُ بالصمتِ...................
و أبلغهُ أنَّ الجميعَ أطلّوا من زجاجِ قلبك
و اشاروا إلى عدم اكتمالك
رغم أنَّ الانسانَ ناقصٌ دائما
و الكمالُ لك وحدكَ..
و أبلغهُ أنَّ............


حق العودة أو ديمقراطية الوجود

ما رأيكم
أنْ نكسّرَ أنفسنا في المرايا؟
و نقشّرَ أجسادنا كالموز؟
و نطفئ الضوءَ الذي يصيبنا بالنظر؟
و نخرجَ من الغرفة؟

ما رأيكم
أنْ نتركَ لزوجاتنا طلباتِ أستقالة؟
و لاطفالنا تماثيلَ اباءٍ تُصنعُ من الحلوى؟
و لعائلاتنا نسخةً من (المسخ) ل(كافكا)؟
و نخرجَ من البيت؟

ما رأيكم
أنْ نمحو وجوهَ الازقةِ باكتافنا المتدافعة؟
و نكشطَ الاسفلتَ اخفاءاً لخطواتنا؟
و نكّني اسماءَ الشوارعِ و النصبِ و المحلات؟
و نخرجَ من المدينة؟

ما رأيكم
أنْ نبعثرَ اللغةَ بالهذيان؟
و نفرّقَ بين القلم و الورقة كروميو و جولييت؟
و نباعدَ بين القارات حتى تسقط الطائرات في الماء
و يموت البحارون جوعا؟
و نخرجَ من العالم؟

ما رأيكم
أنْ نثقبَ سورَ الجنةِ ببكارةِ احلامنا؟
و نقفزَ فوق اهار الخمر كي لا نزدادَ سكراً؟
و نهمسَ للحورِ العين عن عجزنا الروحي؟
و نعودَ الى آدم؟