تلك الجرأة التي وصل إليها حزب الله اللبناني عقب اختراقه للأجواء الإسرائيلية بواسطة طائرة التجسس والتي أضن أنها ورقية مثل التي يلعب بها الأطفال على ساحل البحر، تلك الجرأة ليست إلا بدوافع وتحميس إيراني للقيام بمثل هذه الأعمال، فإيران هي التي تدعم الإرهابيين في العراق، وهي التي تعتقل أخطر عناصر القاعدة لديها، وهي التي تدعم حزب الله اللبناني وحماس تلك المنضمات التي توجد على قائمة الإرهاب العالمي، إيران تريد أن تلعب بتلك الأوراق بعيدا عن أراضيها، حيث كانت في السابق متهمه كدولة بأنها تقوم بالعديد من العمليات الإرهابية ومن الصعب تناسي تفجير المعبد اليهودي في بيونس آيرس،أصبحت إيران الآن تستخدم السذج وسماسرة الإرهاب، مثل الزرقاوي وفلول القاعدة وحماس وحزب الله وغيرهم لتنفيذ طموحاتها.

إيران اعترفت وعلى لسان مسئول عسكري في الحرس الثوري أن حزب الله اللبناني تسلم في أغسطس (آب) الماضي 8 طائرات استطلاع بدون طيار من نوع مهاجر التي تنتجها إيران والتي استخدمها أخيرا الحزب فوق الحدود الشمالية لإسرائيل.وقال المسئول، الذي يتولى مهام رفيعة في الحرس وسبق أن قضى عدة أشهر في لبنان لتدريب عناصر الحرب الالكترونية في الحزب، أن طائرات من هذا النوع أطلقت فوق العراق لرصد تحركات القوات الأميركية وان واحدة منها أسقطت وادعت أحدى الجماعات المسلحة هناك أنها طائرة استطلاع أميركية.

أفترض بأن الصورة أصبحت واضحة جدا عن الخطر الفارسي على المنطقة وهو يتحجج بإسرائيل وأميركا، وكأنهم أخذوا عهد ولاية على أمن بلداننا بتلك الحجج الغبية، إنهم يتحالفون مع الشيطان من أجل تدمير المنطقة وإثارة القلاقل والفتن فيها بقدر المستطاع، هم لا يبحثون عن بناء المستقبل الجميل، بل يدعمون الفكر الرجعي والمتخلف بقدر المستطاع، كون هذا الفكر هو الأساس لدى الملالي وأصحاب النفوذ في الدولة الفارسية لولا القليل من الديكور الإصلاحي.

ربما يكون من التخريف لو صدقنا بأن ترسانة إيران و حزب الله تعادل إسرائيل في القوة والتجهيزات العسكرية، لذا فمن التعقل على الأقل أن يعرف حزب الله حجمه وإمكاناته، ويبتعد عن وضع الزيت على النار، أو بالأحرى أن لا يكون إمعة ينفذ أفكار الآخرين، لأن إسرائيل لن تصمت على تلك الأعمال، وأعتقد بأن السيد شارون سيقوم بالرد ودك مراكز حزب الله وضربها وربما لا يكفي الأمر بضرب الجنوب اللبناني ربما يطول بيروت أو يتكرر اجتياح 1982 م لأن الأمن الإسرائيلي من أولويات السيد شارون مهما كلف الأمر، وهو حق شرعي لإسرائيل كي تحافظ على أمن أراضيها، وبالتالي هل الجيش الثوري سيأتي ويقاتل مع حزب الله..! أم أننا سنشاهد الملالي يقفون أمام الكاميرات يشجبون ويصدرون الفتاوى فقط.

لا نريد أن نشاهد الدموع والتباكي عقب الرد الإسرائيلي، فإذا كنت رجلا وواجهت الرجال عليك أن تصمد وان تكون بحجم تصرفاتك، ولكن السؤال الخطير جدا وهو أن حزب الله هذه المرة قد تسلم طائرات تجسس من إيران، ويا ترى ماذا سيتسلمون في المرة القادمة من إيران..؟! فالطموحات الشيعية لن ترضى بإسرائيل فقط، بل تريد الذهاب لأبعد من ذلك..!

كتبة سامر السيد

[email protected]

المملكة العربية السعودية