نفى رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر سليم إدريس بيانًا نسب إليه بشأن شن الحرب على الكتائب الاسلامية التابعة للقاعدة في سوريا. ورفض إدريس مهاجمة أي قوى داخل سوريا غير نظام الأسد.


نصر المجالي وبهية مارديني: نفى اللواء سليم إدريس رئيس هيئة الأركان في الجيش الحر لـquot;إيلاف البيان quot;المنسوب إلى هيئة الأركانquot; والذي أعلن شن الحرب على الكتائب الإسلامية التابعة للقاعدة في سوريا. ورفض إدريس quot;شن الهجوم على أي قوى داخل سوريا غير النظام الأسدي المجرمquot;.وقال إن quot;هذا البيان مزور ويهدف إلى إثارة الفتنة بين القوى الثوريةquot;، وأضاف quot;نحن في رئاسة الأركان لم يصدر من طرفنا هذا البيانquot;.

واعتبرت رئاسة الأركان quot;أن تزوير البيان يهدف لاثارة الفتنة وخاصة بعد المؤتمر الصحافي الذي عقدته رئاسة الأركان في اسطنبول وكان له الأثر الايجابي الكبير داخل سورياquot;، وأضاف ادريس quot;يريدوننا أن نقاتل بعضنا بعضًاquot;. واعتبر أن صدور مثل هذا البيان من مصلحة عدة أطراف أولها quot;النظام المجرم إضافة إلى بعض القوى التي تريد تقويض هيئة الأركان لأنها لا تريد شرعيةquot;.

وكان البيان صدر يوم الأحد على شكل تعميم صادر عن quot;هيئة الأركان العامةquot; للجيش السوري الحر ومن quot;مكتب رئيس الأركانquot; إلى quot;جميع قادة الألوية والكتائبquot;.

وجاء في البيان أن quot;رئيس هيئة الأركان العامة للجيش السوري الحر ونظراً للتطورات الراهنة وقيام مجموعات من جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام باستهداف قادة ومواقع تابعة للجيش السوري الحر تنفيذًا لأوامر خارجية، يقرر ما يلي:

- إعلان حالة الحرب بين الجيش السوري الحر وجبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام.
- اعتبار كل من تشكيلات أحرار الشام ولواء الإسلام وأحفاد الرسول أعداء ويجب محاربتهم.

الجماعات المتشددة

إلى ذلك، حذرت دراسة تحليلية من مغبة سيطرة الجماعات المتشددة على مسار القتال في الساحة السورية، وعددهم يبلغ عشرات الآلاف ينقسمون على حوالي ألف فصيل وجبهة. فقد اجرى المعهد البريطاني للدفاع quot;آي.اتش.اس جينزquot; دراسة نشرت بعض مقتطفات من نتائجها الإثنين صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية.

وتناولت الدراسة التي اعتمدت على تحليلات ومقابلات ميدانية وشهادات وآراء لرجال استخبارات وناشطين موضوع المقاتلين في سوريا الذين يحاربون القوات النظامية وهوياتهم المختلفة، إذ أكدت أنّ quot;الجهاديين والاسلاميين المتشددينquot; يشكلون تقريبًا نصف عديد قوات المعارضة السورية.

واظهرت الدراسة أن عدد المسلحين الذين يقاتلون ضد نظام الرئيس بشار الاسد يقدر بنحو مئة الف مقاتل يتوزعون على نحو الف مجموعة مسلحة مختلفة. وقالت إن أعدادًا قليلة من قوات المعارضة علمانيون أو أنهم سوريو الجنسية.

ويشير خبراء quot;آي.اتش.اس جينزquot; الى أن نحو عشرة آلاف من المقاتلين هم جهاديون يقاتلون تحت ألوية جماعات مرتبطة بتنظيم quot;القاعدةquot; ، في حين أنّ 30 ألفًا الى 35 ألفًا آخرين هم إسلاميون يقاتلون في اطار مجموعات مسلحة متشددة.

التسليح بأيدي المتشددين

ولفتت الدراسة التي ستنشر كاملة هذا الاسبوع الى أن تركيز المقاتلين جميعًا ينصب على اسقاط النظام السوري، لكنّ محللين عبروا عن خشيتهم من وقوع مساعدات التسليح من دول الغرب في أيدي الجماعات المتشددة.

وفي السياق، أوضحت الصحيفة البريطانية أن الدراسة تستند إلى مقابلات مع مسلحين من المعارضة والى تقديرات استخبارية، ونقلت عن تشارز ليستر الذي اشرف على الدراسة قوله إن المعارضة المسلحة quot;تطغى عليها حاليًا مجموعات لديها بشكل أو بآخر نظرة اسلامية للنزاعquot;.

وأضاف أنّ quot;فكرة أن من يقود المعارضة هم مجموعات علمانية هي فكرة لا اثبات لهاquot;، وتابع تشارلز محذرًا من أنه quot;اذا ظهر الغربيون غير مهتمين باسقاط الاسد، عندها سينتقل الاسلاميون المعتدلون على الارجح الى معسكر المتطرفينquot;.

وختمت الدراسة بالإشارة إلى أن جماعات القاعدة نفذت عدة اغتيالات لقادة من الجيش السوري الحر في منطقة اللاذقية في الأسابيع الماضية، كما أن جبهة النصرة صارت تسيطر على أهم مصادر الدخل القومي السوري من نفط وغاز وقمح.