لم يلبث فيها إلا ساعات واجتمع بقانوني في الخارجية
ميليس غادر دمشق ولم يلتقِ شهوداً

بهية مارديني من دمشق : غادر رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس دمشق بعد ساعات قليلة من وصوله، على ان يعود اليها أواخر الاسبوع المقبل. واحيطت الزيارة بتكتم شديد فلم ُيعرف مكان اجتماع ميليس بالمستشار القانوني لوزارة الخارجية السورية رياض الداوودي. وكان الاجتماع بين الرجلين بدأ فوراً للتنسيق والاتفاق على التفاصيل الاجرائية والترتيبات المتعلقة بلقاءات ميليس مع المسؤولين الأمنيين السوريين المطلوبين كشهود في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري.

وقد تجمع عدد كبير من الصحافيين امام مبنى وزارة الخارجية وبعضهم تنقل بين الخارجية ومبنى الامم المتحدة، الا ان اللقاء بين ميليس والداوودي تم في مكان محايد لم يعلن عنه، وعلم انه ليس مقرا حكوميا رسميا ولا مقرا تابعا للامم المتحدة . وقالت مصادر سورية لايلاف ان المهم ليس المكان بل المهم هو ابداء التعاون السوري لتنظيم اجراءات لقاءات الشهود وتسهيل مهمة ميليس في سورية.

وتسود سورية مخاوف من تسييس مهمة ميليس، واستبقت زيارته بتجديد تاكيدات الرئيس السوري بشار الاسد على رغبة دمشق في التعاون وصولا الى كشف الحقيقة التي قالت سورية انها في مصلحتها. واكدت مصادر سورية ان دمشق ستتعاون مع مجريات التحقيق "في حدود ضمان الحصانات الممنوحة للضباط المقرر استجوابهم و بما لا يمس السيادة السورية" .

وكان الداوودي قد استقبل قبل ظهر اليوم ميليس في جديدة يابوس عند نقطة الحدود السورية اللبنانية ، ووصل القاضي الألماني الى دمشق في موكب ثلاثي آتياً من بيروت وسط اجراءات امنية مشددة ومواكبة عناصر الجيش اللبناني وطوافة عسكرية ، وبلغ عدد السيارات المرافقة للقاضي ميليس وفريق عمله 18 سيارة بحسب ماذكرت وكالة الانباء اللبنانية .

من جانب اخر صرح مصدر رسمي لوكالة الانباء السورية ان دمشق "تستغرب وتدين بشدة التصريح الذى ادلى به وزير الدفاع العراقي والذي زعم فيه ان سورية ترسل الدمار الى العراق عبر حدودها الامر الذي يخالف الواقع تماما"، واعتبر المصدر "ان مثل هذه التصريحات انما تدخل فى اطار حملة الضغوط السياسية والاعلامية على سورية ، واسف ان يشارك فيها بعض العراقيين وبما لا يتفق ومصالح الشعبين الشقيقين ، وراى ان هدف هذه التصريحات التى تصدر عن مسؤولين عراقيين بين الحين والاخر هو تغطية الفشل فى توطيد الامن في العراق وهى تؤدي الى اثارة الفتن الداخلية فيه.

واضاف المصدر ان المسؤولين العراقيين يعرفون جيدا ان سورية تبذل كل ما يمكن لضبط الحدود من جانبها وهي ليست مسؤولة عن جانبي الحدود معا، بل ومسؤولية الامن على الجانب الاخر تقع كليا على عاتق قوات الاحتلال والسلطات العراقية المعنية حصرا.