قبل أن يكتب العفيف الأخضر بيانه للتوقيع،كنت قد كتبت مقالاً بعنوان"المثقفون العرب ودم الحرير" طالبت فيه بـ"ضرورة إجراء تحقيق دولي لكشف هوية مرتكبي الحادث الآثم" وبـ "ضرورة انسحاب الجيش السوري من لبنان" وبمجرد أن نشر العفيف بيانه في "إيلاف" (العفيف الأخضر يوجه نداء لمثقفي العالم العربي )سارعت بتوقيعه لماذا؟ لأنني مقتنع من أعماقي بأن مصلحة سوريا العليا، إذا كان الحرس القديم يفكر في مصلحة سوريا العليا، هي تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 1559 القاضي بسحب جيشها ومخابراتها ونزع سلاح حزب الله الذي تحول إلى جيش بديل للجيش الوطني اللبناني، أو أصبح دولة داخل الدولة. وأتمني على الرئيس بشار الأسد الذي هو من جيلي وأنا مقتنع أنه يفكر مثلي بأفكار الحداثة والعولمة التي لم تعد تسمح بالإنطواء والتقوقع على الذات بل تطلب – أو قل تفرض- من جميع الأمم أن تفتح حدودها وخاصة قلوبها لكل ما هو جديد في الفكر والحياة. أتمني على فخامة الرئيس بشار الأسد زيادة على انسحابه من لبنان ونزعه سلاح حزب الله أن يوقف تخريب قيادة "حماس" المقيمة في سوريا وقيادة "الجهاد الإسلامي" المقيمة أيضاً في سوريا من تخريب وعد السلام الجميل الذي أنطلق من قمة شرم الشيخ، البازغ في الفجر الوليد في فلسطين المحتلة، وأتمني عليه أيضاً أن يعطي أوامره الصارمة لحزب الله لكي يتوقف عن إرسال المخربين لتخريب هذا الوعد السلامي الواعد بميلاد الدولة الفلسطينية التي طال مخاضها، وليأمر حزب الله أيضاً بأن يوقف المؤامرة التي يدبرها لاغتيال الرئيس الفلسطيني العظيم محمود عباس (أبو مازن) الذي أرسل عبثاً مستشاره السياسي الخاص إلى لبنان لمقابلة حسن نصر الله قائد حزب الله لإقناعه بالتوقف عن تخريب مساعي السلطة الفلسطينية لاسترداد ما يمكن استرداده من حقوق الشعب الفلسطيني من يد الصهاينة المحتلين.
تحدوني آمال كبيرة معقودة على فخامة الرئيس بشار الأسد الذي قال عنه المرحوم والده حافظ الأسد لدنيس روس، الذي كان مسئولاً في الإدارة الأمريكية لمدة خمسة عشر عاماً عن ملف الشرق الأوسط بأن ابنه ، فخامة الرئيس بشار، "سيكون مختلفاً عنه، وسيكون منفتحاً على الغرب، ومنفتحاً أيضاً على الشعب السوري"، رحم الله الرئيس السوري العظيم فقد كان فعلاً من سلالة الإمام علي بيولوجياً وروحياً، لذلك عمل بوصية جده العظيم الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي قال:"ربوا أبناءكم على غير شاكلتكم فإنهم مولودون لزمان غير زمانكم"،رحم الله الإمام ورضي الله عنه وأرضاه فقد كان يري المستقبل كما لو كان حاضراً يشاهد بالعيان وتلمسه اليدان، فرجائي أن نتحلي بالمرونة الذهنية ونحسب حساب موازين القوى الدولية والإقليمية،وأي خطأ الآن في اتخاذ القرار سيكون له عواقب وخيمة على سوريا والشرق الأوسط الجديد، وعلينا ألا ننسي أن ما كان يصلح لفترة معينة قد لا يصلح لفترة أخرى لأن كل شيء يتغير إلا قانون التغير.
التعليقات