خلف بن أمين شخصية فولكلورية في بغداد في بداية القرن الماضي، وقبل كانت حقيقية. وقد خصص المفكر العراقي الراحل الدكتور الوردي فصلا في أحد كتبه لظاهرة خلف ودلالاتها. وكان المذكور، حالما تنشب معركة لصوص في الليل مع الشرطة أو يقع سطو على أحد البيوت، يذهب متبجحا للمقاهي ويسأل الرائح والغادي: quot;هل ورد اسمي في القضية؟quot;. وقد عرفه الناس تدريجيا وجعلوه أمثولة للنفخ والادعاء بالبطولة، حتى أن ضابط شرطة قال له عندما ذهب قائلا إنه وراء السطو : quot;لو تموت لا نعتقلك!quot;

السيد بشار الأسد يذكرنا في خطابه العنيف أمس الخامس عشر من الجاري بشخصية خلف بن أمين أو من قبله دون كيشوت. إنه ألقى الاتهامات يمينا ويسارا وخص معظم الدول العربية قائلا إن زعماءها quot; أنصاف رجالquot; لكونهم انتقدوا مغامرة السيد نصر الله الإيرانية والتي جلبت خراب لبنان وهجرة مليون لبناني، وانتهت بإزاحة حزب الله من مواقعه في الجنوب وبقرار دولي يدينه بالاعتداء ويذكر بقرارات سابقة تدعو لنزع سلاحه الإيراني المصدر. إنه يتبجح بالنصر الوهمي لحزب الله ويحرض ضد الأكثرية النيابية المعارضة لعودة الهيمنة السورية ويريد إشعال فتنة دموية في بلبنان عسى أن يؤدي ذلك لدعوته إلى المساعدة في إطفاء الفتنة. إنه يتناغم في موقفه التبجحي والتحريضي مع شريكه الإيراني محمود أحمدي نجاد وهما اللذان يشعلان حرب الإرهاب والفتن في العراق ويعملان على تكرار التجربة في لبنان.
quot;خلفيات quot; الأسد تتجلى أكثر في تصريحه بان quot;المعركة الحقيقية مع إسرائيل بدأت.quot; ترى هل ذلك يعني فتح جبهة الجولان التي يرتعب الأسد من مجرد إطلاق رصاصة سورية منها على الإسرائيليين؟؟! أم quot;المعركة الحقيقيةquot; تعني حرق اللبنانيين والعراقيين لآخر شخص خدمة للحسابات السورية والإيرانية وفي محاولات للهروب من وجه العدالة الدولية؟!
خلف بن أمين السوري يتحدى لفظا أمريكا وإسرائيل ومعظم الدول العربية، وهو الذي يبحث عن كل طريقة ووسيلة لكسب الرضا الأمريكي!
النظام الوراثي السوري في مأزق يريد التنفيس عنه بالتصريحات العنترية والخطابات quot;الخلفيةquot; التي تثير السخرية والاستنكار معاً.
وكل جولان متحررة وراية الأسد مرفوعة! والحسود في عينيه عود!