بيروت: ينهمك عشرات من مناصري حزب الله الاثنين بنصب اقواس النصر ورفع يافطات الترحيب على طرق في جنوب لبنان تؤدي الى قرى تتهيأ لاستقبال ابنائها المحررين من سجون اسرائيل او لاحتضان رفات من قضى منهم في مواجهة الاحتلال.
وبدات اسرائيل الاحد بنبش رفات هؤلاء من quot;مقبرة الارقامquot; تمهيدا لبدء تنفيذ اتفاق التبادل المتوقع الاسبوع المقبل وفق ما اعلنه حزب الله ومسؤولين اسرائيليين.
عند مدخل بلدة ياطر شرق مدينة صور نصب حزب الله قوس نصر يحمل صورة الاسير ماهر كوراني والى جانبها صور ل 20 شهيدا من قرى المنطقة سقطوا جميعهم خلال العدوان الذي شنته اسرائيل صيف العام 2006.
وتعمل جرافات تحمل شعار الهيئة الايرانية لدعم الجنوب على تسوية الطرق الفرعية المؤدية الى منزل كوراني حيث يتوافد الاهالي لتهنئة العائلة بتحرير ابنها.
يستقبل محمد حسن كوراني، 70 عاما، المهنئين براس مرفوع وهو جالس داخل منزله الصغير المتواضع الذي غطي باعلام حزب الله الصفراء والاعلام اللبنانية الحمراء والبيضاء والخضراء.
ويروي كوارني لوكالة فرانس برس كيف اعتقل الاسرائيليون نجله في 29 تموز/يوليو عام 2006 عندما كان يقاتل مع حزب الله في قرية شيحين قرب الناقورة.
ماهر متزوج وله ولد وحيد يبلغ عمره نحو سنتين. يوضح الجد ان اسمه حسن quot;تيمنا بالسيد حسن نصر الله (امين عام حزب الله) وهو لا يعرف والده الذي اعتقل بعد اشهر قليلة على ولادتهquot;.
ويقول quot;على مدى نحو سنتين وانا واثق من عودته. نحن نؤمن بكلام السيد نصر الله وهو الذي قال لنا بعد العدوان لن نترك اسرانا في السجونquot;.
ويضيف quot;القرار بيد المقاومة لانه لديها اسرى (اسرائيليين). كانت اسرائيل تعتدي علينا ونحن لا نرد، لكن المعادلة تغيرت بوجود حزب الله فلم نعد نموت لوحدنا او ناسر لوحدنا، اصبح دمنا غال واغلى من الدم الاسرائيليquot;.
وسبق لكوراني ان فقد حفيدين له في اعتداءات اسرائيلية استهدفت قرى جنوبية قبل نشوء الحزب الشيعي.
ويقول quot;سابقا كان موتنا مجانيا اما اليوم فعندنا رجال ياسرون العدو ويقتلونه عندما يعتدي عليناquot;.
وعلى غرار ياطر ازدانت عيتا الشعب بلافتات الترحيب والاعلام الحزبية واللبنانية.
تبعد عيتا الشعب امتارا قليلة عن الحدود مع اسرائيل. ويسميها الاهالي quot;عاصمة الوعد الصادقquot; على اسم عملية خطف الجنديين الاسرائيليين في 12 تموز/يوليو 2006 والتي تذرعت بها اسرائيل لتشن على حزب الله ولبنان حربا مدمرة استمرت 33 يوما.
انكبت والدة الاسير محمد سرور على توضيب شتلات التبغ في منزلها الذي يقع في وسط القرية.
وتقول صبحية رضا التي تتدلى من عنقها سلسلة تحمل صورة ولدها الى جانب صورة نصر الله quot;فور سماعنا خبر الاتفاق على تبادل الاسرى بدأنا ننتظر وصوله لكن وطأة الانتظار صعبة رغم قلة ايامهquot;.
وتضيف وهي توزع الابتسامات على الجيران الذين يتوافدون للتهنئة quot;لم اشعر يوما بالخوف على حياة ابني وكنت على ثقة بان اقامته في سجون اسرائيل لن تطول. السيد حسن نصر الله رجل يعد شعبه ويفي بوعدهquot;.
وتتناوب شقيقات محمد على توزيع الشاي والقهوة على عشرات من المهنئين تجمعوا في باحة المنزل، فيما تنصرف احداهن الى تعليق صورة اخيها بزيه العسكري وبندقيته على جدار رسم عليه علم حزب الله.
وفي بلدة المروانية قرب النبطية تنتظر العائلة ولدها خضر زيدان وهو في السادسة والعشرين من عمره واسرته اسرائيل في قرية الغندورية المجاورة.
يقف شقيقه الاكبر ابو علي يستقبل الاهالي يسالون عن موعد الوصول ويشاركون الفرحة.
ويقول ابو علي quot;لم نكن نعرف انه يعمل مع المقاومة علمنا انه كان يقدم خدمات للنازحين في حرب تموز. عرفنا انه اسير عندما وصلتنا رسائله عبر الصليب الاحمر الدولي. اطمانينا عليهquot;.
اما الاسير حسين سليمان وهو من احدى بلدات البقاع (شرق) فسيكون اخر اسير لحزب الله في سجون الدولة العبرية.
وتشمل عملية التبادل سمير القنطار عميد الاسرى اللبنانيين في سجون اسرائيل، وهو ليس من حزب الله ومسقط راسه في عبيه في جبل الشوف الدرزي جنوب-شرق العاصمة اللبنانية.
اما في بلدة الناقورة الحدودية، التي ستصل اليها رفات نحو 200 جثة من لبنانيين وعرب قتلوا منذ العام 1978 فقد رفعت يافطتان ضخمتان كتبت عليهما عبارتا quot;نحن قوم لا ننسى اسرانا في السجونquot; و quot;تحرير الاسرى والجثامين انجاز الله على ايديناquot;.
من بين الرفات، رفات الفلسطينية دلال المغربي قائدة عملية الشهيد كمال عدوان التي نفذتها حركة فتح في 11 اذار/مارس من العام 1978 على شاطىء يافا واحتلت فيها باصا اسرائيليا وقتل من فيه.