الياس توما من براغ: أكدت الستة اشهر الماضية التي مرت على انضمام 8 دول من وسط وشرق أوروبا إضافة إلى مالطا وقبرص أن الكثير من التنبؤات السلبية التي سادت بشان تداعيات توسع الاتحاد الأوربي على دول الاتحاد الخمسة عشر "القديمة" والدول العشرة "الجديدة " لم تكن دقيقة، فلا الأسعار ارتفعت بشكل جنوني في الدول الجديدة ولا الدول القديمة غرقت بملايين المواطنين من الدول الجديدة الذين يبحثون عن فرص عمل افضل.
وتشير المعطيات المنشورة هنا أن كلا الطرفين يحققان فوائد جمة من هذا التوسع لصفوف الاتحاد الأوربي وان التجارة بين الطرفين في تصاعد وكذلك حركة تنقل الأشخاص والخدمات والبضائع كما زادت المنافسة بين الشركات.
ويؤكد وزير الهجرة البريطاني ديس برووني في حديث أدلى به اليوم للصحيفة الاقتصادية التشيكية أن الذين قدموا من الدول الجديدة للعمل في بريطانيا كان اقل بكثير من التوقعات التي سادت قبل الأول من أيار/ مايو الماضي وان الذين حضروا يكملون عمل البريطانيين ولم يشكلوا تهديدا لهم كما انهم يساهمون في زيادة الدخل القومي الإجمالي.
ويؤكد من جانبهم التشيك أن اقتصادهم قد شهد في الستة اشهر الماضي انجح فترة له خلال الأربعة أعوام الماضية لان إزالة أخر العراقيل التي كانت تقف أمام حركة التجارة مع الدول الغربية قد أدت الى ارتفاع الصادرات التشيكية بمقدار الثلث إلى دول الاتحاد الأوربي وقد تمكنت الشركات التشيكية في الفترة من أيار/ مايو إلى آب / أغسطس من تحقيق زيادة في الصادرات أكثر بمقدار 9و29% من نفس الفترة من العام الماضي
وتحولت دول الاتحاد الأوربي " القديمة" إلى شريك تجاري اكبر بالنسبة لتشيكيا بعد توسع الاتحاد حيث أصبحت براغ تصدر نحو 82% من صادراتها إلى دول الاتحاد في حين لا تمثل صادراتها إلى بقية مناطق العالم سوى 18% من قيمة صادراتها
ومع الانضمام إلى الاتحاد زادت المنافسة بين الشركات في الدول الجديدة وعلى سبيل المثال فإن شركة " مادينا " التشيكية للحليب أعلنت يوم الجمعة الماضي أنها ستسرح مئة عامل لديها بسبب رفض المزارعين التشيك الذين كانوا يزودونها بالحليب بيعهاالحليب بنفس السعر السابق واتفاقهم مع شركات في مقاطعة بافاريا الألمانية على بيع الحليب لها بأسعار أعلى .
و لا تمثل الشركات الغربية منافسا قويا للشركات في الدول الجديدة بل أصبحت الكثير من الشركات الغربية تنقل مصانعها ومؤسساتها إلى الدول الجديدة أو تلوح بها لتحييد مطالب النقابات والعمال فيها وفي هذا الصدد يتم إيراد ما جرى في شركة بوش التي وضعت عمالها في مصنعها بالقرب من ليون بفرنسا أمام خيارين الأول نسيان مسالة العمل ل35 ساعة في الأسبوع بنفس الراتب الحالي والموافقة على العمل خمس ساعات إضافية بنفس الراتب أما الخيار الثاني فهو انتقال الشركة إلى تشيكيا فوافق العمال مرغمين على الخيار الأول
وبنفس الروح جرت العديد من المفاوضات بين أرباب العمل والعمال في عدة شركات ألمانية منتجة للسيارات وبالتالي فان التشيك والمجريين والبولونيين والسلوفاك وغيرهم لم يهاجروا إلى الدول الأوربية الغربية التي فتحت أسواقها أمامهم ولاسيما بريطانيا وايرلندا والسويد و إنما انتقلت العديد من الشركات الغربية إلى هذه الدول باعتبار أن الإنتاج فيها تكاليفه ارخص ويوجد مهارة لدى العمال
ويقول اوغينيان هيسهو من المعهد الألماني للقضايا الدولية والأمنية انه مقابل توظيف مليون يورو يمكن كسب عمل 70 مواطنا في بولونيا و60 عاملا في تشيكيا و50 في المجر و150 في الصين و لهذا فان الكثير من الشركات تنتقل إلى الدول الجديدة في الاتحاد ولاسيما الشركات الإنتاجية منها أو التي تقدم خدمات استراتيجية مثل إدارة الحسابات أو خدمة شبكات الكومبيوتر من على بعد.
ويؤكد هيسهو أن الدول الجديدة لن تبقى مغرية بالنسبة للشركات الغربية في حال ارتفاع مستويات المعيشة فيها وزيادة الأجور والرواتب فيها بنسب تجعلها متقاربة مع المستويات السائدة في الدول لغربية .











التعليقات