في استفتاء هذا الأسبوع، سألت إيلاف قرّاءها عن سبب رفض الجيش السوري الحرّ الاعتراف بغسان هيتو رئيسًا للحكومة الموقتة، فردّوا ذلك إلى أنه مفروض من جهات خارجية، إلا أن معارضين سوريين يرون في هيتو الأفضل اليوم لأنه مقبول من الغرب وضمان سوريا المدنية بعد سقوط الأسد.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: فيما تسير الأوضاع في سوريا من سيئ إلى أسوأ، يبدو أن ثمة هوة سحيقة ما بين معارضة الخارج ومعارضة الداخل في سوريا، لاسيما في ظل رفض المعارضة المسلحة الاعتراف بالمعارضة السياسية في الخارج.

حدث ذلك عند تأسيس المجلس الوطني السوري، ويتكرر السيناريو نفسه مع الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة، الذي انتخب حكومة لإدارة شؤون المناطق المحررة. إلا أن الجيش السوري الحر رفض الإعتراف برئيسها غسان هيتو، بدعوى أنه مفروض على الإئتلاف ولم يحدث عليه توافق.

هيتو مفروض من الخارج
يعتقد قراء quot;إيلافquot; أن السبب الآخر وراء رفض الجيش الحر الاعتراف بهيتو هو أنه مفروض عليهم من جهات خارجية. وجاء ذلك في استفتاء طرحته quot;إيلافquot; على قرائها، فسألتهم عن سبب رفض الجيش الحر الاعتراف بالحكومة السورية الموقتة، واضعةً أمامهم ثلاثة خيارات، لبعد الحكومة السياسي عن الوضع الميداني، وفرض رئيسها من جهات خارجية، واختيار كردي لرئاستها.

شارك 3014 قارئًا في الإستفتاء، وانحاز 49 بالمئة منهم إلى أن رفض اعتراف الجيش الحر بالحكومة الموقتة يرجع إلى أن رئيسها مفروض من جهات خارجية، في حين رأى 31 بالمئة منهم أن السبب يعود إلى أن غسان هيتو كردي الأصل، وقال 20 بالمئة إن الرفض جاء على خلفية بعد الحكومة الموقتة عن الوضع الميداني.

وكان ائتلاف المعارضة السوري انتخب غسان هيتو رئيسًا للحكومة الموقتة بغالبية 35 صوتًا من أعضاء الائتلاف، البالغ عددهم 50 عضوًا. وعلقت شخصيات بارزة في الائتلاف عضويتها، احتجاجًا على إنتخاب هيتو، من بينها المتحدث باسم الائتلاف وليد البني، وكمال اللبواني، ومروان حاج رفاعي، ويحيى الكردي، وأحمد العاصي الجربا.

رئيس حكومة من دون توافق
يحاول هيتو التواصل مع الجيش الحر ميدانيًا، وقام بزيارة لمحافظة حلب، التي يسيطر عليها الجيش الحر، وفقًا لما أعلنته الصفحة الرسمية للحكومة الموقتة على موقع فايسبوك، التي أوردت الخبر مقتضبًا كالآتي: quot;عقد رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة السورية الموقتة غسان هيتو اجتماعًا استمر لمدة ساعتين مع وفد ضم أعضاء من المجلس المحلي لمحافظة حلب وممثلين عن مجلس القضاء الموسعquot;.

لكن لؤي المقداد، المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر، قال إن الجيش السوري الحر لا يعترف بغسان هيتو رئيس حكومة، لأن اختياره لشغل المنصب جاء من دون توافق أعضاء ائتلاف المعارضة عليه. أضاف:quot;نحن لا نعترف برئيس حكومة فرض على الائتلاف الوطني، بدلًا من أن ينال توافق أعضائهquot;.

واجهة مدنية
يصف المعارض السوري في القاهرة خليل الكردي الخلافات بين أطياف المعارضة في الخارج بأنها متعددة بحسب التمويل الآتي من الخارج. وقال لـquot;إيلافquot;إن الخلافات بين الفصائل السياسية أو الكتائب المقاتلة ترجع إلى أن كل فصيل يتبع الجهة أو الدولة التي تموّله فينفذ سياستهاquot;.

وأضاف أن ائتلاف المعارضة اختار غسان هيتو ليكون واجهة مقبولة من كل الأطياف السياسية في الداخل والخارج، مشيرًا إلى أنه أفضل الوجوه لمخاطبة الغرب، الذي يرفض شخصية إسلامية على رأس الحكومة، quot;وهيتو لم يكن مفروضًا من جهات خارجية، كما يزعم البعض، فهو شخصية ليبرالية تجيد مخاطبة الغرب والمجتمع الدولي، وتحقيق التوازن السياسي بين القوى المقاتلة والقوى السياسية في الخارج، باعتباره يمثل المعارضة المدنية، ما يبعث برسائل جيدة تفيد بأن سوريا ما بعد الأسد ستكون دولة مدنية تحفظ فيها حقوق الجميع، ولن تكون دولة طائفيةquot;.

وأشار الكردي إلى أن المواقف الدولية والعربية تؤثر في تماسك المعارضة، سواء في الداخل أو الخارج، ولفت إلى أن هناك محاولات دائمة لشق صفوف المعارضين، واختراق الكتائب المقاتلة على الأرض، quot;كما هناك محاولات لتقريب وجهات النظر بين الجيش الحر والحكومة الموقتة بشكل خاص، والجيش الحر والمعارضة في الخارج بشكل عام، من أجل توحيد الجهود السياسية والعسكرية والوصول بالثورة إلى بر الأمانquot;.