العراقيون تسلموا امن البصرة مؤكدين الاستعداد لضرب مخربي امنها
الربيعي: نخطط لمعركة فاصلة ضد الارهاب والتطرف الديني والمليشيات

أسامة مهدي من لندن :
اعلن مستشارالامن القومي العراقي موفق الربيعي خلال تسلم العراقيين اليوم للمسؤوليات الامنية من البريطانيين في محافظة البصرة الجنوبية ان قوات بلاده تخطط حاليا لمعركة نهائية فاصلة ضد الارهاب والتطرف الديني والمليشيات وقال ان القوات العراقية ستتسلم كامل الملف الامني في عموم العراق منتصف العام المقبل اضافة الى اطلاق سراح ثلثي عدد المعتقلين بينما اشار المحافظ محمد مصبح الوائلي العمل على جعل المحافظة منزوعة السلاح وضرب الخارجين على القانون من المسلحين في حين اوضح القائد البريطاني لجنوب العراق الجنرال كونيدس ان قواته دربت 30 الف عسكري في المحافظة وقال الربيعي في كلمة له ممثلا لرئيس الوزراء نوري المالكي خلال حفل تسلم القوات العراقية للمسؤوليات الامنية في مدينة البصرة (550 كم جنوب العراق) من القوات البريطانية اليوم ان هذا الانتقال للامن يمثل خطوة كبيرة على طريق استلام الحكومة العراقية لكامل الملف الامني في جميع انحاء العراق منتصف العام المقبل وهو ما يعني الكثير للعراقيين لما تمثله المدينة من ثقل سياسي واقتصادي وموقع استراتيجي. واضاف ان استلام هذا الملف الامني يؤكد تنامي قدرات القوات العراقية وجاهزيتها لحفظ الامن والاستقرار في عموم البلاد على طريق انجاز المصالحة الوطنية ودحر الارهاب.
وقال ان العراق يقترب من اعلان النصر الرسمي النهائي على الارهاب حيث يتم التهيؤ والتخطيط للمعركة الفاصلة ضد الارهابيين في شمال وغرب بغداد للقضاء على الارهاب والتطرف الديني والمليشيات الخارجة على القانون وحتى يكون السلاح بيد الدولة وحدها اما حاملي السلاح غير الشرعي فعليهم اما ان يتخلوا عنه او ينزع منهم بالقوة.
واضاف ان امن البصرة قد اصبح من اكبر مسؤوليات الحكومة العراقية حيث هو الان بيد البصريين وقيادتها ومجلس محافظتها للعمل من اجل امنها واستقرارها والقضاء على الارهاب فيها. وقال ان الحكومة عازمة على الاستمرار في انجاز السيادة الوطنية وتحقيق المصالحة الوطنية اضافة الى الامن والاستقرار وخاصة في المناطق التي يطلق عليها بالساخنة. واشار الى ان العام المقبل سيكون عامل النهوض الاقتصادي التنموي وتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين من خلال ميزانية هي الاكبر في تاريخ العراق المعاصر مقدارها 48 مليار دولار.
ودعا الربيعي سكان البصرة الى التكاتف والوحدة لافشال جميع محاولات ضرب امن المدينة من قبل اعدائها ولتكون ثغر العراق الباسم حقا. وقدم الشكر للقوات البريطانية على تحريرها للبصرة والحفاظ على امنها والمساهمة في عمليات تنميتها طيلة السنوات الاربع الماضية.
ثم دعا الربيعي في مؤتمر صحفي لاحق سكان البصرة وقواها السياسية الى ترك التناحر والتوحد بعيدا عن تدخل الجهات الخارجية في شؤون المحافظة. وشدد على ضرورة ترك التناحر السياسي والاتحاد والاتفاق على برنامج سياسي موحد.. متوقعا ان يتم هذا خلال الاشهر الثلاثة المقبلة وهو ما سينعكس ايجابا على عمليات الاعمار والنهوض الاقتصادي.
وعن تسلل المليشيات الى قوات الشرطة في المحافظة اوضح الربيعي ان هذا الامر يمثل تحديا كبيرا لكن السلطات تبذل جهودا كبيرا لتطهير القوات الامنية من هذه الخروقات وقد انجزت الكثير على هذا الطريق الذي يتواصل العمل عيله لان هذا الامر يتطلب وقتا طويلا ولن يتحق بين ليلة وضحاها.
وحول موضوع اطلاق المعتقلين اوضح الربيعي ان هناك 24 الف معتقل في السجون العراقية و26 الفا في السجون الاميركية وهناك خطة لدى رئيس الوزراء اطلق عليها العفو والامان وهي تحتاج الى قرار من مجلس الامن وبعض الاجراءات الادارية. واكد انه سيتم اطلاق حوالي ثلثي هؤلاء خلال الاشهر القليلة المقبلة.
ومن جانبه اشار محافظ البصرة ثاني اكبر المدن العراقية بعد بغداد بأكثر من مليوني نسمة محمد مصبح الوائلي الى ان مسؤولي المحافظة عازمون على اتخاذ اجراءات حاسمة ضد جميع الذين يحاولون العبث بالامن والسلام. وقال انه سيتم محاربة حملة السلاح غير الشرعي والذين يقفون ضد حرية التعبير عن المواقف والاراء من خلال دعم القوات المسلحة في المحافظة. وشدد على العمل من اجل تحقيق الامن لما له من اهمية في النهوض الاقتصادي.
واضاف ان الجهات المختصة في البصرة عازمة على جعل البصرة مدينة منزوعة السلاح ليكون هذا بيد الدولة وحدها عبر قواتها الامنية الشرعية المسؤولة وكذلك للمحافظة على هوية المدنية العربية والوطنية. ورفض اي دعم خارجي من قبل دول الجوار للمليشيات المسلحة مشددا على مواجهة هذا الامر.
اما قائد القوات المتعددة الجنسيات في جنوب العراق الجنرال البريطاني كونيدس فقد اكد ان القوات العراقية في البصرة قد اصبحت جاهزة وقادرة على حفظ امن المحافظة وتحقيق استقرارها. وقال انه منذ اربع سنوات قد حرر البصرة من اعدائها وهو الان يعيدها الى اصدقائها. واشار الى ان القوات البريطانية قد دربت 30 الف عسكري في المحافظة من افراد الجيش والشرطة وقوات البحرية والحدود موضحا انها ستستمر في عمليات التدريب هذه. واوضح ان قواته اطلقت الف و500 معتقل خلال العام الحالي.
وفي الختام قام الجنرال البريطاني بتوقيع وثائق تسليم جزء من الامن الى قائد عمليات البصرة الفريق موحان واخرى الى محافظها اللذين وقعا بدورهما على وثائق الاستلام.
وغادر آخر الجنود البريطانيين في الثالث من ايلول (سبتمبر) الماضي الماضي ميناء شط العرب المطل على الخليج العربي على بعد حوالى خمسين كيلومترا من مدينة البصرة وبات الوجود البريطاني مقتصرا على مطار البصرة الذي يبعد 15 كيلومترا من المدينة.
وبتسلم العراقيين للامن في البصرة تكون هذه المحافظة هي التاسعة في العراق التي يتم استلام الملف الأمني فيها من القوات المتعددة الجنسيات. وتحتفظ القوات البريطانية بقوات تقدر بنحو 5250 جنديا تعمل في البصرة حاليا بعد أن سحبت 1850 جنديا خلال الأشهر الماضية.
وبهذا التسليم للبصرة فإن مواطنيها متخوفون من مواجهة عسكرية مع المليشيات المسلحة يمكن ان تلحق ضررًا كبيرًا بالمدينة واهلها خاصة بعد تزايد اعداد القوات الوافدة الى البصرة قادمة من المدن العراقية الاخرى.
وتتوقع مصادر عراقية ان يفتح الانسحاب البريطاني المجال للصراع بين قوى محلية في المحافظة تتمثل في احزاب شيعية بارزة خاصة وانه ادى خلال الاشهر الماضية الى تصاعد اعمال العنف هناك.
ويشكل انتاج النفط في حقول الجنوب (البصرة) سبعين في المئة من انتاج البلاد وثمانين
في المئة من صادرات النفط الخام فيما تمثل ايرادات النفط 90 في المئة من واردات الحكومة العراقية.
ويرتبط محافظ البصرة محمد الوائلي بحزب الفضيلة الشيعي لكن الحزبين الشيعيين البارزين هناك هما المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم والتيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين مقتدى الصدر.
وفي ظل التركيبة الحالية لا يثق حزب الفضيلة والتيار الصدري بحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي تعول على المجلس الاعلى الاسلامي وخصوصا انه يسيطر على سبع من اصل تسع محافظات في جنوب العراق. وتعد السيطرة على نفط البصرة سبيلا للسيطرة على المحافظة التي تنتشر فيها حقول نفطة واسعة تساهم في تأمين مليارات الدولارات لدعم المداخيل الحكومية.
وتسعى القوى الشيعية الثلاث في البصرة الى فرض السيطرة كل في مضماره بحيث يمسك حزب الفضيلة بالاجراءات الامنية الخاصة بشركة نفط الجنوب فيما يفرض المجلس الاعلى سيطرته على القوى الامنية في موازاة وجود فاعل لجيش المهدي الميليشيا التابعة للتيار الصدري.
وتقع البصرة التي تبلغ مساحتها 19070 كيلومترًا مربعًا على رأس الخليج العربي ووصفت بانها ثغر العراق وهي المنفذ الوحيد له للاتصال بالعالم الخارجي بحرا عبر ثلاثة خطوط ملاحية عالمية عن طريق ميناء ام قصر وميناء الفاو وترتبط جوا مطارها الدولي الحديث مع مختلف عواصم العالم.. كما ترتبط بخمسة طرق برية منها اربعة للسيارات والخامس طريق للقطار السريع وبطريقين نهريين بالعاصمة ومحافظات البلاد الاخرى عبر نهري دجلة والفرات. وتصدر البصرة التي يقطنها حوالي المليوني نسمة أكثر من 1.5 مليون برميل من النفط يوميا تمثل جزءا رئيسيا من ايرادات الحكومة المركزية.