إيمان العلمي من غزة: رغم أن زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش انتهت في الأراضي الفلسطينية واسرائيل، إلا أن الحديث عنها لايزال قائما، سواء حول نتائجها أو حيثياتها وكذلك عن تداعياتها المستقبلية. وعبر الكثير من الفلسطينيين عن استيائهم الشديد من تجاهل الرئيس الأميركي زيارة ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والذي يقع في قلب مقر المقاطعة بمدينة رام الله بالضفة الغربية حيث التقى فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ولكن اللافت للنظر ان الرئيس بوش في ختام زيارته لاسرائيل بدا دامع العينين لدى زيارته نصب ياد فاشيم لضحايا المحرقة اليهودية في القدس في اطار الزيارة الرسمية التي اختتمها الخميس لاسرائيل والضفة الغربية. وحضر بوش الى نصب ياد فاشيم برفقة الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء ايهود اولمرت ورئيس ياد فاشيم تومي لابيد، كما شاركت في الزيارة وزيرتا الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني والاميركية كوندوليزا رايس.

وبررت مصادر رسمية فلسطينية هذا الإجراء كونها لم تتدخل في أي إجراءات تخص زيارته (بوش)، في الوقت الذي تولى فيه مكتب الرئيس الفلسطيني التحضير الكامل لحفل الاستقبال الذي أقيم في المقاطعة . وشهد ضريح الرئيس الراحل عرفات الذي تحول الى مزار يؤمه الفلسطينيون يوميا لاعتبارهم الرئيس عرفات رمزا لهم ولتضحياتهم، زيارات عديدة للكثير من المسؤولين والرؤساء الذين زاروا المقاطعة، لكنه على عكس تماما لم يمر الرئيس الاميركي بضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات داخل المقاطعة والذي يعتبره الفلسطينيون رمزا لنضالهم الطويل.

وكان عرفات توفي في العام 2004 اثر اصابته بمرض غامض بعد ان تمت محاصرته من قبل القوات الاسرائيلة لثلاث سنوات مع تعرض كل البنايات داخل المقاطعة لتدمير كامل. ويؤكد الفلسطينيون أن اسرائيل متورطة بشكل كبير في تسميم الرئيس عرفات بعد ان عجزت عن قتله عسكريا.

ويرى الفلسطينيون أن تجاهل الرئيس بوش لضريح عرفات فإنه يتجاهل تضحيات الشعب الفلسطيني، لأنه رمز تاريخي للنضال الفلسطيني، في حين رأى آخرون أنهم لا يرحبون بزيارة الرئيس الاميركي بوش لفلسطين أو حتى ضريح عرفات لأنه يمثل رمزا من رموز الامبريالية العالمية. ولم يتوقف الرئيس بوش عند وصوله الى مقر السلطة الفلسطينية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، امام الضريح المقام لعرفات في باحة المقاطعة كما يفعل كل المسؤولين الاجانب.

يذكر أن الرئيس عباس دشن العام الماضي في باحة المقاطعة نصبا تذكريا لياسر عرفات، وضم اضافة الى قبر عرفات الذي تم تصميمه بطريقة تسمح بنقله الى مدينة القدس في اي وقت بناء على وصيته، متحفا يحوي مقتنيات عرفات، وكذلك مسجدا.

وشيدت منارة ارتفاعها 30 مترا قرب الضريح توجه ليلا وباستمرار شعاع ليزر باتجاه القدس حيث اراد عرفات ان يدفن. ويبلغ طول واجهة الضريح 11 مترا وعرضها من الداخل 11 مترا وهي تتناسب مع تاريخ 11 تشرين الاول/اكتوبر، تاريخ وفاة عرفات.

ويضم الضريح متحفا عرضت فيه مقتنيات الرئيس الراحل من كوفيات وبزات عسكرية ومسدسات وهدايا تلقاها من زعماء دول مختلفة. ويضم ايضا سريره المتواضع الذي كان يستخدمه عند اصابته بالمرض الغامض الذي ادى الى وفاته واتهم الفلسطينيون اسرائيل ورئيس وزرائها حينئذ آرييل شارون بالتسبب به.