أبو مازن قائد فلسطيني ذو شجاعة نادرة، وأتمنى أن تكون حاسمة لأن الوضع الفلسطيني ـ و العربي ـ يتطلب مثل هذه الشجاعة الحاسمة. فهو أول زعيم فلسطيني يخاطب شعبه، حتى في عز الحملة الإنتخابية، بلغة واقعية، بلغة موازين القوة "المقاومة المسلحة، قال أبو مازن، خيار غير ممكن في موازين القوى الحالية" و الحال أن عرفات، فضلا عن حماس، كان يخاطبه بالمعجم الديني الذي لم يعد من هذا العالم. أبو مازن مازال هو أيضا الرجل الذي برهن منذ حوالي 15 عاما على أنه رجل السلام : فاوض على السلام في أسلو ووقّعه. لعله كان أول زعيم فلسطيني اقتنع بمبدا دولتين لشعبين و تحمس لخارطة الطريق التي لم يقبلها كل من عرفات و شارون إلا من طرف الشفاه. وهوالذي يقول اليوم لشعبه سنقيم شراكة فلسطينية ـ إسرائيلية غداة الإستقلال. إنها lt;lt; الفرصة التاريخية تقف على الباب تعالوا لا نتخلى عنها gt;gt; كما كتب ياسر عبد ربه في lt;lt; يديعوت أحرنوت gt;gt; فعلا إذا فوت معسكر السلام في إسرائيل و فوّتت كوند و ليزا رائس، شريكة ديك تشيني في صنع القرار الأمريكي الخارجي، هذه الفرصة التاريخية لتدشين المصالحة العربية ـ اليهودية التي كانت وسواس الملك الحسن الثاني، فإن العالم سيظل، لأمد طويل، مرتعا للإرهاب الإسلامي الذي يتغذى من النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. توقيع السلام سيكون مدخلا لإحياء مشروع شمعون بيريس : lt;lt; الشرق الأوسط الجديد gt;gt; المنخرط في شراكة اقتصادية و علمية لا غنى عنها للتنمية المستديمة لجميع شعوبه. على معسكر السلام الإسرائيلي و على حكومة الولايات المتحدة أن يتذكرا جيدا أن أبو مازن، في تجربته الآولى كرئيس حكومة، لم يجهز عليه عرفات إلا بعد أن طعنه شارون، عندما لم يف بأي وعد من وعوده له وفي مقدمتها تحرير السجناء السياسيين الفلسطينيين، الذي كان سيكون بالأمس كما سيكون اليوم، كسرا لحاجز نفسي عميق و عربونا على أن حمل السلام ليس كاذبا، وعلى أن شارون يعني ما يقول عندما قال بأن سنة 2005 ستكون سنة السلام. خوفنا هو أن يعيد شارون، تحت ضغط المستوطنين و متطرفي حزبه و أعداء السلام في المؤسسة الأمنية و خوفا من احتمال الحرب الأهلية، سيناريو إسقاط أبو مازن هذه المرة أيضا. كيف؟ باشتراط تحرير ال11000 سجينا،رفع الحواجز المذلة، رفع حصار المدن و الإغلاق الذي يخنق الإقتصاد، بشرط صعب التحقيق : وقف الإرهاب الإسلامي. أبو مازن يحتاج لهذه التدابير الملّحة لترسيخ شرعيته الشعبية، التي هي سلاحه الضارب ضد هذا الإرهاب وضد خصومه لا في حماس و الجهاد الإسلامي و حسب بل و أيضا ـ وربما خصوصا ـ داخل صفوفه : في انتحاريي كتائب عرفات ) كتائب الأقصى سابقا ( و ببن الفتحاويين العرفاتيين الفاسد ين أو المتعصبين دينيا و سياسيا الحاضرين في جميع الأجهزة و خاصة الأمنيه حيث يتصرفون بعقلية امراء الحرب. احدهم استقال مؤخرا من منصبه قائلا ليوميه فرنسية : lt;lt; استقلت من تلقاء نفسي، من يرغمني على الإستقاله لم تلده امه بعدgt;gt; و ان كانت ولدته فقد ثكلته! خطيئة لا تغتفر، عدم تمكين أبو مازن من هذا السلاح، سلاح الإنجازات التي تلبي التطلعات الفورية للشعب الفلسطيني، الذي عبر في الإستطلاعات ) 80 % مع السلام الحامل لتحسين وضعهم الإقتصادي ( و في الرئاسيات ) بانتخاب أبو مازن بأغلبية مريحة ( عن رفضه لسياسة حماس العدمية و تاليا نضجه للسلام. لكن إذا اتّضح أن الحكومة الإسرائيلية ليست ناضجة للسلام و مازالت مصرّة على شروطها التعجيزية مثل lt;lt; إذا أعطوا أخذوا و إذا لم يعطوا لن يأخذوا gt;gt; التي تعبّر عن عقلية دكانية و ليس عن عقلانية سياسية. و مثل lt;lt; عدم التفاوض تحت إطلاق النار gt;gt;،عكسا لمقولة إسحاق رابين الحكيمة lt;lt; أحارب الإرهاب كما لو أن السلام لم يكن موجودا و أفاوض على السلام كما لو أن الإرهاب لم يكن موجودا gt;gt; فإني عندئذ أنصح أبو مازن و قيادته بأن يقدموا استقالتهم لا لشعبهم و حسب بل و أيضا للعالم و يغادروا فلسطين تاركين حماس و نتنياهو وجها لوجه. هذا الأخير تمني سنة 2001 بأن lt;lt; تحكم حماس غزة بدلا من عرفات gt;gt; فليكن له ما أراد! هذا السيناريو الكارثي ممكن في الشرق الأوسط، موطن اللامعقول على مر العصور. لكن أتمني أن لايترك عقلاء العالم مجانين الشرق الأوسط يفعلون به و بشعوبهم ما يفعله العدو بعدوه. هذا الأمل في عقلانّية عقلاء العالم هو الذي يشجّعني على إملاء هذا المقال lt;lt; المتشائل gt;gt;.
أبو مازن رجل المصالحة الفلسطينية الإسرائيلية. قدم البرهان منذ تعيينه خليفة لعرفات بأنه رسول المصالحة مع كل من خاصمهم عرفات. مسعاه لمصالحة محيطه الإقليمي، و البيت الفلسطيني و حماس و الرأي العام الإسرائيلي دليل على أنة رجل دولة يعرف ما يريد. لقد نجح، بمساعدة رفاقه، على جعل خلافة عرفات الصعبة، تمر بسلام و هو ما أعطى للقيادة الفلسطينية الجديدة مصداقية محلية، إقليمية و دولية لا غنى لها عنها لتأهيلها للتفاوض على السلام. توّجها بالمصالحة مع القيادات العربية التي حرق عرفات الجسور معها. فقد حاول اعادةالمياه الى مجاريها مع سوريا، التي هي لاعب اساسي في الشأن الفلسطيني، فهي تأوي الفصائل الفلسطينية المعادية للسلام. هدف الزيارة هو اقناع القيادة السورية بالضغط على هذة الفصائل، لتتوقف عن نسف كل محاولة سلمية، و خاصة متطرفي حماس بزعامة خالد مشعل المرتبط بالحرس القديم الذي قاد سوريادائما إلى حافة الهاوية، أمااليوم فهو يقودها إلى الهاوية. فهل نجح في إقناع السوريين بأن لعب ورقة هذه الفصائل لاستعادة الجولان خاسرة كما كانت ورقة حزب الله في الشريط الحدودي بالأمس وفي مزارع شبعا اليوم ? مصالحة الكويت هي الأخرى ضرورية. انحياز عرفات لمغامرة صدام بضم الكويت تركت مرارة لدى الكويتيين. قال لي د. محمد الرميحي : » لقد جازى الفلسطينيون شعب الكويت جزاء سينمار «. هذة المصالحة ضرورية، ليس لأسباب رمزية و اخلاقية وحسب بل ايضا لاسباب سياسية. انتقاما من عرفات قدمت الكويت مساعدات هامة لحماس لذلك زارها الشيخ احمد ياسين إثر خروجه من السجن ثم زارها بعد ذلك خالد مشعل.فهل ستردّ الكويت على تحية ابو مازن بأحسن منها؟ أي هل ستعتبر ان انتقامها من عرفات لم يعد ذا موضوع، وان مواصلة تمويل حماس بات انتقاما من الشعب الفلسطيني لأن متطرفيها يجاهدون لحرمانه من دولة مستقلة؟ و هل ستقدم التعويضات ل300الف فلسطيني الذين طردتهم غداة تحريرها، وأيضا لأسر الفلسطينيين الذين اختفوا او قتلوا على ارضها بعد تحريرها؟ وهي واقعة موثقة لدى الأمم المتحدة و منظمة العفو الدولية اللتين لا شك في حيادهما. وهل ستقدم للشعب الفلسطيني، الذي يعيش 70 % منه تحت عتبة الفقر، مساعدات كثيفة ضرورية أخلاقيا و سياسيا معا؟
مصالحة فتح والإقطاعيات الأمنية
مسلسل المصالحات امام قيادة ابو مازن طويل. مؤسسات السلطة الفلسطينية تتفكك. بدأت أجهزة الأمن تقتتل فيما بينها حتى قبل موت عرفات و الحال انها المؤسسة المركزية الأولى لنواة الدولة الفلسطينية. فهل ينجح ابو مازن في مصالحة » الأخوة الأعداء « و يطفئ النار التي اشتعلت داخل البيت الفلسطيني؟ و هل سيستطيع توحيد الآلة الأمنية التي فتتها عرفات، عملا بقاعدة فرّق تسد، الى 12 جهازا متنافسة ليضرب بعضها ببعض و يلعب دور الحكم بينها؟ و هل ينجح الأمن الوقائي، الذي تموله و تدربه مصر و يقودة العقيد محمد دحلان، في إعادة الأمن الى الفلسطينيين الذين باتوا فريسة للعصابات المسلحة التي قتلت سنة 2004 وحدها 226 فلسطيني؟ و هل يحالفه التوفيق قي شن الحرب على سرطان الفساد، الذي التهم منذ اوسلو حتى الأن ثلث ال8 مليارات التي قدمها الواهبون للسلطة؟ نجاحه في هذه الحرب ضروري لكسب ثقة الواهبين و الشارع الفلسطيني معا. وحدة فتح لا تقل اهمية عن وحدة مؤسسات السلطة الفلسطينية. فتح هي العمود الفقري لمنظمة التحرير وللسلطة بل و لحركة التحرير الفلسطيني كلها. وحدتها لا بديل عنها لضبط كتائب الأقصى حتى لا تنجرف في تيار المتطرفين من قادة حماس. توحيدها، بطرد الفاسدين منها وضبط تعايش الإتجاهات السياسية داخلها، يحتاج الى النضج السياسي و الشجاعة السياسية. و قد عبر عنها ابو اللطف عندما توعد بالطرد مروان البرغوثي اذا لم يسحب ترشيحه الثاني ضد ابو مازن. المطلوب اليوم من فتح و من جميع الفلسطينيين الذين لم يذهب بصوابهم جنون التطرف هو وحدة الهدف و وحدة الصف. الأقربون أولى بالمعروف، إذن على فتح تطبيق هذا الشعار داخل بيتها كمقدمة لتطبيقه داخل البيت الفلسطيني.
على قادة فتح اقناع قادة » كتائب عرفات «، بان لا يسقطوا في الفصام : من جهة يقاتلون من اجل دولة فلسطينية و من جهة اخرى يرفضون ايقاف القتال الذي هو الشرط الأول لاعتراف اسرائيل و العالم بهذه الدولة... هذة الكتائب تنسى انها لم تؤسس إلا لمنافسة حماس في عملياتها الإنتحارية التي كانت يومئذ شعبية. أما اليوم فقد تخلى عنها غالبية الجمهور الفلسطيني كما تقول الإستطلاعات، هذه العمليات تضاءلت بعد هزيمة الإنتفاضة أمام جيش الإحتلال. وهي هزيمة لا يكابر فيها إلا المصابون بانفصام الشخصية المتمثل في نفي الواقع le deni de la realité الذي يفقأ العيون و الذي لا تستطيع الشخصية غير الناضجة نفسيا ان تعترف به لأنه مرير. اما الشخصية النفسية الفرديةوالجمعية الناضجة فتعترف بالواقع كما هو و تحاول فهمه واخذ الد روس منه.
يحسن شيوخ فتح صنعا اذا ما فكروا في دمج قادة كتائب عرفات و الجيل الشاب، الذي يمثل البرغوثي احد رموزه، لا في قيادة فتح و حسب بل و أيضا في قيادات المنظمة و السلطة التي تحتاج جميعا الى دماء جديدة و كفاءات من جميع الأعمار لحل التناقض بين الأجيال و تعبئة جميع الكفاآت لبناء فلسطين الحديثة،الديمقراطية و المسالمة. حرمان هذه الكفاءات من تحقيق طموحاتها، المشروعة تعيشه كحكم عليها بالإعدام السياسي. تداول الأجيال يعني فلسطينيا ـ و عربيا ايضا ـ حلول جيل: جيل التكنولوجيا محل جيل الإيديولوجيا. اخفاق عرفات في ان يكون قابلة الدولة الفلسطينية ليس فشل فرد بل فشل جيل : جيل الشعارات السهلة و الإيديولوجيا التعبوية و التدخل الرباني في التاريخ، الذي تعتبر حماس اليوم ممثله النموذجي بل الكاريكاتوري، والذي مازال التعليم الديني يحشو به أدمغة صغار فلسطين!
المصالحة مع معتدلي حماس
تفعل حماس في فلسطين الآن، ما فعلته lt;lt; النهضة gt;gt;، التي يقودها راشد الغنوشي، في تونس، فقد حولت المساجد، من أماكن للعبادة، إلى منابر سياسية للتحريض على الفتنة. لذلك : lt;lt; حذرت فتح حماس من ا ستمرارالتحريض ضد أبو مازن في المساجد و الشوارع و المنشورات gt;gt; ) القدس العربي 7/1/2005 (. على السلطة الفلسطينية، التي برهنت حتى الآن عن شجاعة سياسية حقيقية، أن تغلق المساجد في وجه قادة و كوادر حماس الذين حوّلوها من lt;lt; بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه gt;gt; ) 36 النور ( إلى بيوت للدعوة على أبو مازن وللدعاية لصواريخ القسام و التحريض على الفتنة. على النخبة الفلسطينية الإعلامية و السياسية و الفكرية أن تشن حملة توعية لتوضيح مخاطر حماس على إمكانية السلام و على الوحدة الوطنية و على سلامة الفلسطينيين الجسدية التي باتت حماس تعرضها للخطرعن قصد عندما : lt;lt; تطلق الصواريخ على التجمعات السكنية الإسرائيلية من بين منازل المواطنين الفلسطينيين gt;gt; ) القدس العربي 7/12/2005 ( ليسقطوا جرحى وقتلى برد الجيش الإسرائيلي على صواريخ حماس شبه الفلكلورية التي دعا أبو مازن لإيقاف إطلاقها lt;lt; لإسقاط الذرائع الإسرائيليةgt;gt; كما قال. من الضروري توعية الفلسطينيين بالإفلاس الروحي الذي جفف ضمير قادة حماس الأخلاقي فباتوا، بإطلاق صواريخهم lt;lt; من بين منازل المواطنين الفلسطينيين gt;gt; كما صرح صقر بسيسو، أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، يعرّضون عن حياة أكبر عدد من المدنيين الفلسطينيين للأذى. بهذا الفعل الإجرامي، وسيلة وغاية معا، يرمون إلى تأليب الفلسطينيين على أبو مازن لافشال محاولته الأخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من القضية الفلسطينية التي عمل الإرهاب المزدوج (ضد الآخروضد الذات ( كل مافي وسعه لنحرها باسم تخييلات هاذية مثل نبوؤة شيخها أحمد ياسين بنهاية إسرائيل، lt;lt; حسب القرآن و التوراة gt;gt;، سنة 2027... عدو قادة حماس هو الدولة الفلسطينية التي يرون فيها نهاية لوهم lt;lt; فلسطين الكبرى gt;gt; الذي مات في وعي 80 % على الأقل من الشعب الفلسطيني. تماما كما يعاديها المستوطنون وحلفاؤهم في الليكود و المؤسسة الأمنية الذين مازالوا متثبتين في وهم lt;lt; إسرائيل الكبرى gt;gt; التي ماتت في وعي 70 % على الأقل من يهود إسرائيل. مثلما يعتقد قادة حماس أن أبو مازن مصمم على التنازل على 50 % من الضفة الغربية، يعتقد المستوطنون وحلفاؤهم أن شارون ينوي بدوره التخلي عن كل lt;lt; يهودا والسامرة للإرهاب الفلسطيني gt;gt; ويبدو أنهم مصممون على تحويل الإنسحاب من غزة إلى مأساة لكي لا يكون سابقة للإنسحاب غدا من الضفة الغربية. فهل يترك عقلاء الفلسطينيين و الإسرائيليين و معهم عقلاء العالم مجانين حماس و مجانين المستوطنين يطفؤون بارقة الأمل في السلام؟ إذا تركت واشنطن، وهي صاحبة القرار الأخير في الملف الفلسطيني الإسرائيلي، الشعب الفلسطيني يسقط في اليأس بعد الأمال العريضة، والحق يقال، التي أحيتها فيه خلافة أبو مازن لاأبو عمار، فإن القول الفصل سيكون لحماس و الجهاد الإسلامي و المستوطنين و حلفائهم. العنف مع حماس هو الحل الأخير عندما يصبح الخيار هو بين أن تكون دولة فلسطينية أو لا تكون.
نشرت في الحياة سنة 2001 مقالا بعنوان lt;lt; الإقناع اجدى مع حماس من القمع gt;gt;. هذه النصيحة هي اليوم اكثر الحاحا من الماضي خاصة و ان روح الحقبة هي الواقعية التي ما عاد بالإمكان ممارسة السياسة خارج، و خاصة، ضد منطقها. و هكذا ظهر قي حماس اتجاه معتدل في الداخل نعرف منه حتى الأن قائدين، اسماعيل هنية و واعظ حماس الشيخ حسن يوسف، الذي كان سجينا في اسرائيل و افرج عنة الشهر الماضي. في الواقع رائد المعتدلين هو الشيخ احمد ياسين الذي اغتاله الجيش الإسرائيلي في الإسبوع ذاته الذي صرح فيه بأن lt;lt; حماس تقبل بدولة في الأراضي المحتلة قي حرب 1967 و بهدنة طويلة مع اسرائيل بدون الإعتراف بها gt;gt;. و هكذا تخلى شيخ حماس عن مشروع حماس لأنه وعى أخيرا انه مستحيل التحقيق : lt;lt; تحرير فلسطين حتى آخر ذرة تراب و تحويلها الى وقف على جميع المسلمين في العالم gt;gt;. و تبني، كبد يل عن lt;lt; د ولة إسلامية علي كل فلسطين gt;gt; د ولة فلسطينية علي lt; lt; بعض فلسطين gt;gt;. وهو المشروع الواقعي الذي كفره فقهاء الإرهاب وما زالوا. مثلا اصد ر راشد الغنوشي، غداة اتفاق اوسلو 1993، فتوى تجرّم قيادة عرفات التي وقعت على اوسلو أي ارتضت د ولة فلسطينية على الارض المحتلة في حرب 1967، زاعما أن التنازل عن شبر واحد من ارض فلسطين ناقض من نواقض الإسلا م : lt;lt; لقد استمر الإحتلا ل الصليبي للقدس، يقول الغنوشى، اكثر من قرن ولكن لم تنبعث فى الأمة جهة تعلن استعدادها لهم عن التنازل عن الحق بسبب العجز عن استرداده... من هنا فقد اجمعت كلمة علماء الإسلام في فتاوى متعددة على تحريم وتجريم أي تنازل عن شبر من ارض فلسطين لفائدة الكيان الصهيوني العنصري المغتصب gt;gt;. ) الأسبوعية lt;lt; المتوسط gt;gt; لسان حركة lt;lt; النهضة gt;gt; في الخارج، 17 / 08 / 1993 (. فهل سيضيف الغنوشي اليوم الى تكفيروتجريم عرفات تكفير و تجريم الشيخ احمد ياسين و المعتد لين في قيادة حماس؟ ما يكتبه باسماء مستعارة في القدس العربي و خاصة في بريدها يؤكد أنه لم يتغير بل بالعكس ازداد تطرفا.
معتد لو حماس أدانوا العنف حتى ضد الجيش الإسرائيلي. فقد صرح إسماعيل هنية، خلال عملية الجيش الإسرائيلي في شمال القطاع بضرورة : lt;lt; وقف إطلاق النار مع إسرائيل gt;gt;. بل ان المعتد لين ذهبوا بعيدا عند ما تقد موا بطلب مباشر لإسرائيل لإنهاء العنف : lt;lt; نقلت وكالة رويتز عن المسؤول الكبير في حماس بالضفة الغربية، حسن يوسف، بان حماس منفتحة لهدنة طويلة [مع إسرائيل] وإقامة دولة فلسطينية و يجب على العالم ان ينتهز فرصة هذا الموقف الواقعي الذي اتخذته حركة حماس gt;gt; (القدس العربي 4 و5 / 12 / 2004 ). lt;lt; لكن مسؤولا إسرائيليا كبيرا، يقول حسن يوسف، رفض العرض ووصفه بانه خدعة تهدف إلى تدمير إسرائيل على مراحل gt;gt; (نفس المصدر( صرح أيضا الشيخ حسن يوسف :lt;lt; حماس يمكن ان توافق على وقف طويل الأجل لإطلاق النار مع إسرائيل مقابل إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة. ان وقف اطلاق النار الطويل الأجل يعني ان يعيش الطرفان جنبا الى جنب بأمن و سلام gt;gt;(يديعوت احرنوت3 / 12 / 2004). نقطة ضعف المعتدلين في حماس هي افتقادهم الشجاعة السياسية، اذ أنهم يلوذون بالصمت كلما نهاهم المتطرفون بقيادة خالد مشعل و الحال ان اضطلاعهم بمسؤولية اعتدالهم هو الكفيل بتثقيف اعضاء حماس و جمهورها بخطهم الجديد الذي يلتقي مع 80 % من الشعب الفلسطيني المؤيدين لمفاوضات السلام. كما يقول خليل الشقاقي. كيف يعيق متطرفوا حماس السلام؟ الدولة لن تقوم الا بالمفاوضات السياسية. خارطة الطريق، التي تمثل اليوم الشرعية الدولية الوحيدة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، تنص على ثلاث مراحل متتالية :
( 1 ) انهاء العنف {=انهاء شبح الإنتفاضة او نزع سلاحها كما يترجمه ابو مازن }
(2) وقف الإحتلال واعتراف اسرائيل و دول العالم بدولة فلسطينية انتقالية في حدود مؤقتة
(3) التفاوض على الوضع النهائي، أي القدس و الحدود والمياه و اللاجئين... رفض متطرفي حماس شرط ايقاف العنف ـ وهو شرط شارط للإنتقال الى المرحلتين التاليتين ـ يعيق ظهور الدولة الفلسطينية و تاليا مسار التسوية كله. بالمثل معارضة صقور الليكود لايقاف العنف الهجومي الإسرائيلي يعيق مسار التسوية السياسية.
بامكان الإعلام الفلسطيني كسب قواعد و جمهور حماس الى السلام بخطاب سياسي واقعي و خطاب ديني ذكي يقول لهم بان السلام مع اليهود ليس ناقضا من نواقض الإسلام، كما أفتى لهم فقهاء الإرهاب، بل هو يندرج في سياق الأمر القرآني : lt;lt;فإن جنحو للسلم فاجنح لها gt;gt; (61 الأنفال). التغلب على هذا التطرف المزدوج ضرورة ملحة اذ يبدو، كما يقول الرئيس حسني مبارك، انه lt;lt; توجد فرصة تاريخية للتقدم الى السلام مع حكومة الوحدة الوطنية gt;gt;. بل ان الرئيس المصري لم يتردد في القول علنا بان :lt;lt;شارون وحده قادر على قيادة المنطقة الى السلام gt;gt;. طبعا تاريخ شارون يعلمنا بأنه رجل حرب والليكود لم يتخلى عن العقيدة الإسرائيلية الإستراتيجية منذ بن غوريون القائلة بان السلام، وليس الحرب ،هو الذي يشكل خطرا على اسرائيل التي لم تتشكل بعد في دولة ـ امة ـ. اذن لا بد لها من عدو خارجي لتنصهر في وحدة وطنية، فحرب المئة عام (1337ـ 1445 ) بين انجلترا و فرنسا هي التي صنعت الأمتين الإنجليزية و الفرنسية... لكن المستجدات التاريخية اقوى من كل المبادئ الجامدة.
ينبغي ان يكون المرء مصابا بوسواس الفكرة الثابتة لكي يصرّ على استحالة ان يغير شارون قناعاته رغم تغير المعطيات. مستجدان على الأقل لعبا دورا اساسيا في الإنعطاف المحتمل الى السلام. المستجد الأول، شارون، كما صرح مؤخرا شمعون بيريس :lt;lt;استطاع ان ينتصر على الإرهاب { الفلسطيني }و لكنه لم يستطع ان ينتصر على الديموغرافيا {الفلسطينية}gt;gt;. lt;lt; لا نريد السيطره، على ملايين الفلسطينيين، قال شارون، الذين يتضاعف عددهم كل جيل gt;gt; فعلا، الديمغرافيا الفلسطينية تضع اسرائيل امام خيارين احلاهما مر : إما ان تتحول، اذا فضلت الإحتفاظ بالأراضي المحتلة عام 1967، الى دولة من طراز افريقيا الجنوبية العنصرية تحرم الفلسطينيين من حقوق المواطنة، و هكذا تنتهي كدولة ديمقراطية، و اما ان تعترف لهم بحقوق المواطنة فتنتهي كدولة يهودية. المستجد الثاني، كانت واشنطن تتوقع ان يكون اسقاط صدام و بناء عراق جديد المدخل لحل النزاع العربي الإسرائيلي، لكن تطورات الموقف في العراق قادها اليوم الى قناعة معاكسة : السلام العربي الإسرائيلي هو الذي سيكون المدخل الى بناء عراق جديد. اذن من الواضح ان القيادة الفلسطينية و غالبية الفلسطينيين يراهنون على هذة الإمكانية. وهو رهان في محله، فماذا عساهم يخسرون لو فشل الرهان؟الأرض التي حررتها مفارضات أسلو، أًًَََُحتلت من جديد و خارطة الطريق، التي رفضتها حكومة شارون رفضا مقنّعا، سقطت في سلة مهملات قرارات النزاع العربي الإسرائيلي، و انتفاضة العمليات العسكرية هُزمت، لم تبقى منها الا عمليات انتحارية و عسكرية قليلة وظيفتهاالموضوعية تقديم تُكْأة، لمتطرفي إسرائيل لرفض تطبيق خارطة الطريق. لأن شرط تطبيقها الأول، انهاء العنف، ليس متوفرا. عسكرة الإنتفاضة الثانية كانت إيذانا بهزيمتها عسكريا و سياسيا و اخلاقيا. و كما يقول فيلسوف الحضارات آرلوند توينبي :lt;lt; يبدأ انحطاط الحضارات عندما تتعسكرgt;gt; و كذلك الإنتفاضات التي كانت بدايتها ) 1987 ( لا عنيفة إذن جذابة لتعاطف الإنسانية معها،وهو في ميزان القوى الإسرائيلي ـ الفلسطيني عنصر ـ ان لم يكن العنصر ـ الحاسم. الإنتفاضة الأولى قدمت عن الفلسطيني في الرأي العام العالمي صورة الضحية و الإنتفاضة الثانية قدمت عنة صورة الجلاد. الإنتفاضة هُزمت بعد أن هَزمت الشعب الفلسطيني : 3613 فلسطيني و 970 إسرائيلي ماتوا جميعا عبثا، و آلاف الجرحى و المعوقين. الإقتصاد الفلسطيني منطرح أرضا. انهار الدخل القومي الخام 40 % وانخفض الدخل السنوى الفردى 33 %. قفزت البطالة من 10 % إلى،8 26 % حسب احصائيات البنك الدولي اما ابو مازن فيقول انها 60%. الذين يعيشون تحت عتبة الفقر 70 %. المدن الفلسطينية محاصرة، إغلاق الحدود مع إسرائيل يأخذ بخناق الإقتصادالفلسطيني لأنه يمنع تنقل السلع و الأشخاص، و الفلسطينيون يتجرعون الإذلال على الحواجز الإسرائلية ) 703 في الضفة الغربية وحدها (. طبعا كل ذلك لا يزعج أنصار lt;lt; سياسة الأسوأ gt;gt; في حماس و من لفّ لفّها. فكلما ازداد الوضع ترديا كلما يئس الشعب الفلسطيني من السلام و من أبومازن و أعطاهم ضمنا توقيعا على بياض بlt;lt; الجهاد إلى قيام الساعة gt;gt; و الإستشهاد إلى آخر فلسطيني. لماذا؟ لإطفاء كل ضوء يظهر في نهاية النفق، فالإرهاب الإسلامي كالخفاش لا يحيا إلا في ظلام اليأس. هذا الوضع ليس جديدا ، الجديد هو بداية وعي الفلسطينيين له. في غزة لخص الدكتور عبد الهادي، مدير معهد الدراسات الفلسطيني، كيف هزمت الإنتفاضة الشعب الفلسطيني : lt;lt; ) ماهي ( النتيجة؟ كارثة تاريخية! كابدنا نزيفا رهيبا، طورنا ثقافة إستشهاد كانت غريبة عنا و نعيش جميعا في سجن كبير ) الأسبوعية الفرنسية لو نوفيل أبسرفاتور 6 / 1 / 2005 (. الخراب النفسي لا يقل عن الخراب الإقتصادي. في رام الله قام د. شهويل، طبيب الأمراض النفسية، بتحقيق نفساني بين الشريحة العمرية ) 15ـ20 عاما ( الذين يمثلون 35 % من السكان. فقال : lt;lt; وجدت في كل مكان اضطرابات ما بعد الصدمة، القلق، أنواع الرهاب، البارانويا :(=عقدة الإضطهاد ( و عدوانية كثيرة. ثلث الشباب يعاني من أعراض الإنهيار العصبي الحقيقي gt;gt; ) الأسبوعية المذكورة ( وهذه هي الأرضية التي تترعرع عليها غريزة الموت نحرا و انتحارا.lt;lt; قال الفيلسوف في جامعة بيريت، سعيد زيداني، وصلت الإنتفاضة إلى غايتها في 11 / 9 / 2001. كان عليها أن تقول للعالم بأن الفلسطينيين لن يتخلوا عن دولة حقيقية. كان عليها أن تتوقف في ذلك اليوم. الباقي كان عبثا. لم يكن إلا ألما و مصائب gt;gt; ) نفس المصدر (. أما ياسر عبد ربه، وزير الثقافة السابق فيقول : lt;lt; خطؤنا الكبير هو مهاجمة المدنيين في إسرائيل. استطاع شارون أن يستغل خطأنا إلى أبعد مدى. إذا كان هدف الإنتفاضة لفت انتباه العالم، فإن النتيجة متدنية بما لا يقاس بالنسبة إلى خسائرنا : تدمير جيل بكامله. الذين يواصلون الحديث عن المقاومة المسلحة يلعبون بدماء الفلسطينيين )...) الإنتفاضة جعلتنا نخسر 10 سنوات gt;gt; من عمر الشعب الفلسطيني الذبيح!
العواقب الوخيمة للإنتفاضة على الشعب الفلسطيني وضّحتها في عشرات المقالات في lt;lt; الحياة gt;gt; منذ 2001 لكن لا حياة لمن تنادي... معظم المثقفين العرب، على غرار محمد عابد الجابري، كانوا يرون جنازة الدولة الفلسطينية تمرفوق ايدي جموع الإنتفاضة فيقولون للفلسطينيين: كل سنة دائمة. مسقطين على هذا النحو على الإنتفاضة انتظارهم الفصامي لمهدي منتظر يطهّر العالم من الصهيونية والإمبريالية و من كل من ليس على ذ وق القومية العربية و الإسلام الحنيف. وهكذا تحالفت الإنتفاضة و الإحتلال الإسرائيلي و الفساد، خاصة العمولات على الواردات، على جعل الإقتصاد الفلسطيني يحتضر و 80% من الفلسطينيين، حسب استطلاعات جامعة بيرزيت، لا همّ لهم سوى تحسين الوضع الإقتصادي المتدهور. اقترح معلق اقتصادي اسرائيلي خطة مارشال فلسطينية ب 18 مليار دولار للسلطة الفلسطينية حتى تستطيع معالجة المشاكل الإقتصادية. السلطة الفلسطينية تتوسل من واشنطن 20 مليون دولار لإغاثة الشعب الفلسطيني المنكوب و الحال ان بامكان ثري عربي واحد ان يقدم لها هذا المبلغ فضلا عن الدول النفطية. يقول دينس روس : "الفلسطينيون يريدون بصيص أمل و يرون القيادة الجديدة كوعد. على هذه الأخيرة أن تبرهن لهم على أنها قادرة على الوفاء بهذا الوعد. لقد حان الوقت لدفع الدول النفطية العربية لتقديم المساعدة لهم. السعودية، الكويت و الإمارات العربية المتحدة حققت ربحا استثنائيا 60 مليار دولار بفضل الزيادة في أسعار النفط في الأشهر العشر الأخيرة. نستطيع أن ندعوها علنا إلى دفع1% من هذا المن – 600 مليون دولار – لمساعدة الفلسطينيين على خلق واقع جديد" ( Denis ross، le Monde 12/1/2005 ).
أين الجامعة العربية للإضطلاع بمهمة جمع هذا المبلغ المتواضع التي ستكون أجدى من جميع المهام التي إضطلعت بها الجامعة حتى الآن؟ ألا يستحق السلام في فلسطين، يا أخي عمروموسى، صندوقا لتمويله؟ إذا لم تحرك الجامعة العربية ساكنا كالعادة، فإني أضم صوتي إلى اقتراح دنيس روس الذي قال lt;lt; علينا أن نعمل لإنشاء صندوق دولي للتنمية مرصود للفلسطينيين gt;gt; شبيه بصندوق التصامن العالمي الذي اقترحه الرئيس بن علي و تبنته الأمم المتحدة لإغاثة فقراء العالم... لتمويل خطة مارشال فلسطينية. إذا كان أثرياء العرب لم يفهموا فهل بامكان العالم ان يعي اخيرا ان انتشال الشعب الفلسطيني من البؤس الإقتصادي هو في ذات الوقت انتشال له من اليأس اذن من الإرهاب الإسلامي الذي بات يشكل خطرا على العالم كله بما فيه الصين البعيدة؟
كسب الرأي العام الإسرائيلي
انهاء شبح الإنتفاضة هو ليس المدخل الى تطبيق خارطة الطريق وحسب بل هو أيضا مدخل لكسب الرأي العام الإسرائيلي الى السلام. lt;lt; يوجد اليوم، كما قال شمعون بيريس، أغلبية في اسرائيل، في الدولة و الرأي العام معا، من اجل تكوين دولة فلسطينية gt;gt;.هي الهدف النهائي لحركة التحرير الفلسطينية. هاجس الأمن كان و سيظل الشاغل الأساسي الذي يحرك اللاشعور الجمعي اليهودي الذي صاغته قرون طويلة من مآسي الشتات : الخوف الدائم من المذابح. lt;lt; { الإسرائيليون } يقولون في الإستطلاعات ان من المشكوك فيه ان تظل الدولة على قيد البقاء بعد بضع عشرات من السنيين gt;gt; (عوفي شلح، يدعوت أحرنوت، 25/ 11/2004). و هي شكوك لها ما يبررها في التاريخ و في الواقع. احد المعاهد الديمغرافية الإسرائيلية توقع نهاية الدولة اليهودية سنة 2023. يومئذ سيتعادل فيها ديمغرافيا السكان اليهود و العرب : يرفض رئيس الدولة الفلسطيني قرار رئيس الحكومة اليهودي الإحتفال بذكرى الإستقلال قائلا lt;lt; ليس من الائق احتفال نصف الشعب بنكبة النصف الآخر gt;gt; يدعو رئيس الحكومة الجيش للتدخل. يرفض الجيش القتال فيحزم اليهود حقائبهم عائدين إلى الشتات... لذا فالمدخل إلى كسب الرأى العام اليهودى إلى السلام هو طمأنته لا تخويفه بصواريخ حماس و انتحاريها الذين لم ينضم اليهم، ولوبالصدفة، واحد من ابناء قادة حماس و الجهاد الإسلامي. يوسف القرضاوي الذي يفتي بارسال ابناء الفلسطينيين و العراقيين للقيام بالعمليات الإنتحارية ليذهبوا الى الجنة لتنفيس حرمانهم الجنسي في عذارى الحور العين. لكنة، تكذيبا عمليا لفتواه، أرسل أبناءه للقيام بالعمليات الرياضية في الجامعات الأمريكية ليذهبوا الى العمل في الشركات و المصارف : جنة الأرض الحقيقية التي يؤمن بها لا شعوريا أكثر من إيمانه بجنة السماء الإشكالية!
لا شيء كرفع شعار حق عودة 4 ملايين لاجئ فلسطيني إلى إسرائيل لتحيين و تأجيج هذا الخوف منlt;lt;الهدم الثالث للهيكل gt;gt;، كما يسمي موشي ديان نهايه الدولة اليهودية، لتنفير الشعب اليهودي داخل وخارج إسرائيل من السلام. إذن مفتاح كسب يهود إسرائيل و العالم للسلام هو التخلي الصريح و الفوري عن شعار حق العودة الذي كان و سيظل مجرد شعار سهل، لا يعبر إلا عن الجهل السياسي، ولا وظيفة له إلا إطالة خوف اليهود من العودة إلى الشتات و إطالة بقاء الفلسطينيين، الذين طال ليلهم و عذابهم، في الشتات. أي تاجيل تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني إلى أجل غير مسمى. الخبر السار و الواعد بالنضج السياسي هو استخدام ابو مازن في خطابه ببيت لحم lt;lt; الحل العادلgt;gt; لقضية اللاجئين بدلا من lt;lt;حق العودة gt;gt;. تطبيق حق العودة إلى إسرائيل مستحيل. أما حل مأساة اللاجئين فممكن بل ضروري ومع ذلك لا ينفر الرأي العام الإسرائيلي من السلام لأنه، و العالم معه، يعي انه لا سلام في الشرق الأوسط طالما ظل شعب بكامله يكابد مآسي الشتات. إدارة بوش عادت الى خطة كلينتون التي رفضها عرفات : مقايضة التخلي عن حق العودة بإخلاء المستوطنات المعزولة و غور الأردن. حق العودة هو حصرا الى الدولة الفلسطينية التي عليها ان تتبنى سياسة ديموغرافية صارمة تشبه السياسة الديموغرافية الصينية لنزع فتيل قنبلة الإنفجار السكاني الذي هو الشرط الشارط للإقلاع الى التنمية. لكن بما أن الشرط النفسي للسلام هو أن يكون الفلسطينيون أقل ذلا و الإسرائيليون أقل غرورا، فلا بأس من أ ن تقول حماس و أخواتها لجمهورهم بأنهم هزموا إسرائيل بالقنبلة الديموغرافية. و أن يقولوا بينهم و بين أنفسهم بأن هذه القنبلة سلاح ذو حدين إذا واصلنا اللعب بها فسنفجرها في أنفسنا. على معسكر السلام الإسرائيلي، لكي يعزز قدرة أبو مازن على تذليل عوائق السلام، ان يضغط على حكومته اولا لكي لا تعود الى تقديم الشروط التعجيزية للسلطة الفلسطينية و ثانيا لتقديم تنازلات حقيقية وفورية للفلسطينيين مثل تجميد الاستيطان و رفع الإغلاق و تحسين شروط حياتهم اليومية لإقناعهم بجدية التوجة نحو السلام هذه المرة، و انسحاب الجيش الى مواقعه قبل الإنتفاضة (28/09/2000) كما اقترح الرئيس مبارك، اطلاق سراح السجناء و في مقدمتهم مروان البرغوثي، الأكثر اقتدارا على التحكم في كتائب عرفات و ابعادهم عن تأثير متطرفي كتائب القسام بل وربما كسب قطاع من هؤلاء إلى السلام، و عدم الرد على استفزازات متطرفي حماس إلا في ادنى الحدود. هدف هذه الاستفزازات هو النيل من مصداقية أبو مازن، على التقدم الى السلام،لدى الجمهور الفلسطيني لدفع هذا الأخير الى اليأس من السلام و تاليا للتجند وراء حماس المستفيدة مع، المستوطنين و صقور الليكود و المؤسسة الأمنية، من اليأس من السلام.
على العالم،و خاصة الولاايات المتحدة و معتدلي إسرائيل، ان يفهموا ان مفتاح السلام هو دعم تيار الإعتدال الفلسطيني. الشعب الفلسطيني لن يستمع الى نداهه التطرف و اذا فتحت له الولايات المتحدة واسرائيل ـ و هما الصانعتان الرئيسيتان لقرار الحرب و السلام ـ نافذة امل على المستقبل : وعد صادق مقرونا بخطوات عملية، بدولة مستقلة و اقتصاد مزدهر، الضروريين لتضميد جرحه النرجسي النازف.
قيام الدولة الفلسطينية في 2005، كما اقترح وزير خارجية فرنسا ميشال بارني، لا في 2009 كما اقترح جورح بوش، رأي حكيم لأن التاريخ علمنا ان الزمن لا يعمل لصالح السلام في النزاع العربي الإسرائيلي : لو انتظر السلام المصري الإسرائيلي بضع سنوات لانهار. انهيار اوسلو سببه الأول الإنتظار الطويل الذي ملأته حماس صخبا و عنفا. و هكذا اخشى ان يكون اصرار شارون، مدعوما من بوش، على lt;lt; تسوية مرحلية طويلة الأمد gt;gt; قبرا للسلام و ليس تمهيدا للحل النهائي. مع الرئيس شيراك الحق عندما دعا الى التطبيق الفوري لخارطة الطريق و الإنطلاق باسرع ما يمكن الى تسوية نهائية للنزاع العربي الإسرائيلي (06/12/2005).
كسب اليسار الفلسطيني إلى الواقعية
كما أن حماس تجتر معجما فقهيا جهاديا و استشهاديا أكل عليه الدهر و شرب، كذلك يجتر آليسا ر الفلسطيني معجما إديولوجيا علته صفوة الموت.سلامة قيادة سياسية تقاس بعدم اجترارها لمعجم نمطي عن lt;lt; الثوابت gt;gt; في حقبة تاريخية الثابت السياسي الوحيد فيها هو ميزان القوة، الذي قلما قرأت له القيادات الفلسطينية حسابا منذ الحاج أمين الحسيني إلى عرفات مرورا بالشقيري. كل فكرها السياسي كان الشعارات العقيمة التي منعت الشعب الفلسطيني من فهم مشاكله الحقيقية فضلا عن أنها ألبت عليه الرأي العام العالمي الذي لا يتفهم إلا المطالب الواقعية. على السلطة الفلسطينية و فتح، وخاصة على قيادات اليسار الفلسطيني، أن تخاطب منذ الآن الفلسطينيين بلغة الحقيقة و أن يعترفوا لهم بان العناوين التي وجهوهم إليها في الماضي كانت خاطئة، و يعدوهم بصدق بأن يحاولوا و إياهم منذ الآن البحث عن العنوان الصحيح. الخطوة الأولى نحو هذا العنوان هي أن يقولوا لمواطنيهم حقائق الواقع المحلي و الإقليمي و الدولي لمساعدتهم على التكيف مع ضروراته القاهرة. من هذه الحقائق أن عنوان عودة اللاجئين ليس إلى إسرائيل بل إلى الدولة الفلسطينية و هذا ما وقّع عليه ابو مازن في وثيقة بيلين ابو مازن سنة 1998 و ما وقّع عليه بعد ذلك سري نسيبة و ياسر عبد ربه فيما عرف بوثائق جنيف التي دعمتها اوربا و وزارة الخارجية الأمريكية و باركها عرفات. وحده شارون وصم القادة الإسرائيليين الذين وقعوها ب lt;lt; الخيانة gt;gt;. اجترار قيادات اليسار، قي مخاطبة الفلسطينيين و العالم، لمعجم الحرب الباردة احتقار لذكاء مستمعيهم. معجم الحرب الباردة فقد كل مصداقية سياسية. مستخدموه هم اشبة بالببغاوات منهم بالقادة السياسيين. حالتهم تشبه، في علم النفس، حالة صاحب lt;lt;العضو الموهوم gt;gt; المبتور و الذي يتصرف مع ذلك كما لو ان العضو ما زال في مكانه...هم ايضا يتصرفون كما لو ان الإتحاد السفياتي ما زال في مكانه رافعا سيف ديموقليس النووي على رأس الولايات المتحدة... و الحال ان واجبهم السياسي و الأخلاقي إزاء شعبهم هو عدم الفرار امام حقيقة المشكل و مواجهة تحديات اللحظة التاريخية غير المسبوقة في تاريخ الشرق الأوسط و العالم : الولايات المتحدة تحكم العالم دون منافس جدي و الى مستقبل غير منظور. في السياسة، اذا لم يستطع صانع القرار ان يغير وضعا سياسيا فعليه أن يتعايش معه، أي التكيف مع حقائق الواقع و موازين القوى التي لا يلعب بها إلا من يريد ان يلعب بالنار. الثوري الفلسطيني الحقيقي اليوم هو الذي يعي ان الكلمات لا تغير الواقع كما تصور الفكر السحري منذ 50 الف عام. و الذي يعي تاليا ان السياسة هي فن الممكن أي البحث عن اجوبة واقعية تتكيف مع المتغيرات في حقبة تسارع التاريخ. على اليسار الفلسطيني ـ بل على جميع المنظمات الفلسطينية بمن فيها معتدلي حماس ـ ان يكُونوا تجمّعا من الإرادة السياسية الشجاعة التي تعرف هدفها الواقعي و تعمل على توفير الوسائل الناجعة لتحقيقه. أما سياسة النعامة العرفانية فقد كلفت الشعب الفلسطيني ثلاثة عقود من مستقبله.
حسب قادة اليسار الفلسطيني و متطرفي حماس ان يقرؤوا ما يكتبه منظرو المستوطنين ليجدوا انفسهم متفقين معهم في النتائج : رفض التفاوض علىlt;lt; ارض اسرائيل الكبرى في حدودها التوراتية و التاريخية gt;gt; كما يقول الناطقون باسم المستوطنين و lt;lt;على ارض فلسطين التاريخية gt;gt; كما يقول بعض زعماء اليسار الفلسطيني و متطرفو حماس الذين يكررون سياسة الأسوأ التي مارسها عرفات في السبعينات عندما كان يخشى ان يفرض علية جيمي كارتر دولة فلسطينية : "يا ابو النوف { نايف حواتمة } مناحيم بيغن هو حليفنا" بإمكانهم ايضا ان يقولوا اليوم : lt;lt; المستوطنون هم حلفاؤنا gt;gt;لكي لا يفرض العالم علينا دولة فلسطينية، في الأراضي المحتلة في حرب 1967، بدلا من تحرير فلسطين حتى آخر ذرة تراب.. و تحويل من يبقى من اليهود حيا الى اهل ذمة كما صرح الشيخ عبدالله الشامي رئيس الجهاد الإسلامي الفلسطيني! و هكذا يتحالفون موضوعيا مع المستوطنين و صقور الليكود و المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الذين لم يهضموا بعد فكرة السلام و ما زالوا يعتقدون بأنه أخطر على اسرائيل من الحرب : lt;lt; السلام سيذيب الهوية اليهودية في المحيط العربي gt;gt; كما يقول أحد منظري الليكود مناحيم بن.
العالم العربي يمشي على رأسه. فقد ينتصر متطرفو حماس على معتدليها و يظل اليسار الفلسطيني رهينة لأوهامة الهاذية... فعلى قائد الشعب الفلسطيني الى السلام، ابو مازن، ان يخاطب شعبه كما يفعل الآن و اكثر مما يفعل الآن، متوجها للحاسة السادسة الفلسطينية بخطاب واقعي و شجاع لا يتنازل قيد شعرة عن إرادته السلمية الفولاذية، عسى أن يمتلك بذلك القدرة – التي يفتقدها الآن – على تحقيق السلام مهما كانت التنازلات الضرورية lt;lt; فما لا يُدرك كلّه لا يُترك جلّه gt;gt; كما يقول المثل العربي الحكيم.
في الأوقات الإستثنائية، الشعوب تبحث عن اب و بطل. ابو مازن، بواقعيته وشجاعته السياسية، تتوفر فية شروط الأب و البطل الذي يريد – و ربما يستطيع - قيادة الشعب الفلسطيني الى الإنتفاضة على عقابيل الإنتفاضة كمحاولة اخيرة قبل ان تذهب الضفة الغربية الى الأردن و القدس الشرقية الى اسرائيل و غزة الى الإرهاب و كثير من الفلسطينييين الى الشتات!
و السلام على من استمع القول فاتّبع أحسنه.
التعليقات