طلال سلامة من روما: هاجم رومانو برودي، أثناء إلقاء كلمة وداع له في مؤتمر الحزب الراديكالي الإيطالي، سيلفيو برلسكوني الذي سيخلفه في إدارة البلاد متهماً الأخير بأن ائتلاف الوسط اليميني ساهم في مضاعفة مخاوف ايطاليا، في المدة الأخيرة. ويشير برودي الى أن الصادرات الإيطالية هي محور القوة للاقتصاد المحلي بيد أن ايطاليا مليئة بالمخاوف وليس بسبب التحديات الدولية فحسب إنما نتيجة ما يحصل على الساحة الداخلية. هذا ولا تستطيع ايطاليا المضي قدماً في الإقرار بإصلاحات تتحكم بها المخاوف التي تصاعدت حدتها أثناء الحملة الانتخابية الأخيرة التي أسفرت عن فوز برلسكوني وحلفائه. وعلى ايطاليا التغلب على هذه المخاوف والمراهنة على الاندماج بالكامل بالاتحاد الأوروبي.

مع اعتزال برودي للحياة السياسية تغلق حكومة الوسط اليساري صفحة بدأتها في العام 2006 وانتهت اليوم بتشتيت قواها وقطع تواجدها في الحكومة الجديدة، لا سيما بالبرلمان الإيطالي، بصورة لافتة. ويعزي برودي هذه الخسارة الى انهيار التضامن بين التيارات السياسية اليسارية. يذكر أن رومانو برودي شغل منصب رئيس الوزراء مرتين بالرغم من نفوذ وسائل الإعلام المحلية التي تتمتع بتركيبة ترويجية لا تتمتع بها أي شبكة إعلامية أوروبية، خارج ايطاليا. ولم يستطع برودي إنهاء ولاية حكمه لا في تسعينات القرن الماضي ولا اليوم. لذلك، ينبغي على كافة السياسيين الديموقراطيين أن يأخذوا تجربة برودي بعين الاعتبار بهدف إفساح المجال أمام الجيل الجديد ممارسة الحياة السياسية ومواصلة عمل الحكومات الإيطالية السابقة بروح إبداعية.

في الشهور العشرين الماضية، تحمل التيار اليساري مسؤولية إدارة ايطاليا، في حالة طوارئ. ويدعي برودي أن فريقه نجح في تقويض الخلافات مع المفوضية الأوروبية، من جهة، وإنقاذ الاقتصاد الإيطالي من أزمة خانقة، من جهة أخرى. في ما يتعلق بحكومة الوسط اليميني القادمة فيؤكد برودي أن مشاركة برلسكوني وحلفائه في الاتحاد الأوروبي ستختفي شيئاً فشيئاً.