أكاد أجزم بأن العالم العربي أو بالأحرى الشعوب العربية إتفقت ولأول مره في شيء وحيد وهو كره الولايات المتحدة الأميركية أو سياساتها ، ولو تسنى لك الحديث مع أحدهم ووجهت إليه السؤال التالي : ما هو الحلم الكبير الذي تحلم به..؟! حتما ستكون الإجابة الذهاب إلى أميركا..! ، وهذا التناقض الكبير يعود إلى أسباب كثيرة ولعل من أبرزها ذلك الدور الكبير الذي يقوم به الإعلام العربي الذي لا يخرج لنا سوى الصور الملفقة عن التوجهات الأميركية.
منذ زمن الإستعمار للبلدان العربية نشأت فكرة فاسدة وراجت بشكل مذهل بين الدول التي كانت تحت يد الإستعمارمن قبل الأوروبيين ، وتربى عليها جيل الخمسينات والستينات وهم مثقفي وكتاب الوقت الراهن ، تلك الفكرة تندرج تحت نظرية المؤامرة وهي أن الغرب أو الأوروبيين بصفة خاصة يريدون نهب ثرواتنا وإستعباد شعوبنا ، ولا أفترض بأنه من المجدي النقاش في صحت هذا القول من عدمه، إلا وأن المتضرر الكبير من هذه العقيدة الفاسدة هو الولايات المتحدة الأميركية، كونها البلد الوحيد الذي يختلف عن جيرانه الإمبرياليين في كل شيء ، وما دخلت أميركا دوله إلا وجعلتها أكثر إزدهارا وأقوى إقتصادا وعلما.
لنشاهد ألمانيا ونشاهد كوريا الجنوبية تلك الدولتين نتاج واضح وصريح لنوايا الرائعه والأيادي البيضاء للتوجهات الأميركية ، نعم أميركا هي الدوله الأولى في العالم دون منازع ، فيحتاجها كل من في الكرة الأرضيه ، بل ويحتاجها الفضاء تلك هي الحقيقة، أميركا هي الإختراعات هي العلم هي الطب هي الثقافة هي الإقتصاد كل شيء ، هل يأتيني أحد ويستطيع العيش بدونها ، هل يستغني أحدنا عن منتجاتها ، ستجد كل صغيرة وكبيرة في حياتك متعلقة بأميركا بشكل مباشر أو غير مباشر ، تلك هي الحقيقة التي يتجاهلها الكثير ويكابرون من أجلها.
إن الدعم الأميركي للبلدان العربية والإسلامية كان ولا يزال مستمرا فهناك الكثير من البلدان العربية تحضى بدعم مالي من أميركا وبشكل سنوي ، أميركا وقفت بجانب المسلمين في أماكن كثيرة في البوسنه والهرسك وفي أفغانستان وفي الصومال وحرب الخليج الثانيا واخيرا تحرير العراق ، إنها الدولة الوحيدة التي تعطي دون أي مقابل ، بل وتساعد الأخرين على مساعدة أنفسهم.
إن الرب كان لطيفا بالعالم ، فلولا السيد بوش في حربة ضد القاعدة والإرهاب بصفة عامه، لأصبح العالم أكثر خوفا وإزداد نزف الدماء أكثر مما هي علية وبشكل كبير جدا ، فالإستقرار مطلب أساس لنمو المجتمعات ولعل أكثر المناطق سخونه آسيا الوسطى والشرق الاوسط ومن خلال تلك الحرب التي شنتها أميركا على القاعدة وطالبان واخيرا إجتثاث صدام حسين ، وجدنا عالم أكثر إستقرار وأمان وشعوب تحظى بالحريه والعيش الكريم.
في النهاية يمكننا القول بأن العالم يكره أميركا ولكنه يحتاجها وسيحتاجها أكثر من الماء والهواء فبدونها تستحيل الحياة.
سامر السيد
المملكة العربية السعودية
التعليقات