ثمة محاولات وإستدارات عديدة من بعض الأطراف المشبوهة والمخربة والتي تحاول الإصطياد الدائم بالماء العكر لتخريب كل المراحل المتقدمة التي وصلتها العلاقات المتنامية بين دولتي العراق والكويت والتي كان آخرها إكتشاف السلطات العراقية لمجموعة تخريبية مقيمة في الخارج من العراقيين والعرب الموالين للنظام البعثي البائد كان من ضمن خطط عملها التخريبية الإساءة لعلاقات البلدين الجارين ونشر الإفتراءات والأكاذيب الإعلامية ومحاولة تسميم الأجواء وإستعلال بعض الحساسيات ( وهي كبيرة ) لتخريب كل ماأنجز على صعيد خطوات إعادة الثقة وترميم ماتخرب وصولا للإنطلاق لمرحلة جديدة ومختلفة من التعاون البناء أهم أسسها تكمن في تنمية المصالح المشتركة والتكامل الإقتصادي ضمن ظروف ووقائع السياسة الدولية المعاصرة، وهي مهمة ليست باليسيرة في ظل الأوضاع الخاصة والصعبة التي يعيشها العراق المرهق بألف ملف وملف وحيث يأتي الملف الأمني على قائمة الأولويات والتي ستتحدد على ضوئه صورة المستقبل ليس للعراق فحسب بل لعموم النظام الإقليمي والعربي، ودون أن ننسى إن للتركيز على الكويت من قبل أعداء الحرية والديمقراطية في العراق أهمية وأولوية خاصة في عرف ومنطلق جماعات ولوبيات التخريب التي أخذت مؤخرا تستغل أجواء الحرية الإعلامية والليبرالية في العراق لتدس السموم وتنشر الإفتراءات وعبر أدوات إعلامية مستهلكة كانت وإلى وقت قريب تشكل الذراع الإعلامي للنظام البعثي البائد ومؤسسته الإعلامية الفاسدة التي كان المقبور عدي صدام يديرها من خلال بعض الرموز الإعلامية التي دبت فيها الحياة فجأة بعد شهور من التسلل والإختفاء وبعد تراجع جهود لجنة إستئصال البعث النافق للأسف والتي شكلت نكوصا حقيقيا عن هدف تنظيف المجتمع والدولة العراقية من عناصر الحقد والسوء وإثارة النعرات وهو ماتميز به البعثيون عبر تاريخهم الطويل والحافل بكل الصفحات السوداء للغدر والتخريب والتقتيل وزرع البغضاء، ونشر العداوات على المستويين القومي والقطري المحلي، ولقد حظيت دولة الكويت مؤخرا بأكثر من هجمة إعلامية من الصحف العراقية الصادرة في الداخل والتي تعبر عن مصالح حزبية وسياسية معينة ومعروفة، كما تطوع أكثر من ( ناهق ) للمساهمة في حملات التشويه التي تثار بين الفينة والأخرى وكجزء متمم وإستراتيجي لحالة التخريب القائمة في العراق ضد كل صيغ المستقبل الحر المنشود ! وهو أمر معروف ولايشكل أي أهمية على طريق تنمية العلاقات وتطويرها بعد أن أضحت صيغة وإدارة الصراع مختلفة بالكامل عما كان في الماضي، والكويت التي تعرضت وعبر العقد الأخير من الزمن العربي ولاتزال لأبشع حملة من العدوانية والكراهية والتشويه تعلم جيدا من ان قدرها السياسي والإستراتيجي يفرض عليها مواجهة تيارات الحقد بنفس العزيمة التي واجهت بها تيارات الضم والإستئصال والإلغاء وحيث لم تزيدها تلك الحملات إلا قوة وفاعلية وإنطلاقة حضارية وسياسية أرعبت الأعداء وأقضت مضاجع الحاقدين وأياديها الممدودة لمساعدة الشقيق العراقي لم تتوقف، فبعد أحداث النجف الأخيرة لعصابات المراهق مقتدى والمآسي التي نجمت عنها كان للكويت حضورها الميداني عن طريق المساعدة المادية والمعنوية والتي للأسف إنتقص منها أعداء الحرية في العراق بعد أن شنوا حملاتهم التضليلية المضادة والمتهاوية الفاقدة لأدنى مصداقية، واليوم وضمن نفس الإطار تحاول بعض الأطراف التسلل وإختراق بعض الثغرات من أجل نشر مشروعها التخريبي المفعم بالكراهية تحت أغطية شتى، ولكن هيهات للمتصيدين أن ينالوا مآربهم المريضة، ولكن ماأثار بعض المراقبين هو قصة ( الأوبريت ) العراقي!! وهو المشروع الفني الذي تقدم به بعض الفنانين العراقيين للجهاز الإعلامي الكويتي وقوبل بالرفض كما قيل من جانب وزير الإعلام الكويتي ! وحيث إعتبرت بعض الأوساط من أن الرفض الكويتي قد جاء نتيجة لمواقف حاقدة على العراق والعراقيين!!! وهي مزاعم متهافتة وعقيمة وفاقدة لمصداقيتها، لأن حجم العطاء الكويتي رسميا وشعبيا لايمكن إختزاله بكل تلك البساطة المخلة والقضية بإختصار كما أفهمها وأعللها من أن مشروع الأوبريت الغنائي الذي يشيد بالكويت وبوقوفها لجانب الشعب العراقي في نضاله ضد الفاشية البعثية قد جاء أساسا من فنانين كانوا وحتى ساعة سقوط نظام صدام من أعمدة النظام البائد الفنية ومن قيادات وأركان حربه الإعلامية والأسماء والمناصب معروفة والوقائع موثقة ولاداعي لكل هذا السيرك التهريجي من بعض الفنانين الذين غنوا وطبلوا لصدام حتى الثمالة والذين تنكروا لسنوات طويلة لآلام العراقيين وتضحياتهم والذين كانوا يشكلون( الفيلق الغنائي والطربي والتهريجي) للدكتاتور البائد وعصابته الهمجية ! وفي ظني وتقديري أن رفض وزير الإعلام الكويتي لذلك المشروع إن حدث فعلا فهو يمثل خطوة سياسية وإعلامية ذكية للغاية وتعبر عن حيوية سياسية وبعد نظر إستراتيجي وإحترام كبير لقدسية العمل الإعلامي، فلقد تحول الإعلام العربي بسبب ( حنقبازيات وبهلوانيات) بعض الفنانين لساحة سيرك رخيصة، وكم هو مريع فعلا أن يلجأ بعض الفنانين للنفاق الجماعي من أجل مصالح ذاتية ضيقة وهم الذين أفنوا خلاصة جهدهم في تنمية ودعم المشروع البعثي الفاشي التدميري في العراق ؟ فهل ينسى ذلك الملحن العراقي الكبير ومسؤول الموسيقى في تلفزيون بغداد حجم الجهود الكبيرة والجمل اللحنية الكبيرة التي صنفها وأبدعها لخدمة الطاغية الرعديد ؟ وهل سينسى التاريخ عطاءات ذلك الملحن الشهير في تلميع الطاغية المجرم صدام وتشبيهه بصلاح الدين الأيوبي الذي ينحدر من تكريت أيضا؟؟ وكل ذلك من أجل مناصب زائلة وأعطيات هزيلة أريق من أجلها وعلى أعتابها ماء الوجه والكرامة وتناسي أنين المحرومين والمشردين والمعدومين جماعيا! وهل يتناسى أولئك المطربون كلمات نفاقهم الرخيصة والمبتذلة وهم يتغنون بمناقب سيدهم وولي نعمتهم ومورد السيارات والمناصب لحظيرتهم ؟ وهل يتساوى أولئك القطيع من المرتزقة والأذناب مع مواقف كبار الفنانين الملتزمين من المناضلين العراقيين الذين أفنوا العمر في المنافي والغربة لمقارعة الفاشية كالفنان الكبير فؤاد سالم، والملحن المبدع كوكب حمزة، وسامي كمال وغيرهم من النظيفين ؟ ثم هل أن لزمرة من القطيع السابق للنظام المنهار والبائد إمكانية العمل لتوطيد أسس العلاقات العراقية الكويتية وهم الأدوات التي ساهمت في التخريب العراقي ؟ لقد كان موقف الإعلام الكويتي من تلك الزمرة أصيلا ومبدعا، فالعلاقات بين شعبي العراق والكويت ذات ملامح وضرورات إستراتيجية أكبر كثيرا من كل نفاق وبهلوانيات المرتزقة.
ومن سيقدم على تنمية تلك العلاقات وتطويرها بما يتلائم ومصلحة الشعبين الشقيقين الجارين ينبغي أن يكون نظيفا من كل أدران الماضي وسلوكياته الشائنة المنافقة، أما المهرجين فلن يقبل نفاقهم وتزلفهم الرخيص، فتحية محبة وإحترام للإعلام الكويتي المسؤول والملتزم .
- آخر تحديث :
التعليقات