بينما تعتقل كل ليلة العشرات
إسرائيل وسياسة الباب الدوار مع الأسرى الفلسطينيين

خلف خلف من رام الله: تواصل إسرائيل إتباعها لسياسة quot; الباب الدوا رquot; تجاه قضية الأسرى الفلسطينيين، فتفرج كل فترة ضمن ما تسميه بوادر حسن النية عن بضع مئات من المعتقلين، بينما يقوم جيشها كل ليلة باعتقال العشرات، وخلال الأربعة أيام الماضية اعتقل ما يزيد عن 100 مواطن فلسطيني، بينما جرى منتصف الأسبوع الماضي إطلاق سراح 429 معتقلاً فلسطينياً ينتمي غالبيتهم لحركة quot;فتحquot;. حسبما توضح إحصائية جديدة صادرة عن وزارة الأسرى والمحررين في الحكومة الفلسطينية المقالة.

وتعتبر مسألة الأسرى محدداً رئيسياً في المفاوضات النهائية المقبلة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. ومع اقتراب الدخول في صلب هذه المباحثات منتصف الشهر الجاري، كما حدد ذلك مؤتمر انابوليس الذي عقد في ولاية ميرلاند الأميركية بتاريخ 27/11/2007. تتطلع عيون عائلات المعتقلين الفلسطينيين إلى التحركات السياسية كبارقة أمل قد تحمل في ثناياها الحرية لما يقارب 11 ألف أسير فلسطيني وعربي قابعين وموزعين على حو 36 معتقلاً إسرائيلياً.

هذا في وقت بينت دراسة أصدرها مؤخراً الباحث عبد الناصر فراونة أن العملية السلمية الواقعة بين أتفاق أوسلو وانتفاضة الأقصى نجحت في تحرير 90% من الأسرى من السجون الإسرائيلية، ولكن الدراسة أوضحت في الوقت ذاته، أن الاتفاقيات غير مقدسة بالنسبة للجانب الإسرائيلي.

ويعيش الأسرى الفلسطينيون والعرب داخل سجون إسرائيل في ظروف قاسية للغاية ومهينة، وهو تؤكده شهادات الأسرى المفرج عنهم قبل يومين وبلغ عددهم 429 أسيراً، والذين ما زالوا يسردون قصصاً تقشعر لها الأبدان تصف وتبين حجم الإهانات والتنكيل الذي تعرضوا له داخل زنازين التحقيق والاعتقال، وهو ما أكدته أحاديث لنحو 30 أسيراً محرراً اجتمعوا يوم الأربعاء الماضي في حفل تكريم أجري لهم في مدينة نابلس في الضفة الغربية، بحضور بعض الوزراء والشخصيات الوطنية والقيادية الفلسطينية، وجماهير غفيرة من أهالي المدينة.

وأكد وزير الأسرى والمحررين الفلسطينيين أشرف العجرمي خلال الحفل أنه لن يكون هناك أمن ولا سلام ولا استقرار دون تبيض السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين والعرب، وشدد العجرمي على أن العمل النضالي سيتسمر حتى تحرير آخر سنتيمتر من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

وأضاف العجرمي: quot;نحن نطالب بتحرير الأسرى القدامى، والمرضى، والذين اعتقلوا قبل أوسلو، ونرفض المعايير الإسرائيلية للإفراج عن الأسرى، ونريد تحرير النساء، والأطفال، الذين يعيشون ظروف اعتقال قاسية تنافي كل القوانين والمعاهدات الدولية، فهناك الإهمال الطبي، الذين أدى لاستشهاد الأسير محمد الأشقر مؤخراً، وكذلك تعرض الأسرى لاعتداءات وحشية نفذتها وحدات خاصة إسرائيلية تابعة لمصلحة السجون، يطلق عليها quot;متساداquot;.

وشدد العجرمي على أن الأسرى يحرمون من ابسط حقوقهم، ويتعرضون للتنكيل، ويمنعون من رؤية أهاليهم خلال الزيارات، قائلا: quot;إسرائيل تريد مساواتهم في المعتقلين الجنائيين لديها، ونحن نؤكد أنه لا يمكن مساواة المجرم بالمناضلquot;. وأكد الوزير العجرمي بأن وزارته تواصل مساعيها لإنهاء معاناة الأسرى، مؤكداً بأنه إذا استمرت السياسية الإسرائيلية على حالها، فأنها تدفع الوضع نحو الانفجار.