واشنطن: إقتربت المعركة السياسية بين الرئيس الأميركي جورج بوش وخصومه الديمقراطيين في الكونغرس حيث ستبدأ أولى جولاتها بعد العطلة هذا الأسبوع لتحديد مصير الإستراتيجية الأميركية في العراق. ويعود الكونغرس من عطلته الصيفية ليبدأ اسبوعًا من جلسات الاستماع للتمهيد لتقرير بوش الحساس حول الحرب والمتوقع ان يصدر في 15 ايلول/سبتمبر.وفي الاسبوع الذي يبدأ في التاسع من ايلول/سبتمبر، سيمثل كل من الجنرال ديفيد بترايوس والسفير الاميركي في بغداد ريان كروكر امام الكونغرس للادلاء بشهادة قد تكون الاهم التي يستمع إليها الكونغرس منذ اعوام.

ومن اهم القضايا التي ستشعل المعركة بين الطرفين استراتيحية بوش بارسال 28500 جندي أميركي إضافي إلى العراق بعد اربع سنوات من الحرب التي تثير استياء الأميركيين، وأدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 3700 جندي أميركي وعشرات الآلاف من المدنيين.

ويرغب بوش في تمديد فترة بقاء القوات الاضافية حتى مطلع العام المقبل، إلا أن الديمقراطيين سيحاولون مرة اخرى اجباره على اعادة معظم القوات المقاتلة قبل ذلك.ويقول بوش ان هناك مؤشرات اكيدة بان الاستراتيجية ادت الى تخفيف العنف في العراق، بعد ان بدأت العشائر السنية بمواجهة تنظيم القاعدة في محافظة الانبار.وصرح بوش الثلاثاء quot;ان قواتنا تشهد تقدمًا على الارضquot;.وتساءل quot;هل سيسحب زعماء (الجنود) المنتخبين البساط من تحت اقدامهم في الوقت الذين يحققون فيه تقدمًا ويغيرون الديناميات على الارض في العراق؟quot;

ويشن الجمهوريون حملة اعلامية واسعة من خلال اعلانات تلفزيونية وتصريحات لكبار المسؤولين والمعلقين، وكذلك من خلال تقييمات حول التقدم العسكري من اكاديميين زاروا الجنرالات الاميركيين في العراق.وتحدث مايكل غيرسون المسؤول السابق عن كتابة خطابات الرئيس الاميركي الاسبوع الماضي في مقال في صحيفة quot;واشنطن بوستquot; عن quot;موسم أمل في العراقquot;.وقال quot;قبل اشهر قليلة، كان القول السائد هو أن العراق يخوض غمار حرب اهلية متصاعدة. الا ان تلك المزاعم لم تعد حقيقيةquot;.

غير ان الديمقراطيين بمن فيهم الطامحون في الحصول على ترشيح الحزب لانتخابات الرئاسة، يقولون انه وان انخفض مستوى العنف، الا ان ذلك موقتًا فقط، محذرين من ان القوات الاميركية عالقة في حرب اهلية.

وعلى الرغم من سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس، الا انهم اخفقوا مرارًا في اجبار بوش على القبول بجداول زمنية لسحب القوات الاميركية مطلع العام المقبل.ويحاول ديمقراطيون بارزون الان ادانة سياسة بوش باستخدام كلمات بوش نفسه الذي قال إن استراتيجية زيادة عديد القوات تهدف الى تعزيز الاصلاح السياسي في البلد المضطرب.

ويقول مايكل اركوري عضو الكونغرس الديمقراطي عن نيويورك quot;كان الهدف من زيادة عديد القوات منح الحكومة (العراقية) الوقت والفرصة للتفاعل والتوافق الا ان ذلك لم يحدث، فقد اهدروا الوقت الذي منح لهمquot;.وقال ديمقراطي بارز ان جلسات هذا الاسبوع ستشكل quot;استمرارًاquot; للضغط قبل ادلاء كل من بترايوس وكروكر بافاداتهما.

وستعقد الثلاثاء والاربعاء ثلاث جلسات استماع في مجلسي النواب والشيوخ لبحث تقرير مكتب المحاسبة الحكومي الذي نقلت الصحف انه قال إن الحكومة العراقية لم تحقق التقدم الذي طلبه الكونغرس.وسيستخدم الديمقراطيون التقرير لاتهام البيت الابيض برسم صورة مشرقة كاذبة للاحداث في العراق.

وفي وقت لاحق من الاسبوع سيقدم القائد الاميركي السابق في اوروبا الجنرال جيمس جونز تقريرًا للمشرعين حول وضع القوات العراقية.وعلى الرغم من الاستياء المتزايد والمشاكل السياسية الا ان بوش ومساعديه دافعوا بقوة عن سياسة رفع عديد القوات في العراق، ويبدو انهم مقتنعون بأن تهديد انشقاق اعداد كبيرة من الجمهوريين قد انخفض.

ونظرا لان الديمقراطيين لا يملكون سوى غالبية ضئيلة في مجلس الشيوخ، ولان قوانين المجلس تشترط هامش 60 صوتًا لتمرير اي قانون رئيس، يتعين على الديمقراطيين كسب تأييد الجمهوريين المترددين لاجبار بوش على تغيير سياسته.وحتى الان انشق عن بوش عدد قليل من اعضاء الكونغرس الجمهوريين.

الا ان السناتور الديمقراطي البارز جوزف بيدن قال quot;اعتقد اننا سنرى جولات من الان وحتى بداية تشرين الثاني/نوفمبر قبل ان نصل الى مرحلة الاقتراب من الحصول على غالبية الستين صوتًا في مجلس الشيوخ الاميركيquot;.