فيينا: أعرب مندوب الولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، السفير غريغوري شولتي الجمعة عن اعتقاده بأن مجلس المحافظين خلال اجتماعه الطارئ الذي سيعقده يوم الجمعة المقبل في فيينا، سيوافق على مسودة الصيغة المقترحة لاتفاقية التعاون النووي بين الوكالة الذرية والهند .

السفير شولتي في معرض رده على سؤال حول احتمال لجوء دول وخاصة باكستان إلى التصويت ضد اتفاقية الضمانات النووية بين الوكالة الذرية والهند، شدّد على القول إن quot;الاتفاقية الجديدة بين الهند والوكالة الذرية تشكل اتفاقية بالغة الأهمية، وتمت صياغتها بناءً على القواعد والأهداف والمبادئ الأساسية لمعاهدة منع انتشار الأسلحةquot; النووية.

ورأى المندوب الأميركي، في مؤتمر صحافي بعد اجتماع ضمه ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون شرقي آسيا ومنطقة الباسفيكي، كريستوفر هيل مع المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي، إن الاتفاقية quot;هي لمصلحة جميع الاطراف المعنية، بما فيها الدول المجاورة للهند. وأشار إلى أن quot;نيودلهي، وبموجب اتفاقية الضمانات النووية مع الوكالة الذرية، ستلتزم بتطبيق نظام الضمانات والتحقق في 14 منشأة ومرفق نووي مخصص للأغراض السلمية والتنموية من أصل 22 مفاعل نوويquot;. ولم يستبعد السفير شولتي أن تشكل الاتفاقية الجديدة خطوة نحو انضمام الهند إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية في المستقبل، على حد تعبير.

وجدير بالذكر أن كلاً من الهند وباكستان وكوريا الشمالية وإسرائيل يرفضون الانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار نظراً لعدة اعتبارات، أبرزها التمسك بما يسمى خيار الردع النووي في حماية الأمن القومي.

وكان كريستوفر هيل أوضح أنه أجرى مباحثات وصفها بـ quot;الإيجابية والبناءةquot; مع البرادعي، وتركزت حول كوريا الشمالية. وأكد المبعوث الأميركي تحقيق تقدم ملحوظ على صعيد تطبيق الاتفاق الذي تم بين مجموعة الدول الست بشأن تخلي كوريا الشمالية عن برنامجها للأسلحة النووية. ولكنه أشار إلى أنه ما زال هناك الكثير الذي ينبغي عمليه، ولا سيما على صعيد التحقق والتأكد من امتثال بيونغ يانغ بتعهداتها.

وفي هذا السياق، شدد المبعوث الأميركي على أهمية دور الوكالة الذرية في مجال تطبيق الضمانات، وطالب بضرورة توقيع كوريا الشمالية مع الوكالة والدول المعنية على بروتوكول يضمن معالجة مشكلة أساسية وهي التحقق من مدى تعاون بيونغ يانغ وتخليها عن برنامجها للاسلحة النووية وضمان عدم قيامها بأية أنشطة نووية محظورة في المستقبل. كما أشار هيل إلى أهمية البيان الذي أصدره ممثلو مجموعة الدول الست لدى اجتماعهم في سنغافورة في الأسبوع الماضي على حد وصفه. ورأى كريستوفر هيل أنه quot;من هذا المنطلق هناك عمل كبير ينبغي انجازه في كوريا الشمالية، وذلك بالتعاون والتنسيق مع جميع الأطراف المعنية وفي طليعتها الوكالة الذريةquot;.ورفض هيل اعطاء معلومات وافية عن مصادر تمويل عملية التحقق من امتثال كوريا الشمالية بتعهداتها الواردة في الاتفاق الذي عقدته مع مجموعة الدول الست، وتخليها عن أنشطة برنامجها النووي، ولكنه اشار إلى عزم كلٍ من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في تقديم المساعدات اللازمة.

ويرى المراقبون هنا في فيينا أن الولايات المتحدة لا تثق بالكامل بنوايا بيونغ يانغ على الرغم من أنها بادرت قبل بضعة أشهر إلى تدمير البنى التحتية لبرج التبريد في برنامجها للاسلحة النووية، مع الاخذ في الاعتبار مشكلة أساسية وتتمثل بانسحاب كوريا الشمالية من معاهدة عدم الانتشار ومن اتفاق الضمانات. وقد سبق لكوريا الشمالية أن انسحبت كذلك من الوكالة الذرية في العام 2003.