فاجأ لؤي المقداد، المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر، الشيخين الأسير والرافعي اللذين أعلنا الجهاد السني اللبناني في سوريا، رافضًا دعوتهما، مؤكدًا أن الرجال في سوريا كُثر، لكنّ السلاح قليل.


بيروت: يخطئ من يظن أن حرب سوريا لم تنخر عظام الهيكل اللبناني. فقد تورمت مسألة تورط حزب الله في قتال الشعب السوري في خندق النظام اللبناني، تحت حجج دينية كواجب الدفاع عن شيعة لبنانيين وسوريين على الخط الحدودي بين بلدين، وواجب التضحية بالنفس دفاعًا عن مرقد السيدة زينب. وأدى هذا التورم الشيعي إلى رد فعل سني، تجلّى في دق الشيخين أحمد الأسير وسالم الرافعي نفير الجهاد المقدس في سوريا، دفاعًا عن أهل السنة والجماعة، التي يقتلها حزب الله في سوريا.

نريد سلاحًا!

لكن سوريا الثورة لا تحتاج إلى هذا النفير. وهذا ما قاله صراحة لؤي المقداد، المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر، في تصريحات صحفية لوكالات الأنباء الأجنبية، إذ رفض دعوات الأسير إلى تشكيل كتائب للجهاد ولنصرة الثوار في سوريا، مؤكدًا أن المعارضة السورية ترفض كل دعوة للجهاد، كما ترفض وجود أي مقاتلين أجانب في سوريا، بصرف النظر عن انتماءاتهم، أو من أي جهة كانوا.

أضاف: quot;قلناها مرارًا في الماضي ونقولها ثانية اليوم، لدينا عدد كافٍ من الرجال في سوريا، وما نفتقده في واقع الأمر هو السلاح النوعي الذي يمكنه أن يساعدنا على مواجهة آلة القتل التي يقودها نظام الأسد بلا رحمة، ومنعها من ذبح المزيد من المدنيين الأبرياءquot;.

وقال المقداد في وقت سابق إن عناصر حزب الله يقاتلون في دمشق بوجوه مكشوفة، في اليرموك وغيرها، quot;وحديثهم عن حماية المقامات الدينية كذبة كبيرة، فالحزب أسس لواء ابو الفضل العباس بحجة حماية المقامات الدينية وهم لا يقدمون الحماية لأي مقام كما يدّعون، وإنما يخوضون معارك واضحة مع النظام، كما أن الشيعة في سوريا لا يحتاجون الى حماية أحد، فالثوار لا يحاربون الشيعة، ومعركتنا جميعًا مع نظام الاسدquot;.

دفاعًا عن السنة

وكان الاسير والرافعي وجّها دعوة إلى الشبان اللبنانيين الراغبين في الدفاع عن سكان منطقة القصير السنة في سوريا، في رد فعل على مشاركة حزب الله في القتال الى جانب الاسد.

وأعلن الأسير في صيدا عن تأسيس quot;كتائب المقاومة الحرةquot;، مفتيًا على كل مسلم في لبنان وفي خارجه بأن يهب إلى سوريا، مدافعًا عن مساجدها ومقاماتها الدينية، لا سيما في القصير وحمص، واضعًا ذلك في خانة الوجوب الشرعي على كل مستطيع.

وتبنى الفنان المعتزل فضل شاكر دعوة الأسير إلى إنشاء كتائب المقاومة الحرة لدعم الشعب السوري مادياً ومعنوياً، ودعا إلى مساعدة الجيش الحر في سوريا لنصرتهم ضد شبيحة نظام بشار الأسد في رسالة مصورة بثت على موقع يوتيوب.

أما الرافعي فكان أفتى أيضًا بالدفاع عن أهل السنة في القصير وحمص، وقال لصحيفة السياسة الكويتية إن فتواه هذه ليست للاستهلاك الإعلامي، مؤكدًا وجود مجموعة كبيرة من الشبان مستعدة للدفاع عن القصير وحمص، quot;لأن الاستشهاد دفاعاً عن الأخوة أمر مقدسquot;.