جنيف: شبه المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو سلوك الحكومة السودانية بشأن اقليم دارفور في السودان بسلوك العهد النازي في المانيا.
وقال اوكابو امام جلسة لمجلس الامن quot;لقد شاهدنا هذا السلوك سابقا من قبل الحكومة النازية التي قامت باضطهاد شعبها تحت ستار السيادة الوطنية ثم عبرت قواتها الحدود وقامت بمهاجمة شعوب الدول الاخرىquot;.
ورد مندوب السودان في الامم المتحدة على تصريحات اوكابو ووصفها بالشريرة والخيالية وبأنها تضر بفرص احلال السلام في الاقليم.
وتأتي تصريحات اوكابو امام مندوبي الدول اعضاء مجلس الامن الذين لم يشاركوا في وفد من المجلس يقوم حاليا بزيارة الى الاقليم للاطلاع على الاوضاع الميدانية فيه.
واضاف اوكابو ان كل اجهزة الدولة في السودان مشاركة في ارتكاب جرائم ضد الانسانية في الاقليم وان كل الاقليم اصبح quot;مسرحا للجريمةquot;.
واوضح انه رغم كل وعود حكومة السودانية السابقة وانكارها وقوع جرائم خلال السنوات الخمس الماضية فان quot;ملايين المدنيين كانوا ضحايا مسؤولي الحكومة السودانية بينما كان من المفترض ان يقوموا بحمايتهم، وهؤلاء المسؤولون لا تطالهم يد العدالة الان وامامنا الان فرصة تاريخية للتصدي لهذه الجرائم الكبرىquot;.
وفيما يتعلق بتشبيهه سياسة الحكومة السودانية بممارسات العهد النازي في المانية قال اوكابو quot;ان الحكومة السودانية تحمي المجرمين وليس الضحايا وتنكر وقوع الجرائم وتتستر عليها ومحاولات التنصل من المسؤولية هي احد اوجه الخطة الاجرامية التي تنفذها الحكومة السودانية في الاقليمquot;.
وكرر اوكابو مطالبة مجلس الامن بالضغط على الحكومة السودانية لتسليم مسؤولين سودانيين اتهمتهما المحكمة.
ويرى المراقبون ان اتهام اوكابو لجميع الاجهزة الحكومية السودانية بالاشتراك في الجرائم التي وقعت في دارفور يعني ان المحكمة الجنائية الدولية تشير ضمنا الى تورط مسؤولين سودانيين من اعلى المستويات في هذه الجرائم رغم عدم الاشارة اليهم بالاسم.
واشار اوكابو الى الجيش السوداني والاستخبارات السودانية والجهات القضائية كانت تنسق فيما بينها خلال السنوات الخمس الماضية التي قتل خلالها ما لا يقل عن 200 الف انسان في دارفور.
وكانت الولايات المتحدة قد وصفت ما يحدث في الاقليم بانه حرب ابادة ضد الافارقة السود في الاقليم لكن الامم المتحدة لم تصف ما يحدث في الاقليم بذلك.
من جانب يلتقي وفد مجلس الامن بعدد من اللاجئين من اقليم دارفور ومسؤولين حكوميين محليين واعضاء قوة الاتحاد الافريقي المنتشرة في الاقليم.
وقال مندوب جنوب افريقيا وعضو وفد المجلس ان من واجب اعضاء المجلس الاطلاع على اوضاع سكان الاقليم.
من جانبه صرح وزير خارجية كوستاريكا بان العبر التي اخذناها من اخفاق المجتمع الدولي في وقف الجرائم التي تم ارتكابها في البوسنة ورواندة تشير الى انه كان هناك تساهلا وتراخيا في تطبيق العدالة وهناك الان حالة تعايش مع الجرائم التي وقعت في الماضي.