تبدو الأمور أكثر تفاؤلا في الأراضي الفلسطينية هذا العام، وهناك الكثير والكثير من الأسباب التي تجعل الأوضاع تذهب في الاتجاه الصحيح، بصرف النضر عن وفات الرئيس الفلسطيني السابق الذي سرق لقمة الأطفال الفلسطينيين، وخرجت فضائح المتاجرة بالأموال في أندية البولينق الأميركية، إلا وان هناك عوامل مهمة جدا أكثر من رحيل عرفات ولعل من أبرزها تصفية ياسين والرنتيسي اللذان كانا الداعمين الرئيسيين للعمليات الإرهابية والتي بدورها جلبت التعاسة والدمار للشعب الفلسطيني.

تصفية ياسين والرنتيسي كانت ضربة قاصمة لأعداء السلام، وخطوه شجاعة أثبتت جدواها الآن، فمستوى العمليات الإرهابية انخفض عن السابق بمعدل ملحوظ جدا حيث نشر عن سلطات الدفاع في صحيفة هارتس، بأن عدد القتلى في عام 2004م 118قتيلا إسرائيليا أي انخفضت بمعدل 44% وهي نسبة كبيرة جدا تحققت خلال عام واحد فقط مقارنة بالأعوام الماضية منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، فبين الحين والآخر نشاهد تفجيرا هنا و حافلة محروقة هناك ومطاعم مدمرة ودماء تنزف وأشلاء مبعثرة، وبطبيعة الحال يكون الرد على الفور من قبل الإسرائيليين سواء بالتوغل أو هدم منازل الإرهابيين، وهكذا الحال يستمر والعجلة تدور إلى طريق مسدود دون جدوى.

تجربة إسرائيل في استئصال رؤوس الإرهاب والمصادر الروحية له اجتازت شوطا كبيرا في طريق السلام، لأن وقف العمليات الإرهابية شرط أساس لكي تبدأ إسرائيل في التفاوض، وليس شرط إسرائيلي فقط بل هو شرط ومطلب دولي، فمبادرة مولاي سمو ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز التي أطلقها في القمة العربية التي أقيمت في لبنان حيث أصبحت فيما بعد بالمبادرة العربية وخارطة الطريق التي أعلنها الرئيس بوش وكل المبادرات والتحركات من اجل السلام تشترط وقف العنف كشرط أولي وغير قابل لأي نقاش مهما حدث.

هناك جمله صغيرة ومختصرة جدا وهي أن الأمور داخل الأراضي الفلسطينية معقد جدا وتزداد سوء عندما نتحدث عن قطاع غزة لوجود شريحة حماسية كبيره، وكون هذا القطاع ممر لتهريب الأسلحة ومجاور لبعض المستوطنات التي تستهدف من صواريخ القسام، وهي مصدر إزعاج متكرر للأمن الإسرائيلي ولساكني المستوطنات، وبالتالي فالحديث عن غزة صعب جدا وعلى درجه قوية من التعقيد، وربما توجد هناك حلول أخرى غير الفصل الأحادي الجانب لدى الحكومة الإسرائيلية، فقطاع غزة لا يمكن تركة بهذه الصورة أو الانسحاب النهائي منه، وربما سنتمكن من الحديث عن هذا لاحقا بشكل مفصل وأكثر دقة.

أعتقد بأن التحدي الكبير الذي يواجه الرئيس الفلسطيني القادم هو إيقاف العمليات الإرهابية واجتثاث منضريها ومنفذيها بشكل جدي وكبير، وهي مهمة بالغة في الصعوبة بسبب قلة الإمكانات لدى السلطة الفلسطينية، ومثل هذه الطروحات لا تجد تأيدا شعبيا كبيرا، فما يجب علينا هو الدعاء للرئيس القادم بأن يمنحه الله القوة الكافية كي يحقق حلم الدولة التي طال انتظارها كثيرا.

كتبة: سامر السيد

[email protected]

المملكة العربية السعودية