واشنطن: توعك عشرات من الجنود الأميركيين في قواعد عسكرية في العراق، بسبب استخدام مياه quot;غير مراقبة وغير آمنة quot; يقوم بإمدادها لهذه القواعد الجيش الأميركي وشركة تعهدات، امتلكتها في السابق شركة لنائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، وفق ما قالته لجنة رقابية داخلية في وزارة الدفاع الأميركية.

ووفق التقرير الذي تحصلت وكالة أسوشيتد برس على نسخة منه، أعلن أن الجنود المتوعكين أصيبوا بالتهابات جلدية وبثور وإسهال حاد وعوارض صحية أخرى بعد استخدامهم مياه ملوّثة لأغراض النظافة الشخصية وغسل الملابس في خمس قواعد عسكرية في العراق.

تقرير المفتش العام في وزارة الدفاع والمتوقع نشره الاثنين على أقرب ترجيح، كان قد كشف النقاب عن مشاكل في نوعية المياه بين مارس/آذار 2004 وفبراير/شباط 2006 في ثلاثة مواقع تديرها شركة التعهدات KBR Inc. وبين يناير/كانون الثاني 2004 وديسمبر/كانون الأول 2006 في موقعين عسكريين أميركيين.

وبحسب ما جاء في التقرير فإنه يصعب الربط بين جميع أسباب التوعك والمياه الملوثة، إلا أنه أشار (التقرير) إلى أن نوعية المياه التي تزودها شركة KBR quot;لا تتوافق ومعايير نظافة مياه الحقولquot; كما أن المواقع التي يديرها الجيش الأمريكي quot;فشلت في إجراء اختبارات النوعية المطلوبة، وتسجيل ببيانات ذلك والاحتفاظ بها.quot;

وأوضح التقرير أن شركة التعهدات KBR اتخذت ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2006 إجراءات تقويمية وبدأت بتوفير المياه المناسبة، إلا أن وحدتين عسكريتين في موقعين تمدهما الشركة بالمياه، فشلتا في فحوص نوعية المياه المتوفرة في ذلك الوقت.

وخلص التقرير أنه quot;لهذه الأسباب، فإن مزودي المياه عرضوا القوات الأمريكية لمياه غير آمنة وغير مراقبة.quot; أما المنشآت التي تمدها KBR بالمياه، فهي معسكر quot;أر رماديquot; ومعسكر quot;كيو وستquot; ومعسكر quot;فيكتوريquot;، بينما المواقع العسكرية الأخرى فهي منطقة الدعم اللوجستي quot;أناكونداquot; ومعسكر quot;عليquot;.

ونقلت وكالة اسوشيتد برس أن تقرير المفتش العام في البنتاغون جاء ليدعم تقريرها حول تلوث للمياه في بداية عام 2006، كما طرح حينها تفاصيل إضافية حول حجم المشكلة في القواعد العراقية.

ففي يناير/كانون الثاني من ذلك العام، كشفت مقابلات ووثائق داخلية في معسكر quot;أر رماديquot; أن موظفي KBR لم ينجحوا في إقناع الشركة على إخطار المقيمين في تلك القاعدة. وإثر ذلك رفضت شركة quot;هاليبرتونquot; التي كانت حينها الشركة الأم لـKBR مزاعم تقرير وكالة أسوشيتد برس، بالرغم من أنه استند إلى مقابلات موثقة مع موظفيها عبر رسائل إلكترونية داخلية.

وفي مارس/آذار 2006 تحصلت الوكالة على تقرير داخلي لهاليبرتون يكشف أنه في لحظة ما كادت الشركة وبسبب تلوث المياه أن تتسبب في وقوع quot;مرض جماعي أو وفياتquot; في معسكر quot;أر رماديquot;.

يُذكر أن تشيني كان قد ترأس شركة هاليبرتون عملاق شركات خدمات النفط، في وقت اشتكى الديمقراطيون فيه من أن KBR استفادت من ارتباطها السابق بنائب الرئيس.

يُشار أيضاً إلى أن مهام KBR تقوم على تزويد المياه المعالجة للقوات الأميركية بموجب عقد دفاعي مهم يشمل أيضاً توفير تجهيزات سكنية والطعام للقوات الأميركية في العراق وأفغانستان والكويت وجيبوتي وجيورجيا.