أعلن حسن نصر الله أنه انتصر على الجيش الإسرائيلي، وأهدي نصره للشعب اللبناني، وبما أننا أمة تهذي وتسمع وتري ما تحب أن تراه هي، لا ما يراه العالم، فقد اعتبر السيد حسن نصر الله الخسائر الفادحة التي مني بها لبنان في البني التحتية والتي تزيد كلفتها خلال 34 يوماً عن المليارين ونصف، والذي أرجع لبنان إلى الوراء خمسين عاماً لبناء ما تهدم خلال هذه الحرب، بالاضافة إلى الكثير من الأرواح البريئة التي ماتت ظلماً من الشعب اللبناني، وذهبت دمائها سدي خدمة لأهداف السياسية الإيرانية التي يعمل حزب الله وكيلاً لها في لبنان، وكما قال الأستاذ خالد أبو ظهر في افتتاحيته في العدد الأخير منquot;الوطن العربيquot;الغراء استطاع ملالي إيران من خلال الملا حسن نصر الله أن يحققوا quot;أهدافهم على حساب الدم العربيquot;. تكفيراً عن غلطة السيد حسن نصر الله باختطاف جنديين إسرائيليين دون علم الحكومة اللبنانية، فمن انهزم ومن انتصر في حرب حزب الله بالوكالة عن ملالي إيران الذين أغلقوا الأسبوع الماضي quot;مؤسسة حقوق الإنسان quot; التي أقامتها شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام؟ .
مع الأسف خرج من هذه الحرب المشئومة اثنان مهزومان، الأول هو الشعب اللبناني، الذي خربت إسرائيل بنيته التحتية كاملة، وحتى منازل سكان الجنوب، شيعة وسنة ومسيحيين، أما المهزوم الثاني، فهو حزب الله، الذي طرد من معقله جنوب لبنان، كما طرد ابليس من الجنة، ولن يعود إليها أبداً، ولكن حزب الله انتصر يوم 14/8/2006 بخطاب السيد حسن نصر الله عندما طلب من عشرات آلاف الشيعة الذين هدم القصف الإسرائيلي الإجرامي منازلهم، بأن يحضروا ابتداء من 15/8/2006 أمام مقرات حزب الله، لاستلام (مبلغ مالي معقول) كما قال لتأجير مسكن لائق لمدة عام وتأسيسه، كما وعدهم بأن يتقدموا للحزب للحصول على الأموال الضرورية اللازمة لإعادة بناء منازلهم.
ماذا يعني ذلك؟
يعني أن حزب الله قد جند عشرات الآلاف للقتال معه في الحرب الطائفية التي أستعد لها في بيروت، لتعويض هزيمته أمام الجيش الإسرائيلي، بانتصار على الجيش اللبناني الغير مسلح، وعلى الأستاذ فؤاد السنيورة رئيس حكومة لبنان العظيم، وكل قوى 14 آذار التي قادت شعب لبنان بما فيه غالبية من الشيعة لتحرير لبنان من الاحتلال السوري.انتصر نصر الله بالضربة القاضية على السيدة نازك الحريري، وانتصر من خلال هزيمتها على القوى الخيرة في لبنان وعلى شعب لبنان، وعلى مستقبل الأمة الإسلامية والعربية في مستقبل أفضل وأكرم.
كانت السيدة نازك الحريري، منذ بداية الحرب توجه نداءquot;إلى نساء الملوك والرؤساء اللواتي أكرمكن الله بالزواج ...quot; فإنها لم تبادر بتخصيص بضعة ملايين من الدولارات من ثروة الشهيد رفيق الحريري ، التي تبلغ حوالى 11 مليار دولار، لتقديم ذات التعويضات التي قدمها نصر الله للمتضررين،وهي تعلم جيداً أن غير العربي وغير المسلم بيل جيتس، أغني أغنياء العالم، قد خصص 95% من ثروته (74 مليار دولار) للإنفاق على العمل الخيري.كما أن حكام الخليج الذين اشتكوا وبكوا من مغامرة حزب الله، لم يفكروا قط في الحلول محل نصر الله وإيران ، لتقديم الخدمات الضرورية لشيعة لبنان، وكان ذلك لو فعلوه ، سيكون عاملاً أساسياً لقطع الطريق على الحرب الطائفية التي يعد لها حين نصر الله في بيروت ويستعد لها،فالحذر الحذر، عليكم بالتحرك سريعاً لأن الفراغ الذي تركه تقاعس المحسنين من آل الحريري وحكام الخليج، سيملئه حزب الله بالنقود الإيرانية، فلا تتركوا لبنان لقمه سائغة يلعب بها نصر الله وحزبه مرة أخرى كيف يشاء. فالكل يعرف من أين يأتي نصر الله بكل هذه النقود ، لتخريب لبنان وتهديمه على رؤوس سكانه شيعة وسنة ودروز ومسحيين ....
[email protected]