وضع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي المواطن الاماراتي البسيط على قمة أولوياته، كما ساهمت شخصيته المتواضعة في جعله قريبا من المواطنين البسطاء متربعا في قلوبهم و مشاركا في ازاحة الهموم ودفعها عنهم. حيث سعى بن راشد الى اطلاق المبادرات الانسانية المتميزة على الصعيدين الداخلي والخارجي بهدف مساعدة الفئات المحتاجة على تخطي ظروف محنتها ونيل نصيبها من مقومات الحياة.

ونالت مبادرات بن راشد وزياراته ولفتاته الانسانية سمعة طيبة على المستويين المحلي والدولي كونها موجهة إلى المحرومين من أبسط حقوقهم في الحياة وأهمها العلم والطب خاصة الأطفال منهم..

فعلى المستوى المحلي كان ومازال للشيخ محمد زيارات ميدانية ولفتات انسانية تثلج قلوب المواطنين الاماراتيين وتخفف من أحزانهم وهمومهم وحاجتهم. وفيما يلي نورد بعضا من زيارات بن راشد الانسان..

ففي خير دليل على مشاركة بن راشد للمواطنين في أحزانهم وهمومهم قام محمد بن راشد يوم الاربعاء 24 نوفمبر الحالي بتقديم واجب العزاء والمواساة إلى أسرة وذوي الشهيد الطيار ماجد أحمد الشملان.

حيث قام الشيخ محمد بزيارة إلى منزل العائلة في خورفكان، ووصف الشيخ محمد الشهيد الطيار بأنه شهيد القوات المسلحة والوطن معرباً عن اعتزازه بكل الشباب الذين يؤدون واجبهم الوطني في كل مواقع البذل والعطاء لأجل الوطن ورفعته وسلامته، راجياً الله العلي أن يتغمد الفقيد الشهيد بواسع رحمته ويسكنه مع الشهداء والأبرار والصديقين.

وكان الفقيد الشملان الذي يبلغ من العمر 25 عاما متزوج و لدية طفلة عمرها سنة قد استشهد اثر سقوط طائرة تدريب عسكرية كان يقودها اثناء مهمة تدريبية اعتيادية في رأس الخيمة مؤخرا..

ومن مواقف الشيخ محمد بن راشد الانسانية النبيلة على سبيل المثال وليس الحصر ما قام به في عام 2008 من زيارة مفاجئة للمسعفة المواطنة جميلة الزعابي في منزلها بمنطقة الورقاء حيث اطمأن سموه على سلامة المواطنة عقب مخاطرتها بحياتها وأداء واجبها الإنساني والوطني في إسعاف المصابين جراء حريق وقع في منطقة القوز بدبي..

واثنى الشيخ محمد على جهود المواطنة الأم والجدة والعاملة في مركز الاسعاف الموحد بدبي كأول مواطنة تمتهن مهنة الاسعاف منذ ثلاثة عشر عاما.. ووصفها بالبطلة التي تستحق الثناء والتقدير من قيادتها وأبناء وبنات وطنها.. واعتبرها قدوة ومثالا لبنات مجتمعها في التصميم والمثابرة والشجاعة التي تميزت بها أثناء أدائها لواجبها وتفوقت في هذا العمل البطولي على كثير من الرجال. وخاطب الشيخ محمد، جميلة الزعابي وابنها وابنتها قائلا laquo;انك أم معطاء لوطنك وعائلتك ومواطنة صالحة وعاملة مبدعة وقوية يحق لأبنائك وأحفادك ان يتفاخروا بك ويجلوك..كما من واجبنا كقيادة ان نحيي فيك هذه الهمة العالية والروح الوثابة ونكرمك أيما تكريم raquo;. وقد أطلق بن راشد على جميلة لقب quot;أم الإسعافquot;، كما أمر بترقيتها وتكريمها في عملها.

ومن جهتها أعربت المواطنة جميلة الزعابي عن شكرها وتقديرها للزيارة الكريمة التي خصها بها الشيخ محمد بن راشد مؤكدة أنها ستعطيها دفعا أكبر وحماسة أكثر في تقديم العون الإنساني. وكانت المواطنة جميلة الزعابي قد أمضت نحو 17 ساعة وسط نيران مستودعات القوز، لتساعد على تضميد جراح مصابين، وإنقاذ ما يزيد على 60 شخصاً من أخطار الحريق. بينما كان المئات من العاملين في القوز يهربون من لهيب النيران، وأصوات الانفجـارات، كانت جميلة تقتحم الموقـع مرتدية عباءتها بجسارة أذهلت رجال الدفاع المدني لتسعف المختنقين جرّاء سُحب الدخان الأسود التي أعمت العيون.

يذكر أن جميلة خليفة الزعابي، هي أول مسعفة إماراتية، وتمارس المهنة منذ 13 عاماً. كما أن هذه البادره ليست بغريبه على الشيخ محمد بن راشد الرجل المتواضع صاحب الرؤى الثاقبة..

واستمرارا لمواقف بن راشد الانسانية فوجئ المواطن محمد سالم بن خميس الكعبي (90 عاماًً) الذي عاش لحظات العمر كما يصفها وهو يستضيف في منزله المتواضع في بلدة quot;وادي القورquot; في أقصى جنوب إمارة رأس الخيمة الشيخ بن راشد الذي على حصير بسيط مع الكعبي يتبادل معه أطراف الحديث وأمامه مفردات الضيافة العربية الأصيلة رغم بساطتها والمكونة من القهوة وحبات التمر.

وسأله الشيخ محمد : quot;عرفتنيquot;؟

الكعبي: يجيبه بالنفي للحظة.

الشيخ محمد: يرد عليه سريعاً quot;أنا محمد بن راشدquot;

الكعبي: لم تكد الدنيا تسع فرحتة،وقال quot;يا مرحبا بالساع... يا مرحبا بوراشدquot; الشيخ محمد: quot;شو تؤمرنا وشو قاصرنكquot;.

الكعبي: quot;عندنا بيت متخيوولquot;،

الشيخ محمد: quot;بنسويلك بيت جديد مرهquot;.

الكعبي: quot;وين اتنقل بعدquot;.

الشيخ محمد: quot;أؤمر وين تبغيquot;.

الكعبي: quot;وين نسيرquot;.

الشيخ محمد: quot;مكانك واللي تؤمر عليه ان شاء الله يستويquot;

الشيخ محمد: quot;عرفتنيquot;

الكعبي: quot;الحين عرفتكquot;.

الشيخ محمد: quot;احنا جايين نشوف الخراب بعد المطرquot;.

المواطن المسن وهو مقعد ولا يقوى على المشي ويستقبل ضيوفه زحفا على الأرض عبر عن فرحته العفوية إلى جانب دهشته المستمرة بزيارة الشيخ محمد شخصيا لمسكنه دون سابق إنذار بكلمات متقطعة تثقلها سنين العمر الطويل حيث قال quot; الحمد لله سعادتي أنا وزوجتي وأهالي المنطقة لا تكاد توصف، فالزيارة الكريمة خلفت وراءها حالة من الارتياح والبهجة بين صفوف المواطنين في المنطقة ونظيراتها المجاورة والمحيطة بها، حيث يرى أهالي تلك المناطق المتواضعة والبكر أن الزيارة بمثابة تكريم خاص لهم لأنها رسمت الفرحة على الوجوه وزرعتها في القلوبquot;.

ويقطن المواطن محمد خميس في منزله بوادي القور، التي تبعد 100 كيلومتر تقريباً عن مدينة رأس الخيمة مع زوجته العجوز وحيدين مع خادمة لا يؤنس وحشتهما سوى إطلالة أحفادهما اليتامى والقاطنين في مسكن مجاور بين الحين والآخر بعد أن اضطرت ظروف العمل والمعيشة أبناءهما إلى العيش في مناطق بعيدة عن بلدتهم.

وخلال زيارة بن راشد المفاجئة ذاتها قام بمنح مكرمة سخية لاهالي عدة مناطق في رأس الخيمة شملت توجيهات ببناء 40 ألف فيلا للمواطنين المحتاجين للسكن الآمن والحديث في مختلف الإمارات إلى جانب مضاعفة مخصصات الشؤون الاجتماعية لمصلحة الفئات الاجتماعية المستحقة.

والجدير بالذكر أن تلك المنطقة التي أمر بن راشد الابن باعادة بنائها كان والده الشيخ راشد بن سعيد قد بناها في فترة السبعينيات.

وفي اكتوبر من العام الجاري 2010 قام الشيخ محمد بن راشد بزيارة شخصية للمواطنة سلمى علي سعيد من إمارة الفجيرة، وهي الفتاة الكفيفة البالغة من العمر 37 عاماً، والتي كافحت إعاقتها وتحدت ظروفها وحققت أحلامها بالعزيمة والاصرار.

وكان الشيخ محمد قد زارها في مقر عملها في مركز تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة بالفجيرة، واطمأن على أحوالها وحيا كفاحها وأشاد بطموحها وعزيمتها ونجاحها.

و أثنى على قصة نجاحها حيث إن إصابتها بالمرض الذي أودى ببصرها في سن الرابعة لم تمنعها من المثابرة والإصرار على طلب العلم حتى إنها أصرّت على الذهاب إلى البحرين للدراسة في مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي في سن الثامنة لمدة 11 عاماً ثم عادت بعد ذلك إلى أرض الوطن، وأصرت على إتمام دراستها في الإمارات في المدارس العادية بالرغم من التحديات التي واجهتها في تقبل المدارس الحكومية لفكرة وجود طالبة كفيفة بين صفوفها في تلك الفترة.

وبعد إتمام تعليمها المدرسي عقدت سلمى العزم على استكمال دراستها الجامعية ضمن بعثة دراسية الى القاهرة حيث تخرجت بتفوق وعادت مرة أخرى إلى الوطن لتعمل في أحد مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة وتدرسهم العلوم بطريقة بريل للمكفوفين وتغرس فيهم قيم الثقة والطموح وحب الحياة.

كما يمكنكم مشاهدة بعض المواقف الانسانية الرائعة التي قام ويقوم بها دائما الشيخ محمد بن راشد من خلال الروابط التالية:

http://www.youtube.com/watch?v=aBqYyEQbI6I

http://www.youtube.com/watch?v=7czVhbVe3i0amp;feature=related

http://www.youtube.com/watch?v=6Pj3x1yqi20amp;feature=related

وعن مبادراته الانسانية والخيرية الخارجية فكانت مبادرتا quot;دبي العطاء ونور دبيquot; الأبرز في هذا المجال إذ استهدفت الأولى مليون طفل في البلدان الفقيرة لتوفير فرص التعليم لهم في حين استهدفت الثانية معالجة مرضى العيون في العالم ولكل من لم تسعفه ظروفه المادية للعلاج من هذا المرض.

وكان لمؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية أثر كبير في سد حاجة المحتاجين ومن أصيبوا بالكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات والحروب إذ قدمت المؤسسة ملايين الأطنان من المساعدات العينية لهؤلاء وأقامت لهم الخيام وقدمت لهم الطعام والأغطية لمساعدتهم على تخطي ظروفهم الطارئة..

ومن تصريحاته التي تؤكد عزمه على خدمة الوطن وأبنائه قوله::

quot;إنني أتطلع الى يوم قريب آت حتى أرى كل مواطن من مواطني دولتنا الحبيبة.. وقد استقر مع أسرته في منزل مناسب وهذا ما أسعى إليه وآمل أن يتحقق برعاية ودعم من صاحب السمو الأخ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والذي بتوجيهات سموه ومتابعته لشؤون وقضايا الوطن والمواطن تحقق لهذا الوطن وشعبه الاستقرار المعيشي والحرية والكرامة الوطنية الشامخةquot;.

كما قال بن راشد في سعيه لمساعدة وخدمة المحتاجين على المستويين المحلي والدولي:

quot;إن شعب الإمارات ليس شعباً مرفهاً معزولاً عمّا يجري حوله في العالم، بل هو شعب ينبض بالحياة، ويتألم لمصاب إخوانه البشر في أنحاء الأرض كافة، ويسهم بإيجابية وفاعلية في رفع المعاناة ومساعدة المحتاج ومكافحة الفقر والجوع والمرض في أنحاء المعمورة كافةquot;.

وأضاف quot;إن مساعداتنا تحمل أهدافاً إنسانية فقط، لا تحكمها السياسة، ولا تحدها الجغرافيا، ولا ينقص منها عرق أو لون أو دين للجهة المستفيدة، نحن عاصمة إنسانية عالمية، ومحطة غوث رئيسية لكل محتاج، لا نتأخر في دعم الشقيق والصديق والمنكوب والمحتاج أينما كان، هذه هي رسالتنا للعالم، وهذه هي دولة الإماراتquot;..

واستمرارا لنهج الراحل الشيخ زايد وخلفه الشيخ خليقة يقول بن راشد

quot;لقد نشأنا على حب الخير، وعلى عمل المعروف، ولا نبغي بهذه الأعمال مفاخرة أو تباهياً بين الناس، يكفينا رضا الخالق ودعاء المخلوقين، وهي أعمال تتطلبها طبيعتنا الإنسانية وحبنا للخير وفطرتنا عليهquot;.

دبي