ابو ظبي: انتقدت صحيفة اماراتية اليوم الاحد حرق سفارتي الدنمارك والنرويج في دمشق واتهمت السلطات السورية بـ quot;الاستغلال السياسيquot; لمشاعر رفض المسلمين للاساءة للنبي محمد من قبل صحف اوروبية ، معتبرة ان ذلك يمثل quot;اساءة حقيقية لقضية عادلةquot; . وكتبت quot;الاتحادquot; التي تصدر في ابوظبي في افتتاحية بعنوان quot;استغلال سياسي مرفوضquot; انه quot;في كل زمان ومكان يبقى المعتقد الديني خطا أحمر لا يسمح بتجاوزه ولا يجب أن يسمح بذلك، لكن التعبير عن الغضب لا يجب أن يقود إلى توظيف سياسي يدفع الناس تجاه ارتكاب أفعال حمقاء تسكب على حالة الاحتقان الحالية مزيدا من الوقود لتزداد اشتعالاquot;.

واضافت الصحيفة quot;ليس هناك شك في أن ما حدث من بعض الصحف الأوروبية أثار غضب كل مسلم على الأرض وليس هناك شك في أن الكثيرين هبوا في عفوية وتلقائية صادقة للتعبير عن غضبهم تجاه ما حدث، ولكن ليس مقبولا في ظل حالة الاحتقان المخيفة التي تجتاح العالم الآن أن تسعى بعض الأنظمة لاستغلال المشاعر لتحقيق أغراض سياسيةquot;.

واكدت ان quot;ما حدث في سوريا من اعتداء على السفارتين لا يمكن أن يكون بمنأى عن هذا النوع من الاستغلال السياسي للمشاعر وهو ما يمثل إساءة حقيقية لقضية عادلةquot;.

وكان مئات المتظاهرين المعترضين على نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد في الصحافة الاوروبية اقتحموا السبت مقري السفارتين الدنماركية والنرويجية في دمشق واضرموا النار فيهما. وعلى الفور دعت الحكومتان الدنماركية والنروجية رعاياهما الى مغادرة سوريا.

وكانت الرسوم الكاريكاتورية التي تمثل احداها النبي محمد وقد اعتمر عمامة في شكل قنبلة، نشرت للمرة الاولى في ايلول/سبتمبر 2005 في صحيفة quot;يلاندس بوستنquot; الدنماركية. واعيد نشر الرسوم في العاشر من كانون الثاني/يناير في مجلة quot;مغازينتquot; المسيحية النرويجية، ثم عملت عدة صحف اوروبية اخيرا الى نشرها مما اثار ردود فعل غاضبة في العالم الاسلامي. واضافت الصحيفة التي نقلت وكالة انباء الامارات افتتاحيتها ان quot;ردود الفعل التي أبدتها الدول والمنظمات الإسلامية كانت ولا تزال تدور في إطار شرعية التعبير والتمسك بالأسلوب الحضاري الذي يعكس حرص الإسلام على احترام كل الأديان السماوية إلى أن شهد العالم عبر الفضائيات أسلوبا آخر يرفضه الإسلام الحنيف ويسيء إلى قضية المسلمين الأساسية عندما أقدم سوريون على حرق سفارتي الدنمارك والنروجquot;.

واكدت ان quot;الإسلام يرفض التخريب والاعتداء على ممتلكات الغير وديننا الحنيف يعلمنا أنه لا تزر وازرة وزر أخرى وأن تصرفا غير مسؤول من رئيس تحرير صحيفة لا يمكن أن يبرر حرق سفارة دولة هذا الصحافيquot;. ومضت الصحيفة تتساءل quot;هل كان حرق السفارتين في العاصمة السورية دمشق عملا quot;شعبياquot; تلقائيا بعيدا عن التوجيه الرسمي أوالتأييد ولو بالتغاضي الظاهر للعيان عما يحدث والتساهل في حماية أبنية السفارتينquot;.

واضافت quot;ان الإجابة يستطيع أن يستنتجها كل متابع لتسلسل الأحداث في سوريا وما تعرضت له من ضغوط دولية شديدة ظهرت انعكاساتها في عمليات حرق السفارتين أمس ما يشير بجلاء إلى توجيه سياسي أو استخدام سياسي لمشاعر الناسquot;.