صور : يسود قلق وخوف بين اهالي المناطق التي استهدفتها اسرائيل بقصف مدمر صيف عام 2006 خشية تجدد الحرب مما دفعهم الى اتخاذ تدابير وقائية واعتماد quot;سيناريوات طوارىء quot; خصوصا منذ تهديد حزب الله الدولة العبرية ب quot; حرب مفتوحة quot; ثارا لاغتيالها احد ابرز قادته العسكريين.وكانت اسرائيل قد شنت صيف عام 2006 عدوانا واسعا على حزب الله تركز خصوصا على معاقله في المناطق ذات الغالبية الشيعية في جنوب لبنان وسهل البقاع ( شرق ) وضاحية بيروت الجنوبية .


واستمرت هذه الحرب الاسرائيلية على لبنان 33 يوما اسفرت فيها عن مقتل نحو 1200 شخص غالبيتهم من المدنيين اضافة الى خسائر مادية بمليارات الدولارات، وذلك بذريعة اسر الحزب الشيعي اثنين من جنودها.ويؤكد مصدر امني في مدينة صور الساحلية (جنوب) ان طلب جوازات السفر تضاعف ثلاث مرات منذ ان هدد امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله منتصف الشهر الماضي اسرائيل ردا على اغتيالها قائده عماد مغنية في دمشق وتفاقم بعد وصول المدمرة الاميركية كول اواخر شباط الى المياه الدولية قبالة لبنان.


وقال المصدر quot;بعد هذه المستجدات بدانا نتلقى يوميا ما بين 300 و400 طلب فيما كان عدد الطلبات قبل ذلك يتراوح بين 50 و75 طلب يومياquot; لافتا الى ان عائلات باكملها تطلب الجوازات لكل افرادها.وفي مدينة بعلبك في شرق لبنان تقدر مصادر الامن العام ان quot;نسبة استصدار جوازات السفر ارتفعت نحو 30 %quot;.تنتظر ندى خشاب (24 عاما) دورها بجانب مكتب الامن العام في صور لتحصل على جواز سفر لها ولولديها.وتقول ندى المقيمة في بلدة المنصوري (جنوب صور) quot;طلب مني زوجي الذي يعمل في الكونغو (افريقيا) ان الحق به مع الاولادquot;.ويحمل محمد جعفر (54 عاما) اربعة جوزات سفر بيده لزوجته واولاده الثلاث. ويقول quot;اعصابنا لم تعد تحمل تكرار تجربة تموز التي كانت صعبة جداquot;.


ويسعى جمال فنيش (55 عاما) من بلدة معروب الجنوبية للحصول على جوازات سفر لزوجته واولاده الاربعة ويقول quot;هذا من باب الاحتياط. اذا ضربت اسرائيل مجددا نستطيع ان نهرب لنقيم عند ولدي المتزوج في ابو دبيquot;.ولا تقتصر الاجراءات الوقائية على طلب جوازات السفر بل تتعداها الى تامين منازل في مناطق قد يوفرها القصف.ويقول محمد ابو حسن (43 عاما) من بلدة القليلة الحدودية quot;توجهت امس الى صيدا لاستاجر شقة لعائلتي فالقليلة كانت من اهداف الطيران الاسرائيلي المميزة في تموز (يوليو)quot;.واتصل علي رياض سلمان (51 عاما) بمالك منزل في عالية كان قد اقام فيه خلال الحرب الماضية.ويقول quot;اريد ان استاجره لفترة ثلاثة اشهر عسى الصورة تتضح خلال هذه الفترةquot;.


بالمقابل يصر عصام حب الله (52 عاما) على البقاء في صور رغم الخوف بسبب التوترات المذهبية التي برزت مؤخرا من جراء الازمة المستمرة بين الاكثرية والمعارضة.ويقول quot;لم نعد نستطيع ان نتوجه الى مناطق السنة او الدروز حيث لجأ معظمنا صيف عام 2006 وسابقى هناquot;.وفي مدينة بعلبك تشهد مؤسسات بيع المواد الغذائية تهافتا quot;غير معهودquot;.ويؤكد عامل في سوبر ماركت النور quot;ان نسبة المبيع ارتفعت 70%quot;.


ويقول ابو علي بلوق (70 عاما) وهو متقاعد ولديه خمسة اولاد quot;استاجرت منزلا في بلدة مسيحية خارج بعلبك لانتقل اليه اذا دعت الحاجة واندلعت حرب متوقعةquot;.ويعكف محمد عيسى على تصليح سيارة في مرابه على طرف مدينة بعلبك ويقول quot;يقع منزلي ومنزل اهلي قرب مراكز لحزب الله. امنت جوازات سفر للجميع لاهرب الى تركيا اذا اندلعت الحربquot;.


وتقر بعض الاطراف السياسية بطريقة ضمنية بوجود موجة خوف وان اعتبرتها في غير محلها.فقد لفتت كتلة التحرير والتنمية بقيادة الرئيس نبيه بري زعيم حركة امل الشيعية في بيان صدر الاثنين اثر اجتماعها الاسبوعي الى ان quot;التحليلات التي كثرت اخيرا في شان الاوضاع في المنطقة لا سيما في الجنوب والبقاع مملؤة بالمغالطات والمبالغات التي لا تصب في مصلحة الوطنquot; مؤكدة quot;ان موجة الهلع في غير محلهاquot;.


ورات كتلة الاصلاح والتغيير التي يتزعمها النائب المعارض ميشال عون في بيان مماثل ان quot;الكلام الذي نسمعه ويتكرر هذه الفترة عن حرب وحروب فيه الكثير ان لم يصب كله في خانة التهويلquot;.وكتبت صحيفة السفير اللبنانية المعارضة الثلاثاء في احد تحليلاتها quot;المواطنون مسكونون بهاجس القلق ويتصرفون كان الحرب واقعة حتما وبالتالي يستعدون لها عبر وضع خطط طوارىء تقضي اما بتجهيز جوازات السفر والحصول على تاشيرات واما باستئجار منازل بعيد عن خطوط الجبهة المفترضة، واما بتعديل الاولويات الشخصية والمعيشية لتامين مقتضيات الصمودquot;.