خلف خلف من رام الله: بينما يتجول قادة وأنصار حركة (حماس) في قطاع غزة بحرية ويعقدون المؤتمرات الصحافية، يجد أنصارهم في الضفة الغربية أنفسهم ملاحقين ومستهدفين من أجهزة الأمن الفلسطينية، والجيش الإسرائيلي، وهو ما يدفعهم لاتخاذ الحذر والحيطة، والتوجه للعمل السري، وأيضا التقليص من تحركاتهم ونشاطاتهم قدر المستطاع على جميع المستويات، حتى أنها باتت شبه معدومة بعض المدن مثل نابلس ورام الله منذ سيطرة حماس على غزة يونيو الماضي.
وبحسب إحصائية أوردتها حركة (حماس) في الضفة في بيان لها، فأنه حتى تاريخ اليوم الموافق 2/1/ 2008 تعرضت الحركة إلى 1527 حالة اختطاف سياسي شملت القادة والأبناء والمؤيدين لها، وطالت أعضاء بلديات ولجان زكاة وشيوخ وأساتذة ومهندسين وأطباء وإعلاميين وطلبة جامعات ومدارس.
ومن المعتقلين من أنصار حماس الذين تم الإفراج عنهم- بحسب البيان-quot;336 مُختطف أعاد الاحتلال الإسرائيلي اعتقالهم مُباشرة خلال أقل من شهر بُعيد خروجهم من سجون السلطة، و175 مُختطف أدخلوا المستشفيات جراء التعذيب معهم و183 مُختطف تكرر اختطافهم أكثر من مرة على يد الأجهزة الأمنية في الضفةquot;.
وقالت حماس: quot;وما زال رهن الاعتقال السياسي حاليا أكثر من 170 معتقل منهم من تجاوز الأربعة أشهر في زنازينها إلى جانب مئات الحالات من الإستدعاءات اليومية لرجال ونساء الحركة بالضفةquot;. وتابعت الحركة في بيانها: quot;حماس بالضفة تتعرض لحرب استئصال مُمنهجة جداً تقودها أمريكا وإسرائيل وسلطة فتح في رام الله بحيث تشترك هذه الأطراف مجتمعة في مهمة التنسيق الأمني اليومي من أجل اجتثاث الحركة وصوتها وأدوات عملها بالضفةquot;.

وبالإضافة لوجود العشرات من أنصار حركة (حماس) في الضفة في سجون السلطة، تمت عمليات مداهمة وإغلاق للعديد من المكاتب والمؤسسات الاجتماعية والإعلامية التي تتبع للحركة أو مقربة منها، منذ سيطرة حماس على غزة منتصف العام الماضي، وأوضحت حماس في بيانها أنه إلى جانب الاعتقالات بصفوف أنصارها، هناك إغلاق لكلّ مؤسسات ومراكز الحركة الخيرية والإجتماعية والإعلامية والثقافية والتربوية سواء عن طريق فتح أو الجيش الإسرائيلي. كما تحدثت الحركة في البيان عن ما صفته بحملات التطهير والإقصاء الوظيفي في وزارات ودوائر السلطة المختلفة وتحديداً في الوظائف العليا والمتوسطة.
وفي موازاة ذلك، كانت القوة التنفيذية وكتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) شنت حملة اعتقال واسعة في صفوف أنصار حركة (فتح) في قطاع غزة، وذلك تحت بند منعهم من أثارة الفتن والشغب.
ورأت (فتح) في بيان عديدة لها أن هذه الحملة استهداف مباشر لذكرى انطلاقتها المسلحة الـ (43) والتي تصادف مطلع العام الحالي، وتعرضت العديد من المؤسسات والمقرات تابعات لحركة (فتح) للمداهمة والتفتيش واعتقال بعض المتواجدين بداخلهن خلال اليومين الماضيين، وقال شهود عيان إن مقر حركة (فتح) في إقليم غرب غزة الواقع في شارع النصر داهمته عناصر من القوة التنفيذية التابعلة لوزارة الداخلية المقالة في حكومة (حماس)، ونهبت محتوياته من أرشيف وأثاث مكتبي وأجهزة كمبيوتر.
كما اتهمت حركة (فتح) قادة (حماس) في غزة بإعطاء أوامر مباشرة لاستهداف المنازل التي ترفرف فوق أسطحها رايات تعبر عن المناصرة لها في ذكرى انطلاقتها، وأشارت الحركة إلى أن عناصر من حماس قاموا باقتحام بعض المنازل التي تضع رايات وأجبروها على انزلها تحت تهديد السلاح.
ويذكر أن الأراضي الفلسطينية كانت شهدت بداية ومنتصف العام الماضي 2007 أعنف المواجهات الدموية بين أنصار الحركتين وراح ضحيتها العشرات من المواطنين، وفشلت لغاية الآن جميع الدعوات والمبادرات لإعادة الحوار بينهما، ويطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والذي يشغل أيضا منصب القائد العام لحركة (فتح) بشرطين رئيسين لبدء حوار مع (حماس)، وهما اعتذار وتراجع الأخيرة عن انقلابها في قطاع غزة، وكذلك قبولها بإجراء انتخابات مبكرة.