الوحيدة من بين أكثر من 800 قدمت للمشاركة

خلف خلف من رام الله: في حادثة جديدة تعيد التساؤل عن مدى قدرة المهرجانات والمعارض العربية على طرح قضايا جديدة اجتماعية شائكة، استبعدت لجنة التحكيم في مسابقة الساقية للتصوير الفوتوغرافي في القاهرة، صورة لطفلة لم يتجاوز عمرها 5 سنوات تركض على شاطئ الإسكندرية.
وبين صاحب الصورة وهو الناقد والباحث الإعلامي الفلسطيني سعيد أبو معلا أنه توجه لمعرض الصور، وبحث عن الصورة التي قدمها للمشاركة بغض النظر عن الفوز، بل بسبب ما تحمله من قضية تستحق النقاش والجدل. ولكن محاولات بحثه باءت بالفشل، فتوجه إلى مدير الصالة ومنظم المعارض، وسأله عن سبب عدم وجود الصورة التي تقدم بها، فطلب الأخير وصفها، وبعد ذلك، قال: quot;نعم، هذه هي الصورة الوحيدة التي استبعدت من المعرضquot;.
وأشار أبو معلا في حديثه لـquot;إيلافquot; إلى أن الصورة التي التقطها صيف عام 2007، وتحمل أسم quot;انطلاق البراءةquot;، هي الوحيدة التي تم استبعادها فعليا من بين 800 صورة قدمت للمشاركة في مواضيع المسابقة الخمسة وهي لقطة حرة، والحركة، وبورتريه، وأبيض أسود، والطبيعة، موضحاً أنه طلب من منظمي المعرض معرفة سبب منعها، فأجابه منظم المعرض: quot;هي جيدة ومعبرة، لكن لجنة التحكيم قررت عدم إشراكها في المعرض والمسابقة، بسبب تخوفها من أن الجمهور قد يفهم أو يعتقد بأن الصورة فيها إساءة للحجابquot;.
وأضاف أبو معلا الذي يقيم في القاهرة بغرض إكمال دراساته العليا في مجال الإعلام الإلكتروني: quot;أخبرتهم أن هذا فهم قاصر للصورة وللقضية التي تطرحها، وحجر على رأي الناس في الصورة أولا وفي مضمونها ثانيا كونها قد تثير جدلا طيبا، ونقاشا تستحقه لما في الصورة من دلالةquot;، فرد عليه منظم المعرض في الساقية: quot;صحيح لكن القرار بيد لجنة التحكيم وقررت استبعاد الصورةquot;.
وأكد أبو معلا الذي يتخذ التصوير كهواية إلى جانب عمله الإعلامي والبحثي أنه لا يرى أن الصورة تسيء للحجاب أبدا، بل تطرح أمرا من شقين، الشق الأول أنها تقدم البراءة والطفولة في تجل جمالي ورائع، والشق الثاني تقدم انتقادا لتعامل بعض الأسر مع أطفالها، في ما يتعلق باللباس الشرعي، فهم أطفال لا يجوز أن نحصرهم باللباس الشرعي وتحديدا في الفترة العمرية الصغيرة جدا، بل يجب أن ينطلقوا ليعيشوا طفولتهم بكل تفاصيلها الجميلة.
وأوضح أبو معلا أن بعض لجان التحكيم الذي احترمهم، وأجلهم كما الساقية التي اعتز بها يصبحون ملوكا أكثر من الملك، مشدداً في الوقت ذاته، أن جمهورا خاصا من أصحابه وزملائه في الدراسة والعمل شاهدوا الصورة، ولم يفسروها تفسيرات مماثلة، بل على العكس اعتقدوا أنها تصلح لإثارة موضوع للنقاش وتقدم الطفولة في لحظات براءة حقيقية دون أي افتعال.
وأكد أبو معلا أن ما حصل بمثابة فوز مختلف لصورته رغم أنه طمح أن تعرض كي يراها الناس لكن حجبها يدلل على قيمتها الفنية وتميز المضمون الذي استطاع رصده بعدسة كاميراته.
وساقية عبد المنعم الصاوي في القاهرة، هي مؤسسة ثقافية فنية رائدة وخاصة، تنظم العديد من النشاطات، ومن ضمنها، مهرجان سنوي للتصوير الفوتوغرافي، ضمن خمس فئات: لقطة حرة، حركة، بورترية، أبيض وأسود، والطبيعة، ومن المقرر أن تعلن نتائج المسابقة التي استبعدت صورة أبو معلا خلالها مساء اليوم الأحد.
ويذكر أن أبو معلا ينظم حملة على موقع الفيس بوك لمناصرة الصورة وإثارة نقاش حولها كي تحقق الهدف منها ومن تصويرها.