نتنياهو: ما نحتاجه هو سلام اقتصادي مع الفلسطينيين
تقديرات إسرائيلية: التسوية الدائمة ستقود حماس للحكم في الضفة

خلف خلف من رام الله: يتضح من إحدى الفرضيات في الوثيقة التي أعدتها شعبة التخطيط في هيئة الأركان الإسرائيلية العامة بناءاً على طلب الإدارة الأميركية أن التسوية الدائمة بين إسرائيل والفلسطينيين ستؤدي إلى صعود حماس إلى الحكم بطريقة ديمقراطية في الضفة الغربية. وحسب الوثيقة التي نشرت مقتطفات منها اليوم الأحد سيستدعي الأمر من إسرائيل الحرص على ترتيبات أمنية مشددة على نحو خاص، تعطي إجابة للنار الصاروخية على إسرائيل من الضفة أيضا. وتفصل الوثيقة المواقف الإسرائيلية بالنسبة للترتيبات الأمنية بين إسرائيل والدولة الفلسطينية في التسوية الدائمة، وستعرض في الأيام القريبة القادمة على الجنرال الأميركي جيمس جونز الذي يعمل في المنطقة هذه الأيام كمبعوث لوزيرة الخارجية الأميركية. وهذه هي المرة الأولى التي تكون فيها إسرائيل مطالبة بأن تعرض على الإدارة الأميركية وثيقة مواقف بشأن الترتيبات الأمنية في مرحلة التسوية الدائمة، المرحلة الثالثة من خريطة الطريق.

ومن جانبه، حذر زعيم المعارضة في إسرائيل بنيامين نتنياهو اليوم أيضا من خطر ما اسماه quot;إنشاء قاعدة لحركة حماس في الضفة الغربية في حال انسحاب إسرائيل منهما. وبين نتنياهو أنه أبلغ وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي اجتمع معها اليوم في القدس أنه لا ينوي تأييد فكرة إناطة موضوع أمن إسرائيل بجهات ثانوية قائلا: quot;إن ما نحتاجه الآن هو سلام اقتصادي مع الفلسطينيينquot;. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن نتنياهو قوله: quot;أن المضي قدما في عملية السلام سيتسنى بعد إثبات الفلسطينيين قدراتهم على مواجهة المسائل الأمنيةquot;.

ومن ناحيتها، نقلت صحيفة يديعوت عن ما أسمتها مصادر رفيعة المستوى في جهاز الأمن الإسرائيلي إيضاحها أن وزير الأمن ايهود باراك وجه رجال شعبة التخطيط الذين اعدوا الوثيقة لإدخال الدروس الأمنية والعسكرية التي استخلصت في إسرائيل في أعقاب فك الارتباط عن قطاع غزة. وتقول الصحيفة: quot;الاستعدادات لاحتمالات نار صاروخية من الضفة ndash; سواء من خلال تجريد مناطق من السلاح أم من خلال حصر القوة العسكرية الفلسطينية ndash; هو احد دروس فك الارتباطquot;.

وفي اللقاء الذي أجراه وزير الأمن الإسرائيلي إيهود باراك مؤخراً مع الجنرال جونز، قال باراك إن الترتيبات الأمنية يجب أن تتناول وتعطي إجابة لإمكانية أن تسيطر جهة معينة مثل حماس بشكل ديمقراطي على السلطة الفلسطينية. ويتبع الجنرال جونز وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس مباشرة. حيث كلف بعد مؤتمر انابوليس بإعداد وثيقة تلخص مواقف الولايات المتحدة بالنسبة للترتيبات الأمنية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في التسوية الدائمة.

ويعتبر جونز هو أعلى الجنرالات الثلاثة الأميركيين الذين يقومون في المنطقة بمهامات بتكليف من الإدارة الأميركية ويعالجون تطبيق خطة خريطة الطريق. حيث أن الجنرال وليام فرايزر يفحص تطبيق خريطة الطريق من قبل الطرفين ويوزع quot;علاماتquot; على الإسرائيليين والفلسطينيين في التقارير التي يبعث بها إلى وزارة الخارجية الأميركية. أما الجنرال سيريل دايتون فيعنى بتدريبات الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

في هذه الأثناء، اعتبرت حركة حماس اليوم الأحد أن لقاء وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس ورئيس حكومة تسير الأعمال الفلسطينية سلام فياض ووزير الأمن الإسرائيلي إيهود باراك، هو لقاء أمني يهدف إلى تعزيز التنسيق الأمني quot;الأميركي _ الإسرائيلي _ الفلسطينيquot;.

وبحسب الناطق الرسمي باسم الحركة سامي أبو الزهري فأن الهدف من اللقاء هو quot;ضرب قوى المقاومة في الضفة الغربية، والتحضير لجولة جديدة من الحرب على غزةquot;، واضاف أبو زهري: quot;وهذا هو أبرز أهداف رايس من جولتها الحالية في المنطقة، والتي تهدف لجانب ما سبق إلى محاولة إنعاش مسيرة التسوية، وإعطاء انطباع وهمي بأن هناك نجاح ما، هذا إلى جانب ضمان قطع الطريق أمام أي توافق فلسطينيquot;.

وأشارت حماس في بيانها أن quot;إعلان الخارجية الأميركية بأن هناك وعوداً إسرائيلية لإزالة 50 حاجزاً هي بمجرد أكاذيب لا أساس لها من الصحة، فالحديث يجري عن رفع حاجز واحد فقط على المدخل الجنوبي لمدينة أريحا، أما الحواجز الأخرى التي يتحدثون عنها فهي مجرد سواتر رملية حول بعض القرى والمدن الفلسطينية ليس أكثرquot;.