كامل الشيرازي من الجزائر: على خلفية ما يراه النقاد quot;تنافرا بين الرواية والمسرح في الجزائرquot;، تقود نخب هناك حملة لردم الهوة بين الفنين، والمواءمة بين ينبوع الرواية وأب الفنون على درب شراكة متجددة، وهو ما تقاربه quot;إيلافquot; مع روائيين ومسرحيين ونقاد جزائريين.

ابراهيم نوال

يقول المسرحي الجزائري المخضرم quot;محمد بن قطافquot;، أنّ كمًا هائلاً من الروايات في بلاده يمكن مسرحتها على نحو يضاهي أشهر التطبيقات الركحية عالميا، على منوال ما فعلته رائعة quot;الشهداء يعودون هذا الأسبوع quot; المستلهمة عن نص بالعنوان ذاته للروائي الجزائري المعروف quot;الطاهر وطارquot;.
ويلفت الناقد المسرحي المعروف quot;إبراهيم نوّالquot; إلى أنّه في ظلّ استمرار معاناة الفن الرابع في الجزائر من نقص المؤلفين المسرحيين المتخصصين، فإنّ التعاطي بذكاء مع الأعمال الروائية المحلية يشكّل مخرجا ممتازا من شأنه القضاء على الشح المسجل، فيما يتصور الدراماتورج quot;عمر فطموشquot;، أنّ المشكلة بين المسرح والرواية تكمن بحسبه في أسلوب المعالجة.
ويرى الروائي الجزائري البارز quot;عبد الرزاق بوكبةquot; أنّه اعتبارا لكون الكتابات الروائية تعدّ مصدرا للنصوص المسرحية، فينبغي ردم الهوة بين الروائيين والمسرحيين وإعطاء الفرصة للرواية للعودة إلى المسرح، مشيرا إلى أنّ الرعيل الأول للمسرح في الجزائر بزعامة الراحلين quot;محي الدين بشطارزيquot; وquot;مصطفى كاتبquot; كان يسمي المسرحية quot;روايةquot; وحتى من بقوا أحياء من ذاك الجيل ظلوا أوفياء لهذه التسمية، رغم تهكم كثير من وجوه الجيل الجديد الذين رأوا في الأمر quot;اهتزازا فكرياquot;، رغم أنّ الرواية بمفهوميها القديم والحديث هي الخلفية الأم للنص المسرحي، وقوة هذه الخلفية هي التي أدت إلى هذا التذويب للمسرحية في الرواية.
ويتساءل الأستاذ بوكبة عما إذا كان هذا التداخل بين الرواية والمسرحية كجنسين يُفترض أنهما مستقلان ndash; محمود جماليا -، بيد أنّ بوكبة يحجم عن إعطاء إجابة فورية، خشية الوقوع في التعسف، طالما أنّ ذلك يحتاج إلى رزانة فكرية وعودة متأملة إلى المُنجز المسرحي الطالع.

عبدالرازق بوكبة
ويثمن بوكبة تجربة الدورة الأخيرة لمهرجان المسرح المحترف بالجزائر، من خلال إقرارها ضيافة الرواية في المسرح، ما أتاح فرصة الالتقاء بين المسرحيين والروائيين لتكون الإجابة عن السؤال السابق بحثا مشتركا، وهو ما يقود الروائي الجزائري إلى تبني فكرة الشراكة الروائية-المسرحية، خصوصا مع الاعتراف بكون المشهد الإبداعي المحلي من أفقر المشاهد الإبداعية حوارا وتبادلا للأفكار والخبرات، وهو واقع لا ينبغي تركه يستمر، وهي نظرة يشاطرها الروائي والأكاديمي quot;محمد ساريquot; الذي أثار عمله الأخيرquot;الغيثquot; ضجة كبيرة.
ويقول ساري الأستاذ بجامعة الجزائر أنّه يتوخى الواقعية في كتاباته الروائية، مثلما يستقي موضوعاته من الواقع الجزائري بشكل يجعل جميع يجدون أنفسهم في عالمه الروائي، وهو ما يوفر مادة خام وزخما للمشتغلين على المراكحات.
وفي سياق الروائيين المثيرين للاهتمام مسرحيا، تبرز طلائع الجيل الجديد على غرار الروائي الشاب quot;سمير قاسميquot; الفائز بجائزة البوكر، ومواطنيه quot;محمد مفلاحquot; وquot;زهرة ديكquot;، فضلا عن الكاتب الواعد quot;كمال
كمال قرور
قرورquot; وأعماله quot;التراسquot;، quot;إمرأة في سروال رجلquot;، وquot;الشعوب التعيسة في الجمهوريات البئيسةquot;، علما أنّ قرور يغرف من التراث الشعبي المحلي.

محمد بن قطاف