بدأت ملامح المواجهة السنية الشيعية في لبنان تتضح، ويبدو أن الاشتباك بات في حكم الأمر الواقع ولا ينتظر إلا التوقيت، الذي يعتقد أنه أقرب من أي وقت مضى.


بيروت:حزب الله، المسيطر على الطائفة الشيعية، يشارك بثقله في القتال السوري ويرسل إلى ساحات المعارك خيرة قيادييه ونخبة عناصره المدرّبين. عدد لا يستهان به من هؤلاء يعودون جثثاً والسياسة العليا للحزب لا تتراجع. على الجانب الآخر، يدعم السنة الثورة السورية فيأوَون النازحين، ويوردون للسلاح ويفتحون مناطقهم خطوطاً خلفية للمقاتلين السوريين.
لكنّ تطوراً لم يكن يخطر في بال الكثيرين ظهر إلى العلن من صيدا وطرابلس بالتزامن، إذ أعلن كل من الشيخ السلفي أحمد الأسير ونظيره الداعية سالم الرافعي الجهاد علناً ضد حزب الله، وإن كانت دعوتهما اقتصرت على المواجهة داخل سوريا، إلا أن ذلك لا يعني أن الأمر سيبقى حكراً على تلك إذ لا مانع من إصدار فتوى جهادية أخرى خاصة بلبنان.
المقاومة الحرة
ففي ضوء مشاركة حزب الله العلنية في القتال في سوريا وسيطرته على قرى في القصير في ريف حمص، حيث تدور معارك طاحنة مع مقاتلي المعارضة السورية، اعلن الشيخ احمد الاسير، في مؤتمر صحافي عقده امام انصاره، عن ldquo;تأسيس كتائب المقاومة الحرة انطلاقًا من مدينة صيداrdquo;.
اشتروا السلاح
ودعا quot;كل من يرى أنه مهدد من حزب الله الى تشكيل خلايا، تضم كل منها خمسة اشخاص ليكون جاهزاً للدفاع عن نفسه، إذا ما قرر حسن نصر الله الاعتداء على الناسquot;. كما أوصى الأسير الشباب بشراء السلاح والتدرّب عليه وفق الامكانات المتاحة. وأصدر الأسير فتوى quot;للشبان اللبنانيين المقيمين في لبنان وخارجه للقتال دفاعاً عن بلدة القصير في سورياquot;.
نصرة السنّة
في موازاة ذلك، كان الشيخ الرافعي يعقد في مكتبه في طرابلس اجتماعاً ضم أشخاصاً من المناطق اللبنانية كافة توافقوا على quot;إعلان التعبئة لنصرة اللبنانيين السنة الذين يتعرضون لاعتداء في القصير وريفها عبر تقديم كل اشكال الدعم للحفاظ عليهم وتثبيت وجودهم وصمودهم، بعد تخلي الدولة عن واجباتها ومسؤولياتها في الدفاع عن مواطنيهاquot;.
ووجه المجتمعون رسالة الى الرؤساء الثلاثة قالوا فيها quot;إنكم بسكوتكم عن التدخل السافر والمباشر لحزب الله في الاعتداء على المظلومين اللبنانيين والسوريين في القصير انما تشرعون أبواب لبنان لفتنة طائفية تهدد السلم الاهلي والعيش المشتركquot;.
البادئ أظلم
ولاحقاً، اكد الشيخ سالم الرافعي إعلان quot;فتوى بالتعبئة العامة في صفوف شباب أهل السنة كمشايخ من المناطق اللبنانية كافة لنصرة الإخوان من اللبنانيين السنة الذين يتعرضون الى مذابح في القصيرquot;، مشيراً في حديث صحافي إلى أن هناك quot;مئات العائلات اللبنانية في تلكلخ وغيرها من المناطق معرضة للاستباحة وتطلب الاستغاثة وتنشد من يدافع عنهاquot;.
اضاف الرافعي أن quot;حزب الله هو البادئ في خرق سياسة النأي بالنفس، والدولة اللبنانية والجيش لم يحركا ساكناً، معتبراً أن دعوة الجهاد من شأنها أن تردع حزب الله عن مساندة القتلةquot;.
لا معركة في لبنان
ونفى أن تكون هناك جهات خارجية طلبت quot;الافتاء بالجهادquot; او تقوم بتمويل تحركاته وتسليحها، وتوجه الرافعي الى الشعب اللبناني معتبراً أنهلن يكون هناكعيش مشترك في لبنان طالما لا وجود لعدل وانصاف بين الطوائف، وطالما يسمح لطائفة بأن تدجج بالسلاح ويلقى القبض على من يحمل مسدساً من طائفة أخرى.
ودعا الرافعي المسيحيين والمجتمع المدني إلى الوقوف موقفاً صادقاً من عدم تحريك الدولة ساكناً تجاه مشاركة حزب الله في القتال في سوريا. واستبعد أن تؤدي دعوة الجهاد إلى نقل المعركة إلى لبنان، رافضاً إدانة إطلاق الصواريخ من جانب المعارضة السورية على الهرمل، وقال quot;البادئ أظلم والمسؤولية يتحملها حزب اللهquot;.