استبق الجيش السوري الحر عاصفة الشمال، التي يتحضر لها الجيش السوري وحزب الله، بإطلاقه معركة القادسية، وسيطرته على حيي الراشدين والعقبة، وأجزاء من حي العواميد، إلى جانب صد هجوم على القابون في دمشق.


بيروت: منذ السبت الماضي، المعارك على أشدها في حلب، بعدما أخذ الجيش السوري الحر المبادرة، مستبقًا عاصفة الشمال التي أعلن عنها النظام السوري وحزب الله بإطلاق معركة القادسية، وفق نظرية أن الهجوم هو أفضل وسيلة للدفاع.

وأعلن الجيش الحر الأحد سيطرته على أجزاء كبيرة من حي الراشدين، ومحاصرته مقر البحوث العلمية وحي جمعية الزهراء ومقر الأكاديمية العسكرية في حلب. وقال الحر إن مقاتليه حققوا تقدمًا ملموسًا في البلدة القديمة، من خلال إحكام سيطرتهم على حي العقبة، وعلى أجزاء كبيرة من حي العواميد.

وكان الجيش الحر حدد لمعركة القادسية أهدافًا ميدانية أبرزها السيطرة على الأحياء الغربية من حلب، وهي خاضعة لسيطرة النظام، من أجل تعزيز حصاره لقلعة حلب التاريخية، لما تشكله من موقع استراتيجي.

إلى ذلك، أكدت لجان التنسيق المحلية في سوريا ارتكاب جنود النظام السوري وعناصر حزب الله مجزيرة جديدة في بلدة المزرعة في منطقة السفيرة في ريف حلب، ذهب ضحيتها نحو 50 قتيلًا جرى إعدامهم ميدانيًا، وذلك بعدما اقتحموا البلدة. واضافت اللجان أن الجنود أحرقوا جثث القتلى، ورموها في الآبار.

القابون صامد

والمعارك طاحنة في دمشق أيضًا، إذ أفادت مصادر المعارضة السورية المسلحة إن الجيش السوري الحر صدّ هجومًا كبيرًا شنته قوات النظام على حيي القابون وبرزة في العاصمة، فيما تشهد الجبهات الجنوبية من العاصمة السورية اشتباكات عنيفة.

وتحاول قوات النظام السوري، مدعومة من عناصر حزب الله، جاهدة استعادة القابون، لما يشكله هذا الحي من موقع استراتيجي هام، إذ يقع على بعد ثلاثة كيلومترات من مركز العاصمة، وهو رأس حربة المعارضة في معاركها الدمشقية، إلى جانب أحياء برزة وحرستا وعربين وجوبر، التي تعد معاقل رئيسة للجيش الحر في دمشق وريفها.

ومن القابون ينطلق الطريق السريع الذي يربط دمشق بحمص والمحافظات السورية الشمالية، وهذا ما يفسر قصف هذا الحي يوم الجمعة الماضية بتسعة صواريخ أرض ndash; أرض إيرانية الصنع من طراز فجر3، بحسب مصادر المعارضة.

للسلاح دوره

ويرجح محللون عسكريون أن تكون هذه الانجازات المتتالية ميدانيًا للمعارضة السورية المسلحة قد نتجت من تسلم الجيش الحر سلاحًا نوعيًا جديدًا، مضادًا للدروع، ساهم في وقف التقدم النظامي بحلب، وفي إلحاق خسائر كبيرة في دبابات ومدرعات الجيش السوري، التي كانت تتحضر لعملية عاصفة الشمال، إلى جانب تمكن المعارضين من تكبيد حامية مطار منغ خسائر كبيرة في العديد.

وكانت مصادر في الجيش الحر أعلنت في الأسبوع الماضي تسلمه سلاحًا نوعيًا، مرجحة أن يساهم هذا السلاح بقلب مسار المعارك الميدانية لصالح الكتائب المعارضة للنظام السوري.