فازت حماس بسبع مقاعد بلديه في قطاع غزه، ذلك القطاع المضطرب والذي هو مصدر رئيس لإنطلاق العمليات الإرهابيه والإرهابيين، كما أن القطاع هو المعقل الكبير لحماس وبالتالي تمكنت من الفوز فيه بهذا القدر من المقاعد وبشكل كاسح، وهذا يعني أن هناك توجهات متطرفه داخل القطاع وبشكل كبير ومن هنا تبدء المشكله، أي أن هناك ثقافه دمويه بين سكان غزه.

حماس منظمه متطرفه مدرج إسمها على قائمة الإرهاب في العالم، وهي أحد المنظمات الفلسطينسه التي لا تشاهد الأمور إلا من زاويه وحيده وهي زاوية التفجير والقتل فقط لا غير، حماس لن تتنازل أو ترضى بأي بند من بنود خارطة الطريق، بل توجهاتها الأصولية المتطرفه تتنافى وتتناقض مع خارطة الطريق أو مبادرة جنيف التي كانت خارج النطاق الرسمي بين السياسي الفلسطيني ياسر عبد ربه و يوسي بيلين وزير القضاء الإسرائيلي في ديسمبر كانون الثاني 2003م، حماس تتحدث أن هناك قتال بإسم الدين وحرب بين الكفر والإسلام، وليس قتال من أجل التحرير فقط لا بل هو توجه موازي للتوجه القاعدي وإن كان بشكل خفي غير معلن، وربما يكون السبب لقلت الإمكانات أو خوفها أن تفقدان التعاطف من حولها.

هناك مثل يقول « إنك لن تجد داخل النار ماء بارد » وبالتالي لن تصل إلى نتيجه مع أصحاب الفكر الإنتحاري بأي شكل وبأي طريقه مهما حدث، وما يجري الآن على السطح الفلسطيني من هدنه معلنه هو تخدير موضعي ومؤقت ليس إلا، وفي النهايه ستقف حماس في وجه أبو مازن قبل أن تقف في وجه الإسرائيليين وربما أتصور أن يكون أبو مازن في خطر إن إتخذ إجرآت وقرارات حازمه في المستقبل، فهي لن تتأخر ولو للحظه للقيام بأي عمل يخدم مصالحها العقائديه بأي شكل.

أعتقد أن أمام أبو مازن إمتحان صعب جدا، فهو لا يريد الإقتتال الداخلي بين الفصائل، ولا يريد أن تقف تلك الفصئل في طريقه وتخرق الهدنه المعلنه حاليا من أجل اللقاء المرتقب بين أبو مازن وشارون في شرم الشيخ للبدء في عملية السلام التي توقفت منذ كامب ديفد في عهد الرئيس الأمريكي السابق بل كلنتن والرئيس الإسرائيلي إيهود باراك، وإذا كان أبو مازن جاد في الوصول إلى دوله فلسطينيه عليه أن يبدء بالداخل وأن يحكم قبضته على الفصائل وعلى زعمائها ويحجم الدعم والإمدادت الخارجيه التي تتلقاها الفصائل الفلسطينيه بإستمرار.

في النهايه ستكون حماس هي العدو الأول للفلسطينيين ولقظيتهم بل وللسلطه نفسها، وافترض بأن أي إنتصار لها من طرف ورضوخ من الطرف الفلسطيني أو الإسرائيلي هو بمثابة إنتصار جديد للإرهاب، وستجد جماهيريه كبيره ليس في فلسطين فقط بل في كل الأوطان العربية، وهي تجربه تطبق حاليا في الكثير من دول الشرق الأوسط من قبل الإرهابيين أصحاب الفكر البن لادني، علينا أن ندرك جيدا خطر المنظمات العقائديه، فهي لا تعترف بأي وجود آخر، لا تشاهد إلا نفسها وهو الخطر القادم.

سامر السيد

[email protected]

المملكة العربية السعودية