الترسانة النووية والجزر الإماراتية المحتلة أبرز المسوغات:
قمة quot;فهدquot; تضع الخليج في مواجهة إيران
سلطان القحطاني موفد إيلاف إلى أبو ظبي: يرى مراقبون مخضرمون للشؤون السياسية الخليجية أن القمة السادسة والعشرين لدول مجلس التعاون الخليجي ستضع دول الخليج الست في مواجهة مباشرة مع الجارة الكُبرى إيران بعد ما يقارب ربع قرن من الشد والجذب والفتور في كافة خيوط الوصل الدبلوماسية بين الطرفين،في وقت كانت فيه الجمهورية الإسلامية تحاول تصدير ثورتها الوليدة إلى الدول المجاورة فرضاً عبر القوة المُطلقة.
يرى مراقبون مخضرمون للشؤون السياسية الخليجية أن القمة السادسة والعشرين لدول مجلس التعاون الخليجي ستضع دول الخليج الست في مواجهة مباشرة مع الجارة الكُبرى إيران بعد ما يقارب ربع قرن من الشد والجذب والفتور في كافة خيوط الوصل الدبلوماسية بين الطرفين،في وقت كانت فيه الجمهورية الإسلامية تحاول تصدير ثورتها الوليدة إلى الدول المجاورة فرضاً عبر القوة المُطلقة.ومع ذلك فإن العلاقات بدأت تسيرُ في التحسن التدريجي خلال السنوات الخمس الأخيرة بالرغم من شائبات الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث، وهو الأمر الذي يجعل العلاقات الخليجية الإيرانية على المحك بالرغم من بوادر التقارب اللافتة كالتي حدثت في القمة الإسلامية التي عقدت قبل أسبوعين مضيا في مكة المكرمة حين استقبل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الرئيس الإيراني بحفاوة كبيرة.
ولكن الأحاديث التي جاءت على لسان مصادر ضليعة تؤكد بأن المجلس ماضٍ إلى اتخاذ لهجة أكثر تشدداً تجاه إيران وترسانتها النووية وquot;لا مبالاتها تجاه الدعوات الخليجية بحل سلمي للجزر الإماراتيّة المحتلّةquot; كما تقول مصادرُ متطابقة، وذلك قبيل ساعات فقط من إعلان البيان الختامي يوم غدٍ الاثنين الذي سيقرّه الزعماء الخليجيون خلال جلستهم المغلقة التي تعقد ظهراً في قصر الإمارات، و يعقبها إعلان البيان الختامي وبنوده.
وحظيت العلاقات الخليجية الإيرانية بنقلة فائقة المستوى حين توطدت عرى التوافق مابين الحكومة الإيرانية والحكومة السعودية، على اعتبار أنهما القوتان الفاعلتان في منطقة الخليج،نتج عن ذلك توقيع الاتفاقية الأمنية بين الرياض وطهران في عهد الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي،ما شكل دفعة قوية لقاطرة العلاقات بين البلدين نحو التحسن بعد الخلافات التي أججتها الثورة الخمينية.
وعلى الرغم من أن التقارب السعودي الإيراني قد أثار حساسية حكومة أبو ظبي حسبما أعلنت في أواخر التسعينات على لسان خارجيتها بأن هذا التقارب يُعتبر بمثابة quot;تحدٍ للإماراتquot;،فإن العلاقات الإيرانية الإماراتية تشهد نمواً ملحوظاً خصوصاً في الشق الاقتصادي،إذ تقدر التعاملات التجارية مابين الإمارات وإيران بما يفوق المليار دولار،وهو رقم مرجح للصعود أكثر فأكثر.
وفي موازاة ذلك فقد نفى الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية وجود بند خاص على جدول أعمال القمة يتعلق بمناقشة عقبات تنمية التعاون بين دول المجلس، مشيرا إلى أن القمم تناقش دائما الموضوعات المطروحة على جدول أعمالها، في حين قالت مصادر بأن الاتفاقية الخليجية مع دول الإتحاد الأوروبي المتعلقة بتفعيل التجارة الحرة سيتم تأجيلها .
![]() |
المنارة وبعض المنازل في طنب الكبرى |
من جهته أكد الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية في مملكة البحرين أن البيان الختامي للقمة السادسة والعشرين متفق عليه،لافتاً النظر إلى أن وزراء الخارجية سيعقدون غدا جلسة مغلقة لإجراء التعديلات الأخيرة على البيان قبل عرضه على قادة دول المجلس .
وقال إن quot;قمة فهدquot; تمثل تغييرا جذريا في كيفية التعامل مع القضايا التي تهم دول مجلس التعاون حيث سيتم هذا التعاون من خلال نظرة جديدة للأمور..نافيا أن تكون هناك أي أسباب داخلية أعاقت قمم التعاون في تحقيق طموحات شعوب دول المجلس ..quot; لكن هناك بطء ونظرة وطريقة تعامل معينة في بحث القضايا التي تهم دول المجلس وشعوبهاquot; موضحا انه يجري الآن تقويم المسيرة الخليجية.
وفي ما يتعلق بالمسألة النووية الإيرانية شدد quot;على ضرورة أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي خاصة منطقة الخليج ..مؤكدا أن دول المجلس تركز على أمنها واستقرارها وتعمل على الحفاظ عليه من أي تهديد نووي من أي جهة quot;.
التعليقات