الهدف من هذه الأسئلة هو تعميق الإيمان من خلال التعرف أكثر على الله، فالمعرفة مقدمة للحب والإيمان بالخالق الذي اعطانا العقل ودعانا الى التأمل والـتفكير في الأنسان والحياة والكون والماورائيات وفي كل شيء، وهناك فرق بين طرح الأسئلة بقصد النفي والإلحاد، وبين طرح الأسئلة من اجل الأقتراب أكثر من الله والإيمان به عن معرفة ووعي، وقصدنا من طرح هذا السؤال هو أننا نريد معرفة الله أكثر كي نحبه ونؤمن به عن قناعة عقلية متنورة تعلي من شأن الخالق العظيم وتقربنا اليه.
كإنسان مؤمن أتساءل: هل يتفاعل الله بشكل يومي وفي كل لحظة مع الأنسان وحركة الحياة ومجرياتها، بحيث يسمع ويرى ما يجري على الأرض من أحداث وظلم وكوارث وحروب وقتل جماعي وجرائم إرهاب ترتكب بأسمه؟
نحن المؤمنون لدينا قناعة ان الله عادل ورحيم بالناس وكريم ومبادر الى انزال البركات و الخيرات، وهو قادر على كل شيء.
وبما ان الله عادل ورحيم... فإذا كان يرى ما يحدث من ظلم للناس وكوارث وحروب... فيفترض به التدخل بقدرته الخارقة ومنع حصول كل هذه الأمور من الأساس، فأنا لاأستطيع تصور ان الله يقف متفرجاً ينظر الى أمراة تتعرض الى الأضطهاد، أو سجين بريء يُعذب بالسجون، أو يسمح بأندلاع حروب تحصد أرواح آلاف الضحايا، أو يرى جراثيم الإرهاب وهي تتغلغل بين الناس لتفجير نفسها وقتل الأبرياء، أو يقبل بحدوث كوارث الزلازل والفيضانات والحرائق والأمراض الوبائية وغيرها!
فلماذا لايتدخل لوقف كل هذا وهو العادل الرحيم المحب للناس؟.. لماذا لايحول الإرهابي في لحظة اندساسه بين الناس لتفجير نفسه الى حشرة أو نعجة أو حمار أو يشل حركته وينقذ حياة الأبرياء من شره، ولماذا لم يسحق الطغاة والمجرمين ويريح البشر من شرورهم، أسئلة كثيرة تدور في الذهن وكلها تهدف الى معرفة المحبوب الأعلى الله.
شخصياً كمؤمن لاأملك الجواب القاطع، ولكن عندي أفكار أولية بسيطة تفسر هذا الأشكال، وهي ان الله خلق الإنسان والكون، وتركه يتحرك وفق قوانين ثابتة، ومنح الحرية للبشر في التصرف والأختيار ما بين الخير والشر، بمعنى ان الله لايتفاعل بشكل يومي وفي كل لحظة مع الأنسان كما نظن عندما ندعوه في المساجد والمعابد وفي كل مكان، بل ترك القوانين الكونية تسير وفق برمجتها الأزلية، ووفق هذا الفهم فأن اللجوء الى الدعاء والتضرع.. لايجدي نفعاً ولايغير شيئاً من استمرار حركة القوانين الكونية... أعرف انه تفسير غير كاف ولايقدم الأجابة الشافية لي شخصياً على الاقل.
في الروح شوق وحيرة وعذاب... لمعرفتك ياإلهي... فمن أنت ياسر الأسرار؟!
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات