مقر البرلمان الاوربي في بروكسل العاصمة البلجيكية صرح عصري ضخم، إذ يضم عشرات الصالات المخصصة للإجتماعات البرلمانية وإدارات المجلس الاوربي (المفوضية الاوروبية) الذي يعتبر بمثابة حكومة الاتحاد الاوربي الذي يراسه حالياً بلجيكي بينما الشؤون الخارجية هي بيد سيدة بريطانية. كذلك هناك عدد مماثل من القاعات المخصصة لعقد المؤتمرات للمناقشة والتحاورلتبادل المعلومات والخبرات لحل المشاكل العالقة في القارة الاوروبية والعالم. كل من يتواجد تحت هذا السقف تجده في حالة حركة دائمة: قافلة تخرج وأخرى تدخل تلك القاعات وكأن المرء يسير في سوق مكتظ بالناس معيداً الى الذاكر ة أسواقنا الشرقية قبل ايام الاعياد.

عددد اعضاء البرلمان هو 700 نائب ويعمل في خدمتهم في هذا البناء 17000موظف بين مستشار ومديرمكتب وسكرتيرية وصولاً الى المستخدمين حتى يتسنى للبرلمانيين اتخاذ القرارات الصائبة لخدمة الملايين الذين صوتوا لهم و جاؤوا بهم الى البرلمان.

في الساعات الاخيرة من المؤتمر الكردي جاء الدورعلى السياسي المخضرم السيد جون اوستن عضو البرلمان الاوروبي عن حزب العمال البريطاني 1992 2010 وشغل أيضاً مكانه كعضو في المفوضية الاوروبية لسنوات طويلة وحتى تاريخه. له تاريخ حافل في مجال حقوق الانسان ومن الملمين بتفاصيل القضية الكردية وتجربة غنية في رسم سياسات الاتحاد الاوروبي.السيد اوستن بدأ حديثه بالقول:

quot;حتى يتم الوصول الى حل سلمي للقضية الكردية في تركيا لابد من الإشارة الى بعض النقاط الهامة وأخذها بعين الاعتبار:

ــ اشتراك كل الاطراف في محادثات سلام في المستقبل.
ــ الإستفادة من جميع التجارب العالمية السابقة مثل ايرلندا الشمالية وجنوب افريقيا ويوغوسلافيا السابقة......
ــ دور الزعامة في مثل هذه القضايا الكبيرة هام جداً ومثال السيد جيري آدمز يعرفه الجميع.
ــ السيد عبدالله اوجالان يريد حلاً سلمياً، كما أن السيد طيب اردوغان ابدى شجاعة كبيرة عندما أعلن عن وجود اتصالات للدولة مع اوجالان في جزيرة امرالي وعلى الطرفين الاستمرار في هذه المحادثات.
ــ إخراج إسم حزب العمال الكردستاني من لائحة الارهاب سيسبغ على المفاوضات المستقبلية الطابع الحقوقي الرسمي بدلاً من القذف بموبقات وتهم (الارهاب).
ــ الطلب من جميع الاطراف فتح المجال امام حزب السلام والديمقراطية ليلعب الدورالرئيسي في البدايات.
ــ في حال تأزم الاوضاع ونشوب المعارك من جديد قد يحتاج الامر الى تدخل دولي بل إرسال قوة مراقبة دولية.

المؤتمر انهى اعماله باصدار توصيات و مطالب واضحة وصريحة من عشرين بنداً أهمها وباختصار:

ــ الطلب من الاتحاد الاوروبي وامريكا إخراج اسم حزب العمال الكردستاني من لائحة الارهاب الدولي.
ــ اطلاق سراح السيد اوجالان ليساهم في عملية السلام.
ــ الضغط على تركيا للانتقال الى اللامركزية و المطبقة في معظم دول الاتحاد.
ــ حصول الكرد على كافة الحقوق الثقافية والسياسية.
ــ اطلاق سراح السياسيين الكرد المعتقلين وهم بالآلاف.

الكثير منا يتساءل:ما هي الفائدة من كلام نسمعه دائماً؟

جميع التوصيات والقرارت الصادرة من اللجان التابعة للبرلمان الاوروبي لن تصبح قرارات الزامية إلا إذا وافقت كل الدول الاعضاء عليها وهذا هو السبب في المواقف الضعيفة للاتحاد في القضايا الدولية الكبيرة. ولكن هذه التوصيات تأخذ أهمية إستثنائية في الازمات غير المتوقعة، إذ يمكن تفعيلها بسرعة في تلك الظروف وفرض العقوبات في حال عدم تطبيقها.

لأول مرة يتم تشكيل لجنة خاصة لمتابعة تطبيق التوصيات الآنفة الذكر.

لن أطيل وإذا اردنا ان نختصر المؤتمر بعدة كلمات فإنها ستكون كالتالي: quot;في كل المؤتمرات السابقة كنا نناقش( القضية الكردية) ولكن في هذا المؤتمربحثنا عن كيفيةquot;(حل) القضيةquot;..

طبيب كردي سوري