واشنطن: خرج مرشح الحزب الديمقراطي السيناتور باراك أوباما من سباق quot;الثلاثاء الكبيرquot; فائزاً بالرغم من حصوله على عدد اقل من الوفود الانتخابية مقارنة بمنافسته السيناتور هيلاري كلينتون فيما خالف السباق بين الجمهوريين التوقعات ولم يحسم السيناتور جون ماكين حق الترشح عن الحزب بالرغم من التوقعات السابقة التي صبت في صالحه.

فعلى الجبهة الديمقراطية منح فوز اوباما ب 13 ولاية مقابل 9 ولايات لكلينتون زخما كبيرا لحملة السيناتور الشاب (46 عاما) الذي يسعي لأن يكون اول رئيس اسود للولايات المتحدة لاسيما في ظل تفوقه على السيناتور كلينتون في اجمالي الاموال المتاحة لحملته الانتخابية على نحو سيمكنه من بث المزيد من الاعلانات والدعاية الانتخابية التي قد تؤتي ثمارها في الجولات الانتخابية اللاحقة.

وتمكن اوباما من جمع تبرعات قدرها 32 مليون دولار خلال شهر يناير الماضي مقابل نحو 5ر13 مليون دولار للسيناتور كلينتون ما دفعها الى طلب عقد 4 مناظرات تليفزيونية مع اوباما قبل الرابع من مارس القادم لضمان الحصول على اعلانات مجانية في محطات التليفزيون المختلفة لتجاوز هامش التفوق المادي لاوباما.

وتحتفظ كلينتون بتفوق في عدد الوفود الانتخابية على اوباما حيث حصلت في انتخابات الامس على 582 وفدا مقابل 485 وفدا لاوباما بفضل فوزها في ولايات كبيرة مثل كاليفورنيا ونيويورك ونيوجيرسي بالرغم من فوز اوباما في عدد اكبر من الولايات لاسيما في مناطق الوسط التي اكتسح فيها كلينتون فيما فازت هي بدورها بغالبية ولايات الشمال الشرقي واقتسم المرشحان ولايات الجنوب.

ونظرا لقواعد احتساب الوفود الانتخابية في الحزب الديمقراطي التي تنص على اقتسام الوفود وفقا لنسب التصويت فقد احتفظت كلينتون بالتفوق لناحية عدد الوفود التي حصلت عليها بالرغم من خسارتها في 13 ولاية حيث حصلت على نسب من الوفود في كل ولاية من هذه الولايات الى جانب فوزها بالولايات الكبرى التي منحتها ميزة هائلة على اوباما.

وحصلت كلينتون على تأييد الأميركيين من اصول لاتينية ما منحها تفوقا في ولايتي كاليفورنيا واريزونا غير ان المفاجأة غير المتوقعة حتى الأن تمثلت في عدم حسمها ولاية نيومكسيكو التي تضم اكبر نسبة من الناخبين من اصول لاتينية وذلك بعد فرز نسبة 92 في المئة من الاصوات.

وتحظى كلينتون وفقا لما اظهرته نتائج انتخابات الامس بتأييد النساء والناخبين الاكبر سنا والاقل دخلا وذوي الاصول اللاتينية والاسيوية فيما يحظى اوباما بتأييد ساحق بين الأميركيين السود وصغار السن ونسبة متزايدة من الدعم بين الرجال البيض والفئات الاكثر تعليما والمستقلين وبعض الجمهوريين.

وفي تعليقها على انتخابات الامس اعربت كلينتون في كلمة بين مؤيديها في مقرها الانتخابي بمدينة نيويورك عن quot;تطلعها الى مواصلة حملتها والنقاش الدائر حاليا حول كيفية جعل الولايات المتحدة افضل للاجيال القادمةquot; فيما ركز اوباما في كلمته بمقره الانتخابي في مدينة شيكاغو على ان quot;التغيير قد حان في أميركاquot;.

وتوقع محللون هنا ان يستمر السباق بين المتنافسين الديمقراطيين لاسابيع قادمة مع امكانية تحسين اوباما لموقفه لناحية عدد الوفود الانتخابية بحوزته غير انه من غير المرجح ان يحسم اي منهما السباق بشكل كامل قبل اجتماع الحزب في شهر يونيو القادم لاسيما وان الفوز بحق الترشح يحتاج جمع 2025 وفدا لاي مرشح وهو ما يبدو صعبا في ظل التقارب الشديد بين المتنافسين.

وعلى الجانب الجمهوري من السباق لم يتمكن السيناتور جون ماكين من حسم الفوز بشكل نهائي لصالحه غير انه احتفظ بمقدمة السباق وجمع اكبر عدد من الوفود الانتخابية حيث حصل على 516 وفدا مقابل 207 وفود لحاكم ماساشوستس السابق ميت رومني و142 وفدا لحاكم اركانساس السابق مايك هاكبي.ويحصل المرشح الجمهوري الفائز بالولاية على كامل الوفود الانتخابية في غالبية الولايات ويتطلب الفوز بالسباق الحصول على 1191 وفدا انتخابيا.

ويحتفظ ماكين بفرصة قوية للفوز بالسباق بعد توسيع الفارق مع اقرب منافسيه لاسيما بعد فوزه بالولايات الكبرى مثل نيويورك وكاليفورنيا فيما اعتبر محللون ان اداء هاكبي القوي لاسيما في ولايات الجنوب كان مفاجئا للجميع.

وارجع محللون هنا فشل ماكين في حسم السباق بشكل نهائي في انتخابات الامس الى عدم حصوله على تأييد المحافظين في الحزب الجمهوري الذين انقسمت اصواتهم بين هاكبي ورومني على نحو ساعد ماكين لاسيما في ظل حصوله على تأييد المعتدلين والليبراليين في الحزب.

ويركز المتنافسون الجمهوريون ابصارهم حاليا على ولايتي لويزيانا وكانساس فيما يشترك معهم المتنافسان الديمقراطيان في الاهتمام بولايتي فيرجينيا وميريلاند ومقاطعة كولومبيا التي تعقد انتخاباتها الاسبوع القادم للحزبين الا ان عامل الحسم الاكبر لدى كلينتون واوباما قد يظل لدى ولايات تكساس واوهايو وبنسلفانيا التي تضم عددا كبيرا من الوفود الانتخابية وتعقد انتخاباتها في شهري مارس وابريل القادمين.